سمر إبراهيم (القاهرة)

حذر عبدالرحمن عبدالشكور، زعيم حزب «ودجر» السياسي المعارض الصومالي، من آثار الزيارة التي يقوم بها نائب رئيس جهاز المخابرات القطري عبدالله محمد مبارك صالح الخليفة إلى مقديشو، مؤكدا أن قطر تسعى جاهدة للسيطرة على الأجهزة الأمنية الصومالية لتنفيذ أغراضها في المنطقة، من دون النظر إلى مصلحة الصومال وشعبه بل لخدمة أطماعها والشخصيات التي تدعمها في مقديشو. والتقى نائب رئيس جهاز المخابرات القطري برئيس جهاز المخابرات والأمن الصومالي فهد ياسين حاج، وبحث الجانبان إمكانية توأمة الجهازين القطري والصومالي فيما يتعلّق بالعمليات الاستخباراتية، حسب ما ذكر موقع «أخبار الصومال».
وكان نائب رئيس جهاز المخابرات القطري عبدالله محمد مبارك صالح الخليفة وصل، أمس الأول، إلى العاصمة الصومالية وفق ما أكدته مصادر إعلامية مطلعة.
وقال عبدالرحمن عبدالشكور لـ«الاتحاد» إن الوضع السياسي والاقتصادي الراهن في الصومال «مؤسف» في ظل الحكومة الحالية، مشيراً إلى أن الصومال تعاني من فشل سياسي، واقتصادي وأمني أيضاً، فضلاً عن سجل حافل من الانتهاكات في مجال حقوق الإنسان والحريات العامة، واصفاً الحكومة بـ«الفاشلة». وأوضح زعيم حزب «ودجر» السياسي المعارض الصومالي أن بلاده تشهد أزمات اقتصادية طاحنة بسبب الحروب الأهلية التي شهدتها منذ سقوط نظام الرئيس محمد سياد بري عام 1990، وهو ما أعطى فرصة لدولة قطر بالتدخل في شؤون الصومال عبر الدعم المادي للحكومة، وأصبحت تلعب دوراً سلبياً في البلاد، فهي لا تُقيم علاقات مع النظام بقدر ما هي تُقيم علاقات بأشخاص في الدولة تربطهم بها علاقات وطيدة، قائلاً: «لست ضد أي دولة تسعى لإقامة علاقة مصالح مشتركة مع الصومال، ولكن أنا ضد من يسعى لتحقيق مصالحه على حساب الشعب الصومالي».
وأضاف عبد الشكور لـ«الاتحاد» أن نظام الحمدين يسعى للتوأمة بين جهازي المخابرات القطري والصومالي عبر رجلهم في الدولة فهد ياسين الذي يترأس هذا الجهاز، مشيراً إلى أن قطر ليست دولة ذات وزن وثقل سياسي كي تنفذ ذلك الغرض من أجلها بل هي تعمل لتحقيق أجندة مصالح دول أخرى في منطقة القرن الأفريقي، موضحاً أن توأمة الجهازين قد تنعكس سلباً على علاقة الصومال مع الدول التي تُعد حليفاً استراتيجياً للصومال.
وقال عبدالشكور لـ«الاتحاد» إن الحكومة الصومالية تركت المساحة كاملة لحركة الشباب الإرهابية للسيطرة على مفاصل الدولة في جميع المجالات، حتى وصل الأمر أن الحركة تقوم بفرض الضرائب على السكان والتجار بالأسواق وجمعها بالقوة، فضلاً عن فرض الإتاوات على الطرق وسائقي الشاحنات بالعاصمة مقديشو. وأكد زعيم حزب «ودجر» السياسي المعارض الصومالي أن الحركة الإرهابية توغلت في العمق الصومالي حتى ضربت جميع الأجهزة الأمنية، مدللاً على ذلك بتعيين مراسل قناة الجزيرة القطرية فهد ياسين نهاية أغسطس الماضي، رئيساً لجهاز الاستخبارات والأمن القومي والذي تجمعه علاقات وطيدة بالحركة، موضحاً أن الحكومة لا تعمل على تقديم الخدمات للمواطنين، أو مكافحة الفساد، أو العمل على استقرار الدولة أمنياً وعسكرياً، بل كرست كل جهودها لملاحقة المعارضة فقط. وأشار عبدالشكور إلى أن البرلمان الصومالي لم يعارض قرارات الرئيس محمد عبدالله فرماجو بشأن تعيين ياسين في ذلك المنصب الحيوي، أو التغييرات العسكرية والأمنية التي أجراها الرئيس الصومالي مؤخراً، عبر تعيين أكثر من 70 نائباً في مناصب حكومية، فضلاً عن حصول ما يقرب من 100 نائب آخر على رشاوى شهرية من الحكومة مقابل الولاء التام لها، بحسب قول المعارض الصومالي. وأعلن عبدالشكور ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2020، مشيراً إلى أنه على استعداد تام لمواجهة الرئيس الحالي محمد عبدالله فرماجو في الانتخابات إذا قرر الترشح مرة أخرى.

مخطط لاغتيال المعارضة في الخارج
قال نائب رئيس جهاز المخابرات الصومالي السابق الذي تمت إقالته مؤخراً، الجنرال عبدالله عبدالله، إن هناك أنباء مؤكدة عن مخطط تسعى إليه شخصيات من جهاز الأمن الصومالي المرتبط بحركة الشباب الإرهابية لاستهداف أعضاء المعارضة الصومالية المقيمين في الخارج، لاسيما المقيمين في بعض دول الجوار. وأضاف عبدالله في تغريدة على «تويتر»، أمس، إن تلك المحاولات تهدف لاستخدام عصابات مأجورة لتنفيذ هذه العمليات ضد المعارضة، ومن ثم دعا جميع المواطنين الصوماليين لتوخي الحذر من تلك العصابات الإرهابية، والابتعاد عن الأماكن الخطيرة والمناطق ذات الأوضاع الأمنية الضعيفة. وكان الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، أصدر قراراً مطلع شهر سبتمبر الجاري بإقالة عبدالله من منصبه، عقب صراع شرس مع رئيس الجهاز الحالي، ومراسل قناة الجزيرة القطرية السابق فهد ياسين حاج، كما تم تجريده من جميع رتبه العسكرية بقرار رئاسي، انتصاراً للأخير.