فاطمة عطفة (أبوظبي)

أكتب لإيصال رسالة لجميع الناس بأننا في الواقع متشابهون، رغم اختلاف ثقافاتنا وخلفياتنا الاجتماعية ووظائفنا وحتى جنسياتنا، فجميعنا أرواح جميلة من الممكن أن نتواصل عبر الكلمات المكتوبة والمقروءة والمسموعة. لا أستهدف فئة عمرية معينة إلا أنني حالياً أوظف معرفتي باللغة العربية، إضافة إلى بعض معرفتي باللغة الإنجليزية، لإيصال رسالة الحب والتفاهم والسلام.
هكذا بدأت الكاتبة الإماراتية الشابة الدكتورة شذى الغزالي حديثها لـ«الاتحاد»، ليتضح أنها تتمتع بتجربة مجتمعية متميزة، فهي بالإضافة إلى رسالتها هذه، تكافح السرطان ولديها شغف خاص في مشاريع تخص أصحاب الهمم، وسندها في ذلك إنسانيتها وكفاءتها العلمية إذ تحمل بكالوريوس طب وجراحة أسنان، وماجستير إدارة في الرعاية الصحية، ودبلوم اقتصاد، ودبلوم ابتكار حكومي، ودبلوم ذكاء اصطناعي، وتشغل منصب رئيس قسم مكافحة السرطان، في مركز أبوظبي للصحة العامة.
ومع الكتابة وعوالمها الأولى تقول شذى: بدأت الكتابة منذ نعومة أظافري. كانت البداية برسائل لوالدي الذي أُعجب بأسلوبي في السرد والإقناع، وشجعني على كتابة المزيد. كان لأختي الكبرى أيضاً دور كبير وبشكل غير مباشر، فهي كانت قارئة نهمة وكنت أقرأ كتبها لأزيد ثقافتي، فقرأت كتب مصطفى لطفي المنفلوطي وغيرها من الكتب الجميلة، وأنا لا أتجاوز الرابعة عشرة من العمر.
أجواء البيت إذن كانت مشجعة، ماذا عن الأم في هذا المجال؟ تجيب شذى: أمي لا تعرف القراءة والكتابة، إلا أنها حرصت على تشجيعي ودعمي باستمرار، وأنا فخورة بها حيث تعلمت القراءة وهي أم لستة أطفال وبعد أن تجاوزت الخمسين من عمرها.
أما عن النشر وبداياته فتقول: انطلقت في عالم النشر مع أول كتاب لي «شيء من بعض إحساس» الذي تبنته وزارة الثقافة والشباب في عام 2008 ضمن مبادرتها «إبداعات شابة» وأصدرت له طبعتين.
بالنسبة لقراءاتها، تشير شذى إلى أنها تقرأ بكثرة في تطوير الذات باللغتين العربية والإنجليزية، وأن الروايات باتت تستهويها مؤخراً. وهي تفضل الكتاب الورقي برائحته المميزة، إلا أنها بدأت تستمع في الآونة الأخيرة للكتب المسموعة، خصوصاً أثناء القيادة أو انتظار موعد ما.
وتنبه شذى إلى أن عالم الإنترنت خصب، ولهذا «علينا توخي الحذر في انتقاء المصادر الموثوقة وعرض أعمالنا ضمن أُطر محددة للحفاظ على حقوقنا من حيث الملكية الفكرية والنشر والتوزيع».
وعن المشهد الثقافي المحلي، تؤكد شذى أن «دولة الإمارات تشهد حراكاً ثقافياً جميلاً، حيث سعت لترسيخ مبادئ وقيم الدولة الأصيلة، وفي الآن ذاته، فتحت المجالات المختلفة لأبنائها وبناتها للتعرف إلى الثقافات والتعلم في شتى المجالات العلمية والأدبية، فرأينا الاهتمام بالشعر والرواية والفن، كما رأينا الاهتمام بالطب والهندسة». وتلفت شذى النظر إلى أهمية وجود المنتديات والصالونات الثقافية، معربة عن امتنانها لـ«مؤسسة بحر الثقافة» التي أسستها الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان وأخواتها الشيخات الكريمات لدورها في تطوير مهارات القراءة والنقد لدى العضوات، وتضيف: أواجه شخصيا بعض التحدي في دعم دور النشر حيث قوبل كتابي بالرفض لأسباب تسويقية مما يدعونا للتساؤل: هل أصبحت الثقافة مربوطة بضيق أفق بعض الناشرين؟
لم تحبط شذى لأنها بطبيعتها إنسانة إيجابية، على حد تعبيرها. وتضيف «أجد حلولا مبتكرة لأي تحد أواجهه، ولذلك أقوم حالياً بتصميم نموذج أولي مبتكر لكتابي الجديد والذي سأقدمه، بإذن الله، للمؤسسات الثقافية المرموقة لنشره».

بالحبّ نرقى
تكتب شذى الغزالي قصيدة النثر، وهي تبحث حالياً عن دار نشر مناسبة لطباعة كتابها الجديد «بالحُبّ نرقى»، وتقول إنها بدأت مؤخراً في كتابة خلاصة تجربتها في عالم التأمل وتطوير الذات، بعد أن لمست التغيرات الإيجابية في حياتها الشخصية، كما لمسها أهلها وأصدقاؤها.