ناصر الجابري (أبوظبي)

أكد الدكتور جيمس روجرز، زميل زائر بقسم الدراسات الأمنية الدولية بجامعة «ييل»، على ضرورة مواجهة الأخطار المهددة للطائرات بدون طيار «الدرون» عالمياً، عبر عقد الشراكات وتبادل الخبرات وتعزيز المؤتمرات ذات العلاقة برصد التطور المستمر لهذا النوع من الطائرات، خاصة مع استخدامها المتواصل في المواجهات المسلحة، حيث أصبحت تمثل تهديداً قومياً للدول، بما يوجب التعامل معها لإيقاف خطورتها وتقليص آثارها السلبية في منطقة الشرق الأوسط.
جاء ذلك خلال محاضرة نظمها نادي المراسلين الأجانب في أبوظبي، أمس الأول، حول خطر الطائرات بدون طيار للجماعات غير الحكومية في الصراعات المسلحة، بحضور معالي محمد بن أحمد البواردي وزير الدولة لشؤون الدفاع، ومنصور المنصوري مدير عام المجلس الوطني للإعلام، إضافة إلى مجموعة من الدبلوماسيين وممثلي وسائل الإعلام المحلية والعالمية.
وأشاد روجرز في بداية المحاضرة بالجهود التي يقدمها نادي المراسلين الأجانب، باعتباره منصة تفاعلية تجمع وسائل الإعلام المختلفة في دولة الإمارات، وبمستوى الاهتمام الكبير من قبل الجهات المعنية بالدولة لتنظيم المحاضرات التي تتزامن مع الكثير من الأحداث البارزة دولياً، والتي تعد فرصة للنقاش وبحث الآثار المختلفة على المنطقة نحو مواجهة الأخطار استناداً للمعرفة عبر استحضار المسارات الزمنية والتطور المستمر للطائرات بدون طيار.
وقال روجرز: بدأ استخدام الطائرات بدون طيار لدى الميليشيات والجماعات غير الخاضعة للسلطة الحكومية نظراً لسهولة استخدامها، وعدم تطلبها وجود شخص بخبرة كبيرة لقيادتها، حيث يتم وضع الإحداثيات ومن ثم إطلاقها نحو الهدف المحدد لها، دون أن تتكبد هذه الجماعات عناء الخوف من فقدان أحد كوادرها البشرية أو التفكير في مسألة المسافات الطويلة، حيث تضع هذه الطائرات الأطراف الأخرى في الصراع بوضعية المواجهة والاستعداد بهدف إسقاطها.
وأوضح أن خطر الطائرات بدون طيار يتمثل في أنها أصبحت أكثر سرعة وقدرة على الوصول لمسافات أطول، كما ارتفع مستوى دقتها في التعامل مع الأهداف، حيث نشهد اليوم أن سرعتها وصلت إلى 100 ميل في الساعة، كما تستطيع أن تحمل 30 كيلو جراماً من المتفجرات خلال رحلتها الممتدة من مكان الإطلاق إلى إصابة الهدف، كما أصبحت تحلق لمسافة تصل إلى 1500 كيلو متر، باستخدام تقنيات حديثة لرصد الإحداثيات المطلوبة. ولفت إلى أن ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران قامت خلال الفترة الماضية باستخدام أنواع مختلفة من الطائرات المسيّرة، عبر تصنيع يدوي يستند إلى دعم لوجستي خارجي يهدف إلى زيادة المسافات التي تصل بها الطائرات بدون طيار، ورفع مستويات القدرة على تحمل الحمولة المتفجرة، حيث قامت بعدد من المحاولات الإرهابية لحدود المملكة العربية السعودية تستهدف من خلالها المناطق الحيوية ذات التأثير.
وحذر روجرز من أن خطر الطائرات بدون طيار لا ينحصر فقط في الحروب بل يشمل التأثير على البنية التحتية للدول، حيث توقف أحد المطارات في المملكة المتحدة خلال نهاية العام الماضي بسبب وجود «درون» في المجال الجوي، مما نتج عنه إيقاف الرحلات لمدة تصل إلى 36 ساعة، وتأثر الآلاف نتيجة لتأجيلها، كما تقع الكثير من الخسائر نتيجة الاستخدام غير الواعي لهذا النوع من الطائرات، كما حدثت مواقف مشابهة في عدد من دول العالم ومنها اليابان وفنزويلا.