شادي صلاح الدين (لندن)
تواجه بريطانيا خطر الدعوة إلى انتخابات عامة مبكرة، مع خسارة رئيس الوزراء، بوريس جونسون، الأغلبية مساء أمس، بعد قرار النائب «فيليب لي» الانشقاق عن حزب المحافظين الحاكم والانضمام إلى حزب الليبراليين الديموقراطيين المؤيد لأوروبا قبل تصويت حاسم بشأن البريكست.
وقال فيليب لي في بيان إن «حكومة المحافظين تواصل بطريقة عدائية المضي ببريكست نحو عواقب مؤذية. إنها تعرض أرواحاً للخطر وتهدد بشكل غير مبرر وحدة أراضي بريطانيا».
وقال المتحدث باسم بوريس جونسون إن رئيس الوزراء كان واضحاً، وإن الحكومة تتعامل مع التصويت على قانون الخروج من دون إبرام اتفاق باعتباره تصويتاً على الثقة في الحكومة.
وأضاف أنه إذا صوت أعضاء البرلمان على «القضاء» على موقف المملكة المتحدة التفاوضي، فإن الانتخابات هي الخطوة المنطقية التالية.
وتابع أنه لا يتوقع أن يصبح أعضاء حزب المحافظين الذين يصوتون ضد الحكومة مرشحين ضمن الحزب في الانتخابات المقبلة.
وكان جونسون قد وعد أمس في البرلمان «بدعم الدستور»، والامتثال للقانون «عندما سألته النائبة أنجيلا إيجل عما إذا كانت الحكومة ستلتزم بسيادة القانون إذا مر مشروع قانون يجعل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق غير قانوني».
ومع التطورات الجديدة في مجلس العموم أمس، أصبح باستطاعة النواب المعارضين للخروج من دون اتفاق تقديم الأربعاء نص قانون لإرغام رئيس الوزراء على طلب إرجاء جديد لموعد بريكسيت إلى 31 يناير 2020 إذا لم يتم التوصل إلى أي تسوية مع بروكسل بحلول 19 أكتوبر وإذا لم يصادق البرلمان على الخروج من دون اتفاق.
وبعد أن خسر جونسون الأغلبية البرلمانية أصبح جدول أعمال البرلمان في يد البرلمان نفسه وليس في يد الحكومة. وبالتالي فإن أمام جونسون خيارين لا ثالث لهما: الأول هو الدعوة لانتخابات مبكرة يوم الـ14 من أكتوبر المقبل وفقاً للقانون، أو المطالبة بتأجيل البريكست حتى 31 يناير 2020.
ووفقاً للقانون البريطاني فإنه لا يمكن الدعوة إلى انتخابات مبكرة قبل الخامس من مايو 2022، إلا إذا دعم ذلك الموقف ثلثا أعضاء مجلس العموم، أي أنه يجب على جونسون الحصول على دعم 434 نائباً.
أما الأمر الثاني الذي يلزم الدعوة إلى انتخابات مبكرة قبل الموعد المعلن عنه في مايو 2022 فهو التصويت على سحب الثقة من الحكومة، ومرور 14 يوماً دون أن تحصل حكومة بديلة أخرى على ثقة غالبية النواب.
وتؤكد مصادر لـ«الاتحاد» أنه بعد خسارة الحكومة للأغلبية في البرلمان، سيسعى رئيس الوزراء للدعوة إلى انتخابات عامة مبكرة بناء على قانون البرلمانات محددة المدة أي السعي للحصول على دعم 434 نائباً قبل التوجه إلى الانتخابات.
كان جونسون قد أكد الاثنين أنه لا يريد الانتخابات ودعا النواب إلى عدم التصويت لصالح تأجيل جديد للخروج من الاتحاد الأوروبي، وشدد على أنه لن يرجئ موعد «البريكست» تحت أي ظرف كان.