فرصة «النسور الحمر» قائمة لبلوغ ربع النهائي
قدمت النسخة الخامسة عشرة للنهائيات الآسيوية “الدوحة 2011” الكرة السورية بشكل مختلف عن سابقاتها، وأثبتت قدرة المنتخب السوري على مقارعة الكبار والتطلع للمستقبل بنظرة متفائلة معتمدة، ويأتي ذلك بناء على طموح اتحاد كرة القدم السوري في إحداث قفزة نوعية للكرة السورية، بعد أن فقدت إلى حد ما الكثير من بريقها وتاريخها، خاصة في الثمانينيات، أيام المنتخب الذهبي الذي توج بذهبية دورة المتوسط 1987.
ثقة وتفاؤل مشروع وخطة طموحة ومنح الوقت الكافي لإنجاز المهمة والصبر، هي عناوين عريضة لحديث رئيس اتحاد كرة القدم السوري فاروق سرية، الذي حاورته “الاتحاد” خلال إقامته في الدوحة رفقة منتخب “النسور الحمر”، بعد الأداء الرجولي أمام منتخب “الساموراي”.
أكد فاروق سرية رئيس الاتحاد السوري لكرة القدم أن منتخب بلاده تعرض لظلم تحكيمي بين في مباراة الفريق أمام اليابان ضمن منافسات المجموعة الثالثة لكأس آسيا والتي أقيمت أمس وانتهت بخسارة النسور بهدفين مقابل هدف.
وقال: “لا أريد تقييم الأداء التحكيمي لمباراتنا مع اليابان، بل أجزم بأننا تعرضنا لظلم كبير، والموضوع بأكمله من شأن المختصين والمعنيين عن الشأن التحكيمي، ومع ذلك فإن خسارتنا غير مستحقة، لكنها ستعطينا دافعا اكبر لنلعب امام النشامى بفرصة واحدة فقط وهي تحقيق الفوز وليس شيء آخر”.
وزاد: “الخسارة ليست نهاية العالم ولاعبونا ولله الحمد تجاوزوا الموضوع وهم على اتم الجهوزية لارضاء ملايين السوريين، ويكفي انهم واجهوا زعيمي القارة وكانوا رجالا داخل الميدان”.
وتحدث سرية عن طريقة تبديلات المدرب الروماني تيتا في المباراة عندما قال: “بصفة عامة نثق في خيارات المدرب الروماني وفي حسن إدارته للمباراة، واختياراته بالنسبة للاعبين، نحترم خيارات المدرب ومنحناه كامل الصلاحية في العمل، وهو أعلن أمامنا وأمام الاعلام انه مسؤول عن خياراته، لذا فهو يعمل وله كامل الصلاحية”.
ومضي ليؤكد: “نعم امكانياتنا المادية جيدة بالتاكيد لا تقارن فرضا ببعض الاتحادات الخليجية، لكن نعول على الدعم الحكومي الكثير وتعلي همة وحماسة لاعبينا وتطلع للمستقبل بعيون متفائلة ونحن نسير على السكة الصحيحة”.
وجدد ثقته في اللاعبين عندما قال: “ثقتي كبيرة في لاعبينا وعازمون على التأهل إلى دور الثمانية وبعدها سيكون لنا كلام آخر، وبصفة عامة لم أكن يوما متشائما وانشاء لله سنكتب تاريخا جديدا للكرة السورية”.
وقال فاروق سرية إن المنتخب السوري لم يحضر إلى الدوحة، ليكون مجرد ضيف شرف، فالفريق جاء من أجل المنافسة، وتحقيق أفضل النتائج، مثله مثل غيره من بقية المنتخبات التي حضرت للمنافسة، فقد كان إعدادنا للنهائيات بشكل جيد، على الرغم من الظروف الصعبة التي نعمل فيها، فالاتحاد الحالي عمره خمسة أشهر تقريباً، ومسألة الإعداد لهذه البطولة تحتاج لعمل منظم يتناسب وأهمية الحدث، لكن الحمد الله لم يخيب “النسور الحمر” ظننا، وكذلك آمالنا وطموحاتنا، وكانوا على قدر المسؤولية، وحققوا فوزاً تاريخياً على منتخب السعودية، للمرة الأولى في تاريخ اللقاءات الآسيوية، وقدموا أداء رجولياً أمام اليابان القوي أحد أبرز المرشحين للقب للمرة الرابعة في تاريخه، ولولا الظلم التحكيمي، لكان للقاء “كلام آخر”، وهذا نتركه للمعنيين بأمر التحكيم، فهم الوحيدون الذين يمكن أن يدلوا بدلوهم في مسألة القرارات التحكيمية.
وحول ما إذا كان المنتخب السوري عانى مشاكل فنية حدت من سقف طموحات الشارع الرياضي السوري، قال فاروق سرية: على العكس ثقتنا وثقة الجمهور الكبير كانت حافزاً مهماً للمنتخب، لتقديم هذا الأداء، بدليل العرس الوطني، الذي انطلق في أرجاء سوريا، بعد الفوز الأول، كذلك هنا في الدوحة، فالجالية السورية معنا في كل لحظة، في الفندق والتمرين والمباريات، وهي فاكهة البطولة، لا أنكر بأن المنتخب تعرض لهزة فنية لظروف وأسباب عدة، منها على وجه التحديد، سفر المدرب الصربي ديكوفبتش في وقت حرج قبل البطولة، لكن الاتحاد وإدارة المنتخب استطاعا إبعاد اللاعبين عن هذه المشكلة، وقد وجدنا البديل المناسب.
وتطرق رئيس اتحاد الكرة السوري إلى الأسباب التي تضافرت معاً لتصب في مصلحة المنتخب، وبالتالي تحقيق النتائج الجيدة في البطولة حتى الآن، وأشار إلى أن النجاح يرجع إلى جهود مخلصة من جهات متعددة، الاتحاد والمنتخب بكادره وإدارته ولاعبيه وأيضاً بفضل دعم القيادة الرياضية، ولن نرد على المشككين، لأن لبعضهم مصلحة شخصية، بما يكتبوه أو يقولوه، ومع ذلك فالإنجاز للوطن ونحن جميعاً شركاء فيه حتى الإعلام هو شريك فيه.
وأشار فاروق سرية إلى أن قرعة النهائيات الآسيوية، وضعت ثلاثة منتخبات عربية في مواجهات صعبة إلى جانب اليابان الطامح للقب ومع ذلك فقد أعلنت عبر وسيلة إعلامية مرئية خليجية قبل انتخابي كرئيس لاتحاد كرة القدم بأنني أتمنى أن نواجه السعودية والأردن لعدة أسباب، فالأردن الجار نعرفه جيداً والسعودية الشقيق المتفوق تاريخياً على منتخبنا ستكون فرصة لرد الدين، وهذا ما حدث الحمد الله، ولم تقلل القرعة من سقف طموحاتنا أبدا.
ورداً على أن منتخب سوريا أفرط في الثقة بعد الفوز على السعودية وبالتالي دفع الثمن أمام الساموراي؟ قال لم نفرط في شيء، والفرحة حق مشروع، لكن لاعبينا عادوا لتركيزهم، وواقعيتهم فوراً، صحيح ربحنا منتخب كبير، وواجهنا آخر بذات الحجم، لكن لم نكن سيئين، خاصة في الشوط الثاني، وكنا اقرب لتحقيق إنجاز تاريخي، ومنتخب “الساموراي” كان أفضل في الحصة الأولى لأنه لعب تحت ضغط الفرصة الأخيرة ونجح، أما نسورنا فقد حلقوا في الشوط الثاني، وكانوا رجالاً بدليل خروج مسيرات فرح بالأداء في شوارع العاصمة السورية دمشق كذلك عبر تحية الجمهور الكبير لللاعبين بعد اللقاء مما أنسانا الخسارة.
وعما إذا كان البعض يعتقد بأن فرصة منتخب سوريا تلاشت نسبيا، أجاب رئيس الاتحاد: هم واهمون، فالفرصة قائمة أمام الشقيق الأردني، ومنتخبنا عازم على إسعاد ملايين السوريين ببلوغ دور الثمانية للمرة الأولى، واللقاء صعب، وسوف نلعب للفوز فقط ونملك مقومات تحقيق ذلك.
وبما أن البعض يغمز إلى أن الاتحاد تسرع بإبعاد فجر إبراهيم الذي قاد المنتخب للتأهل بعد غياب 14 عاماً، كان فاروق سرية حاسماً عندما قال إن هذا غير صحيح، وصرحت بذلك سابقاً، وما زلت أؤكد أنني مع المدرب الوطني، وعلينا دعمه وتأهيله لكن فيما يتعلق موضوع فجر إبراهيم، فقد تم إعفاء المدرب، بعد النتائج التي تحققت خلال فترة الإعداد، وشعورنا بضرورة إحداث تغيير يحقق الغاية التي نطلبها، وقد تحقق الهدف، ومع ذلك، فنحن نكن كامل التقدير لكوادرنا الوطنية.
وقال: في أي مجال لابد من مؤيد لعملك وآخر غير ذلك “معارض” إن صح التعبير، ولهؤلاء أقول دعونا ننفذ ما ننوي القيام به، ومن ثم احكموا على الاتحاد، لكن أن تعطوا الأحكام الجاهزة، فهذه نتيجة مكشوفة النوايا، ومع ذلك فهناك الكثير ممن يدعم حقنا بالعمل، بالتأكيد من يعمل يخطئ، ونعترف بذلك، لكن في الوقت نفسه، نعمل لإصلاح الخطأ، وكم من نقد موضوعي نال حقه، من اهتمامنا وتقديرينا، وكم من نقد ابتعد صاحبه عن الصواب.
وقال رئيس اتحاد الكرة السوري إن منتخباتنا تملك الإمكانات التي تؤهلنا للأداء القوي، كما أن المشاركة في نهائيات 2011 هي نقطة الانطلاق وسوف يلمس الشارع الرياضي ذلك، فمنتخبات الفئات العمرية أثبتت حضورها القاري، وها هو المنتخب الأول يخطف الأضواء، في الدوحة، فالجو الآن مختلف، والدعم الحكومي كبير، ودعم ومتابعة جماهيرية هائلة تدفعنا لتقديم الأفضل، وثقوا بأن لدينا مشروع عمل طموحا يحتاج فقط للوقت وللصبر ولتعاون الجميع معنا وعندها نفي بما وعدنا.
«الدوحة 2010» الأقوى في تاريخ البطولة
الدوحة (الاتحاد) - تحدث رئيس اتحاد كرة القدم السوري فاروق سرية عن مستوى نهائيات النسخة الخامسة عشرة المقامة حالياً في ضيافة الدوحة، وقال إنه من الواضح أن المنتخبات استعدت كما يجب، ومن وجهة نظري ستكون من أقوى وأفضل البطولات الآسيوية.
وأضاف: صحيح أن المنتخبات العربية تعثرت في البداية، إلا أنها عادت إلى نغمة الفوز، كما حدث مع منتخب قطر، صاحب الأرض والجمهور في مباراته المصيرية أمام الصين،
وقال فاروق سرية إن فوز العنابي صب في مصلحة البطولة ونجاحها، وأضاف أن منتخب الكويت، تعرض للظلم في اللقاء الأول، مما أصاب الأزرق بحالة من الإحباط، وأبعده عن استعادة مستواه، وهو الفائز ببطولتي غرب آسيا وخليجي 20 باليمن، لكنه سيعود لتألقه، وأن منتخب الإمارات جيد جداً ومنظم وتعمل إدارته بخطة منظمة سوف تجني ثمارها، والشقيق البحريني يبقى كبيراً، وسيكون له حضوره في البطولة، أما الأردن فهو شريكنا في إثبات أنه لا يوجد كبير في كرة القدم، فالمهم العطاء وبذل الجهد، والمنتخب العراقي بطل متوقع، ويبقى الأخضر السعودي كبيراً وزعيماً على الرغم من خروجه المبكر.
المصدر: الدوحة