حسونة الطيب (أبوظبي)

ربما يكون من الصعب على الشخص أن يبتسم عند إخراج النقود من محفظته لتسديد سلعة ما، لكن وجد الصينيون أنفسهم مرغمين للابتسام أمام الكاميرات في منافذ البيع للدفع عبر تقنية الوجه، التي انتشرت بسرعة بين المدن الصينية. وفي بلد تعتبر فيه عملية الدفع بالهاتف النقال، الأكثر تطوراً في العالم، يمكن الآن للناس الوقوف فقط في نقاط البيع أمام الكاميرات، التي تقوم بدورها بربط صورة الوجه بنظام رقمي للدفع أو برقم حساب في أحد المصارف، وفقاً لصحيفة الغارديان.
ولم يعد الفرد في الصين في حاجة لأخذ محفظته أو هاتفه النقال لشراء الأغراض، طالما أن وجهه لا يفارقه ولا يمكن أن يخاف عليه من السرقة أو نسيانه في مكان ما، ليتولى مهمة الشراء في أي وقت من الأوقات.
انتشر هذا البرنامج على نطاق واسع بالفعل حول أرجاء الصين، حيث كان مستخدماً في معظم الأحيان لمراقبة الناس. لكن واجهت السلطات انتقادات حادة بسبب استغلال البرنامج للتصدي ومراقبة المعارضة، خاصة في منطقة شينجيانج المكتظة بالسكان.
ويقول آدم ني، الباحث الصيني في جامعة ماجواير في سيدني:«من المخاطر الكبيرة، استغلال السلطات الحكومية لهذه البيانات لأغراضها الخاصة، مثل المراقبة وملاحقة المعارضين ورصد المعلومات الاجتماعية. وهذا بالتأكيد هو أحد الجوانب الأكثر إثارة للجدل في جمع بيانات التعرف على الوجه واستخدامها».
وبصرف النظر عن المخاوف المتعلقة بأمن المعلومات وخصوصيتها، لا يساور العديد من المستهلكين، الشعور بالقلق إزاء عمليات الدفع بتقنية الوجه عموماً.
وتعتبر علي باي، الذراع المالية لعلي بابا، واحدة من المؤسسات الرائدة في هذا المجال، حيث تنشر أجهزتها في 100 مدينة من المدن الصينية. وتتوقع المؤسسة، نموا قويا في هذا القطاع.
وتقوم علي باي، بإنفاق المليارات من العملة المحلية لنشر هذه التقنية، من خلال تقديم المساعدات لمنافذ البيع والجوائز للمستهلكين الذين يستخدمونها.
وكشفت تنسنت، التي تدير تطبيق «وي شات» بنحو 600 مليون مستخدم، النقاب في أغسطس الماضي، عن جهاز الدفع الجديد عن طريق الوجه «فروق برو»، في الوقت الذي تسعى فيه العديد من المؤسسات الناشئة، الدخول في هذا المجال.
ويثق العديد من خبراء القطاع، في مقدرة هذه التقنية على الانتشار، خاصة في ظل الدعم الذي توفره لها الشركات الكبيرة العاملة في أنظمة الدفع عبر الهاتف النقال.
وفي مركز آيفيوري للخدمة الذاتية في مدينة تيانجين، تقوم كاميرا ثلاثية الأبعاد بإجراء مسح ضوئي على أوجه العملاء عند دخولهم المركز وقياس عرض وطول وعمق الوجه، ثم إجراء مسح آخر سريع عند عملية الدفع. وأظهر استطلاع للرأي أجرته بوابة سينا للتكنولوجيا، أن ما يزيد عن 60% من الذين شملهم المسح، يقولون إن مسح وجوههم جعلهم يشعرون بقبح ملامحهم، الشيء الذي دفع علي باي، أن تتعهد بتزويد كافة الكاميرات بفلاتر للتجميل.