ساسي جبيل (تونس)

منذ العهد «الأمازيغي»، اشتهرت تونس بمنسوج السجاد، أو ما يعرف في تونس بـ «الزربية»، والتي تستعمل في تأثيث القصور والمساكن الفخمة العربية.
كما أن «الزربية القيروانية» «نسبة إلى مدينة القيروان» كانت في العهد الأغلبي «800 /‏‏‏‏ 909 ميلادي»، ضمن الخراج الموجّه إلى دمشق وبغداد.
وأكد المؤرخون، أن هذا المنسوج المسمى بـ «بازيرق» مصنوع في القرن الخامس قبل الميلاد، وهو الآن محفوظ بمتحف سان بطرسبورغ الروسي، والذي يعدّ واحداً من أكبر المتاحف في العالم، فضلاً عن إثبات الوثائق التاريخية وجود تجارة زرابي من تونس إلى أوروبا، حتى إن البرتغاليين كانوا يبعثون إلى مستعمراتهم الأفريقية زرابي من أصل تونسي.

زخارف
ولئن كانت الزربية في البدايات، حكراً على عاصمة الأغالبة «القيروان»، التي تم نسب الزربية لها، خاصةً أنها نسيج خشن من الصوف الطبيعي أو المصبوغ المتميز في مظهره بحاشية تتكوّن من أشرطة متوازية، تنتشر فيها زخارف نباتية أو هندسية، وتتوسط هذه الحاشية مساحة مستطيلة ذات ركنيات، وهو النموذج الأصلي الذي يترك حريّة الإبداع للحرفيات لتوسيع حاشية أو تهذيب اسم أو تنميق زهرة أو محراب أو إحاطة الحواشي بشريط دقيق أو ملء الحقل الأوسط بزخارف مختلفة، فإنها انتشرت فيما بعد، بكل أنحاء البلاد، لتصبح الزربية التونسية مشهورة في العالم، ويتوافد العدد الكبير من السياح من مختلف أصقاع المعمورة لشرائها، ما جعل إنتاجها وتسويقها يتضاعف، سواء بالنسبة إلى الزربية المصنّعة بالآلات الحديثة «في تونس»، أو بالنسبة إلى الزربية التقليدية المصنّعة في ورشات منظمة وفي المنازل وعن طريق المناولة.

المعلقات
وإلى جانب الزربية، اشتهرت تونس بـ «المرقوم» و«الكليم» الذي هو نسيج من الصوفي المتكون من أشرطة ذات لون موحد ومتوازية ذات ألوان مختلفة، ويستعمل كمعلقة حائطية أو بساط أرضي، وهو نوع آخر من النسيج الصوفي ويستعمل بساطاً أرضياً، إضافةً إلى أصناف أخرى من المعلقات الحائطية والنسيج، والتي كلها راسخة في القدم ومرت على مختلف حضارات البلاد، وأثرت فيها، كما تأثرت بها على مستوى الأشكال والزركشة والزينة لتتميز كل جهة بنوع معين من التصاميم واستعمال الألوان، وتظهر من خلالها أنواع عدة من «الزربية» التي ظهرت في جهة قفصة، جنوب غرب البلاد، وفي جزيرة جربة، شرقي جنوب البلاد، وغيرها في جهات أخرى، تبقى القيروانية أبرزها، خاصةً أنها حافظت على النماذج الأصلية القديمة.