فاطمة عطفة (أبوظبي)

الفن ملك الجميع، كونه يفتح آفاقاً جديدةً لرؤية وفهم العالم، ويسهم في نشر القيم الإنسانية التي تجمعنا.. بهذه الكلمات المعبرة رحب بيل براغين، المدير الفني التنفيذي في جامعة نيويورك أبوظبي، بجمهور المسرح الأحمر الذي امتلأت مدرجاته بجمهور كبير استقبل بالتصفيق فرقة «سيرك الحبشة» التي تقدم للمرة الأولى حفلاً فنياً في أبوظبي، وذلك على مدى يومين.
وخلال ساعة ونصف الساعة شاهد الحضور بإعجاب وابتهاج ألعاباً بهلوانيةً مشوقةً ومتنوعة، جمعت بين الغناء والرقص والعروض المثيرة للدهشة والتي تظهر من خلالها مغامرات ساحرة.

إيقاع
وأتيح للمشاهدين أن يتعرفوا ويكتشفوا بابتهاج جذور الموسيقا والفنون الإثيوبية العريقة، وتركيزها على نشر القيم، حيث سرد العرض حكاية شقيقين من خلال مغامرات مثيرة، في إطار رياضي وفني جميل من عروض الخفة المذهلة، بالإضافة إلى عروض المرور من الدوائر، والأعمدة الصينية، والمهارات البهلوانية، جميعها جرت على إيقاع أغانٍ وموسيقا إثيوبية حية.
ويعد «سيرك الحبشة» الذي قدم عروض الأمسية، سيركاً إثيوبياً يقوم بتطويره فنانون إثيوبيون بهدف استعراض مهاراتهم وقدراتهم المميزة، ويهدف هذا العرض من حكاية «الأحلام الإثيوبية» إلى تقديم قصص خيالية، وركز العرض الفني في أحد فصوله على قصة مستوحاة من حياة مؤسسيه، حيث يتحقق حلم الشقيقين بيبي وبيشو الصغيرين بالانضمام إلى السيرك من خلال العزيمة والإصرار على يد الشخصية الأسطورية «رجل القمر».
ويمثل هذا العرض سرداً سريالياً لنجاح بيبي وبيشو في تحقيق أحلامهما، حيث وجدا في بعضهما وسيلة لتحقيق أحلامهما على أرض الواقع. وتعد قصة العرض بحد ذاتها مزيجاً من السيرة الذاتية والحلم، وتروي مسيرة تحوّل بيبي وبيشو إلى نموذجين ماهرين من الخبراء في عروض الخفة، من وجهة نظر أحلامهما الطفولية، وإضافة إلى ذلك، قدمت الفرقة مشاهد أخرى ساحرة وخطيرة، تتميز بحركاتها البهلوانية الجريئة اجتذبت أنظار الجمهور ومشاعرهم، وطافت بهم في أجواء من المغامرة المتسارعة، في واحد من أفضل عروض السيرك الإثيوبية.

إتقان
ويشار إلى أن الشقيقين بيبي وبيشو تيسفاماريام فناني سيرك من إثيوبيا، وهما يقيمان حالياً في المملكة المتحدة. ولطالما تأثر الشقيقان بعروض السيرك الساحرة التي شاهداها على شاشة التلفزيون، ما شجعهما على إتقان المهارات البهلوانية، وعروض الغموض والسحر، التي قدمتها الشخصيات الخارقة على الحلبة، وبدأ بيبي وبيشو ممارسة ألعاب الخفة عندما كانا في عمر 13 و14 سنة، ثم دخلا مرحلة تصميم عروضهما كثنائي.
وكانت فنون السيرك تشهد نمواً واضحاً في إثيوبيا، وفي عام 1996، غادر بيبي وبيشو موطنهما للانضمام إلى سيرك جيمّا في جولة في أرجاء أوروبا، وانتقل الشقيقان إلى المملكة المتحدة عام 1999، حيث التقيا بأستاذهما شون جانديني، الذي يعتبر أحد أهم العاملين في مجال العروض البهلوانية وعروض الخفة، في المركز الوطني لفنون السيرك في لندن.