أعلن وزير الدفاع اللبناني الياس المر أن التسجيلات في برج المراقبة في مطار بيروت تثبت أن قائد الطائرة الأثيوبية التي سقطت أمس الأول في البحر جنوب العاصمة طار في اتجاه معاكس لذاك الذي أوصاه به برج المراقبة. وقال المر في مقابلة تلفزيونية إن “برج المراقبة طلب من قائد الطائرة أن يقود طائرته في اتجاه معين “تفادياً للعواصف، “الا انه سلك اتجاهاً معاكساً”. غير انه اكد ان أسباب عدم تجاوب قائد طائرة البوينج لم تعرف بعد، وقد تكون خارجة عن إرادته. وأوضح المر ان قانون الطيران يجيز لقائد الطائرة اتخاذ قرار معاكس لما يطلبه منه برج المراقبة، على ان يبلغ السلطات الملاحية بقراره. وكان وزير الدفاع رجح في تصريح سابق ان يكون “عامل الطقس مبدئياً سبب حادث الطائرة”. من جانبه قال وزير النقل اللبناني غازي العريضي إن قائد الطائرة الاثيوبية لم يستجب للطلب بالتحليق في اتجاه معين قبل ان ينقطع الاتصال معه. وقال العريضي إن طائرة الخطوط الجوية الاثيوبية انعطفت بحدة قبل ان تختفي من على شاشة الرادار. وسقطت الطائرة بعد بضع دقائق في البحر وعلى متنها 90 راكباً ويخشى ان يكونوا جميعهم لقوا حتفهم. وأوضح العريضي لرويترز أن “برج المراقبة طلب منه ان يذهب في اتجاه معين لكن الطيار لم يستجب ثم انقطع الاتصال واختفت الطائرة من على شاشات الرادار” وقال “لا نعرف لماذا فعل ذلك او ما حدث” مضيفاً أن من المهم عدم القفز الى استنتاجات بأن الطيار مخطئ وانه يجب الانتظار حتى يتم العثور على الصندوق الأسود لمعرفة السبب الحقيقي للحادث”. الى ذلك تواصلت أمس عمليات البحث عن ضحايا الطائرة الاثيوبية بمؤازرة دولية، فيما بات الأمل بالعثور على ناجين بين ركابها التسعين شبه معدوم. وقال مسؤول أمني رفيع طالباً عدم الكشف عن هويته “يرجح عدم العثور على ناجين بسبب الوقت الذي انقضى”. وفي اديس ابابا، رجحت ناطقة باسم شركة الخطوط الجوية الاثيوبية عدم وجود ناجين. وقالت وجايهو تيفير “إن احتمال العثور على ناجين اصبح ضئيلاً جداً لكن عمليات البحث مستمرة”. وأضافت ان “التحقيق مستمر وليست لدينا حتى الان فكرة دقيقة عن أسباب الحادث لكنه من الأرجح ان يكون الطقس السيء”. وأوضح نقيب سابق لطياري شركة طيران الشرق الاوسط اللبنانية الكابتن حبيب كرم ان هناك نوعاً من الغيوم خلال الطقس العاصف “اذا دخلتها الطائرة تصبح احتمالات خروجها منها شبه معدومة”. وقال كرم “هذا النوع فيه مطبات هوائية هائلة ترفع الطائرة وتخفضها بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف قدم، ما قد يؤدي مثلاً الى تحطم المحرك واحتراقه واحتراق الفيول”. وعزا كرم عدم اتباع الطيار تعليمات برج المراقبة في حال ثبوته “إما لأسباب تقنية او شخصية، اي اما اعطال او وضع ذاتي للطيار كتأخره في الاستجابة”. وأعلنت السفارة الأميركية في لبنان ان الولايات المتحدة سترسل خبراء لمساعدة الحكومة اللبنانية في التحقيق الجاري. وكانت الحكومة شكلت لجنة تحقيق وأكدت مشاركة المكتب الفرنسي الدولي للتحقيق في التحقيقات ايضاً. كما أرسلت شركة الخطوط الجوية الاثيوبية التي تعود لها الطائرة فريقاً للغاية نفسها. في هذا الوقت، تتواصل عمليات البحث التي يقوم بها الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية الموجودة في لبنان بمساعدة قطع بحرية وطوافات فرنسية وبريطانية وأميركية. وأفاد العريضي أن منطقة العمليات التي يجري فيها البحث في البحر “حددت بـ35 كلم مربع”، مشيراً الى أن مكان سقوط الطائرة حدد في خلدة على بعد ستة كيلومترات جنوب مطار رفيق الحريري الدولي. وأعرب وزير الإعلام طارق متري عن أمله في “أن تحقق عمليات البحث تقدماً ملموساً” بعد ان تحسنت الأحوال الجوية اثر يومين شهد فيهما لبنان عاصفة قوية وامطاراً غزيرة. واكد متري أن إدارة الطيران لم يكن لديها اي سبب يدعوها الى عدم السماح للطائرة بالإقلاع بسبب الاحوال الجوية