غالية خوجة (دبي)

تجرب النصوص بأشكالها الأدبية والفنية كافة، الخروج عن الاعتيادي بأسلوب مختلف وحداثي متناسب مع إيقاعات الجذور الأصيلة، لكن، كيف تجيبنا عنه لوحات الفنان والمصمم العراقي وسام شوكت، في معرضه الفردي الثاني بعنوان «التمرد المنضبط: الخروج عن المألوف في أشكال الحروف»، الذي افتتح به مركز تشكيل موسمه الفني لعام 2019، في مقره بند الشبا (1) بدبي، أول أمس، والمستمر لغاية (5) مارس المقبل ، بحضور ليسا باليتشغار نائب مدير «تشكيل»، والعديد من الفنانين والمثقفين والمهتمين.
يمثل المعرض سيرة الفنان مع الحرف واللون والخط العربي المتنوع، وما يعكسه كمكونات تظهر واضحة من خلال الحركة الكلية للأعمال وتشكيلاتها المتنوعة المتداخلة مع الكلاسيكية والتجريدية والتكعيبية، لتنتج تحاورها بين الأنا والأنت من خلال الحروف وحركتها بين الكلمات لا سيما تحولات كلمة (الحب)، التي تنطلق منها (41) لوحة منها مجموعة التصاميم «الكاليغرافورمز»، الجامعة بين صفات غرافيكية الخط والأشكال التجريدية للحروف الكلاسيكية، وضمنها يدخل المجسم الوحيد في المعرض المتشكل من كلمة (المحبة).
وعن هذا المعرض تقول لطيفة بنت مكتوم، مؤسسة مركز تشكيل في مقدمة الكتاب الصادر بهذه المناسبة: «يكشف وسام شوكت عن أعماله الجديدة، فهي متجددة للناظر إليها بعين الحداثة، وعصية على من يبحث فيها عن القواعد التقليدية للخط العربي، فهذه الأعمال تكسر التقاليد، وتتمسك في الوقت نفسه بالخصائص التقليدية للنص المخطوط».
وتتنوع التشكلات الحروفية، وهي تعكس عناصر الطبيعة الطبيعية والإنسانية، فمنها ما تشكّل بهيئة الموج الذي يمنح كتلة الخط تجريدية فنية، ومنها ما تشكل برمزية شخوصية، مثل لوحات (الحب)، أو برمزية متحركة بين الخط والنقطة والحرف والأشكال الهندسية والظل والضوء، ليحكي عن مؤثراته، سواء في مبدأ التفريغ، أو الفراغات، وعلاقتها بالكتلة من خلال التناظر الإيقاعي، المنعكس بهيئات مختلفة، منها التداخلات الأفقية والعمودية والدائرية كما في لوحة (البسملة)، ومنها انسيابية خط الثلث مع المعنى والحركة، وتمثّله العديد من اللوحات، مثل «من جد وجد»، وتصاعدها مع دلالة الطموح تراتبياً، ودينامية الجيم مع الدال التي تحدث عنها شوكت للاتحاد قائلاً: إنها تجديد لـ«ريثم/‏إيقاع» الحروف.
وباعتباره مبتكر خط «الوسام»، سألت «الاتحاد» الفنان وسام شوكت عن هذا الخط، وبماذا يتميز؟
فأجابنا: ابتكرته أثناء ممارستي التشكيل الحروفي، وأعمل على اكتشافه منذ 2003، من خلال تعاملي مع حساسية خط الثلث، إلى أن ظهرت لدي هذه التفاصيل الناتجة عن مزيج من الثلث والجلي والكوفي، وبدأت بتحديث الخط، وأمسكت الحرف كوحدة فنية رئيسة، وجزء من الكلمة.
وتابع: يتميز خط «الوسام» بكيفية تناوله للحروف، مثلاً، ابتكر العديد من الحروف مثل حرف (الهاء) ثلاثي الفراغ، وحرف (الحاء) المنساب بتجريدية قد تشبه القلب أو ورقة الشجر، وأضاف: كل حرف له كيانه وشخصيته المستقلة في اللوحة المتشكلة من عدة حروف، وأيضاً، أعمل على الأشكال الخارجية والداخلية للحروف مع إلغاء شكلها الخطي، والتلاعب بالكتلة والفراغ من خلال الكولاج والتصميم والإيقاع، وذلك لمزيد من التشكيلية الأقرب إلى الكاليغرافورمز، وأشار إلى لوحاته التي رسمها بهذا الخط، ومنها «عشق ود هوى حب».
وأكد أنه يحب التوثيق، ولذلك، يعرض «اسكتشات» أعماله، رسماً وتصميماً إلى جانب لوحاته، كما أنه يدرّس هذا الخط، مختتماً: صار المصممون يستخدمونه أيضاً.