القاهرة (الاتحاد)

كل قطعة من الحلي اليدوية تروي قصة حقيقية لشخص ما أو موقف لا ينسى، وربما عبارة أو جملة تركت في النفس تأثيراً غيّر نظرتها وحكمها على بعض الأمور، لذلك هي حلي مختلفة تخاطب المشاعر والوجدان، ولا تدخل في منافسة مع غيرها من إكسسوارات أو مجوهرات.
من هنا جاءت صياغة المجموعة الجديدة من الحلي المبتكرة التي أطلقتها المصممة المصرية هبة ممدوح، وضمت أطقماً متكاملة وقطعاً مميزة، وتنوعت الأساليب الفنية التي اعتمدت عليها، كما اختلفت التصاميم لتشمل المودرن والتراثي والشبابي الذي يتناسب مع الملابس «الكاجوال»، إلى جانب عدد محدود من الموديلات التي تصلح للسهرات أو فترة بعد الظهر.
حملت المجموعة نفس الخط المتميز للفنانة التي تعشق الانطلاق عبر أساليب فنية متنوعة وتمزج بين أكثر من طراز بعضها يعكس تأثرها بالمصاغ الفرعوني وثرائه، وأخرى تعكس تعمقها في دراسة فنون الحضارات الإنسانية المتعاقبة، وما تشمله من طرز وأساليب متباينة وجانب كبير من التصاميم يؤكد شغفها بالتراث الشعبي المصري وتنوعه حيث نجدها تارة تتجه نحو الجنوب لتقدم قطعاً مستوحاة من الفنون النوبية ثم تتحول إلى الشمال لتقدم موديلات تحاكي مصاغ الفلاحة في القرية وتنطلق جهة الشرق لتنهل من نبع الفنون السيناوية.
تقدم هبة الحلي والإكسسوارات التي تغزلها بأناملها تحت اسم «مجوهرات بكيزة هانم»، وتبرر ذلك الاسم قائلة: أحببت هذا العمل الدرامي جدا، وتأثرت به ورغم مرور سنوات طويلة على إنتاجه إلا أنه مازال ينال إعجاب الجميع، كباراً وصغاراً، وفي اعتقادي أن سر نجاحه هو المصداقية والإنسانية التي تضمنتها الأحداث والمواقف، وبالنسبة لي فقد اشتهرت منذ طفولتي بهذا الاسم لأنني أهتم جدا بمظهري وأتابع كل جديد في الموضة والأزياء وبمرور الوقت وجدت نفسي مشدودة للحلي تحديداً، وبدأت البحث، لكن لم أجد في الأسواق ما يرضي ذوقي، لذلك بدأت تجاربي من باب الهواية، ثم اتجهت لـ «يوتيوب»، واستفدت كثيراً من دروس الفنانة المصرية العالمية عزة فهمي، وبدأت التنفيذ لنفسي أولاً ثم لصديقاتي المقربات، ولم أتقيد بنمط فني محدد أو أسلوب واحد في تشكيل قطع الحلي، بل ربما تندمج عدة أساليب في القطعة الواحدة.
أما مجموعتها الأخيرة، فقد اختارت هبة لها اسم «غادة الكاميليا»، وتقول عن ذلك: تأثرت فيها بقصة سيدة جميلة كانت تعيش حياتها للآخرين، وكنت التقي بها بين وقت وآخر، واختفت فجأة وعرفت أنها مريضة فذهبت لزيارتها وذهلت من جمالها وتألقها رغم مرضها الشديد، ووجدت في نظراتها بريقاً ورضا، وأدركت أنها سعيدة بالرحيل عن الدنيا.