تامر عبد الحميد (أبوظبي)
في ليلة لا تنسى، مزجت فيها إبداعات المخضرمين في عالم الموسيقا والعزف، وطاقات واحترافية المواهب الجديدة، عاش الموسيقار وعازف العود العالمي نصير شمّة، مساء أمس الأول، الفرحة فرحتين، حيث أحيا الحفل الثاني والأخير له ضمن سلسلة أمسيات الموسم الافتتاحي للمسرح الجديد في المجمع الثقافي، والاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة على افتتاح «بيت العود العربي» في أبوظبي، حيث قدم عرضاً مع أوركسترا «بيت العود» الذي يتضمن عدداً من المدرسين والموسيقيين والموهوبين البارزين، أبرزهم بسام عبد الستار، وشيرين تهامي، والدكتور فتح الله أحمد، وفيصل الساري، وأحمد طه، وعلي الدريدي، وفاطمة الهاشمي، ونيبال كريم.
عروض
وانطلق الموسم الافتتاحي لافتتاح المسرح الجديد في المجمع الثقافي 4 سبتمبر الجاري، وتستمر فعالياته حتى نهاية العام، ويتضمن برنامج الموسم الافتتاحي مجموعة متنوعة من العروض الكلاسيكية والمعاصرة العربية، بما يترجم رؤية المجمع الثقافي التي تجمع بين الفنون المعاصرة والتقليدية في بوتقة واحدة.
وأتى عرض نصير شمّة الثاني، استكمالاً لتقاليد بيت العود العربي وتركيزه على الاحتفاء بتاريخ الموسيقا العربية، وقدم الحفل الموسيقي الاحتفالي المباشر في الجزء الأول منه عناصر من الموسيقا الإماراتية التقليدية في شكلها الحديث.
وفي النصف الثاني من الأمسية، أدى العازفون مقطوعات عربية كلاسيكية تشمل العرض الأول «تخت» بيت العود، أول أوركسترا كلاسيكية عربية احترافية لبيت العود في أبوظبي.
وقدم نصير شمّة خلال الحفل مقطوعات تفاعل معها الحضور كثيراً، منها عزف جماعي لمقطوعة «جدارية الحياة»، ورباعي العود «تانجو» و«إشراق»، ومقطوعة «بين النخيل» عزف جماعي بين آلتي العود والقانون، كما قدم مقطوعة بعنوان «جارسيا لوركا» مع آلات العود والرق والطبلة، والتي كتبها عام 2000 في غرناطة، ليختتم فقرته المنفردة بمقطوعة موسيقية بعنوان «مسار مضيء».
مواهب محترفة
وأفسح المجال لنصير شمّة في إظهار عدد من المواهب خلال أمسيته، حيث عزف خريج «بيت العود العربي» الإماراتي فيصل الساري «عزف منفرد» على آلة العود مقطوعة بعنوان «روح التسامح» بمناسبة عام التسامح، وعلى أنغام مقطع من أغنية «هذه ليلتي» قدمته الإماراتية فاطمة الهاشمي بطريقة الغناء الأوبرالي، والتي صفق لها الحضور كثيراً.
كما قدمت شيرين تهامي ثاني خريجة من بيت العود في مصر، وهي حالياً أحد أساتذة «بيت العود العربي» في أبوظبي، مقطوعة «تخت شرقي» مع فرقتها على آلة العود. وتحت إشراف الدكتور فتح الله أحمد، وبقيادة الموسيقي أحمد طه، قدم نصير شمّة الموهبة الجديدة في عالم الغناء نيبال كريم التي أدت مقطعاً من أغنية سيد درويش «خفيف الروح»، كما أظهرت نورة المزروعي إبداعاتها في العزف على آلة القانون.
علاقة فنية
وعبر نصير شمة عن سعادته البالغة لتقديمه حفلتين ضمن الموسم الافتتاحي لافتتاح المسرح الجديد للمجمع الثقافي، وقال لـ «الاتحاد»: شرف كبير لي ولكل مواهب وفنيي «بيت العود العربي» في أبوظبي، بأن تكون الأمسية عنوان افتتاح الموسم الجديد لفعاليات المجمع الثقافي، الذي تربطني به علاقة فنية منذ 20 عاماً.
وأشار إلى أن عرضيه مع «أوركسترا 2350 ق.م» وأوركسترا تخت «بيت العود» ضما أكثر من 15 دولة، وحضر لبرنامج الأمسيتين لفترة طويلة، منذ نوفمبر العام الماضي، ليقدم حفلين مشرفين ولائقين لجمهور أبوظبي، هذا إلى جانب تقديمه لمواهب بمستوى محترف من الإمارات ودول عربية أخرى، تنوعت مواهبهم بين العزف والغناء والقانون.
وأضح أنه وضع العمل الإنساني في صدار أولوياته طوال مسيرته الفنية الحافلة بالإنجازات والمشروعات، حيث يسعى من خلال موسيقاه إلى نشر لغة السلام حول العالم، وكان له العديد من المشروعات الإنسانية والتي نال عنها جوائز عدة، منها جائزة جوسي للسلام 2012.