رشا طبيلة (أبوظبي)
كشفت دائرة الثقافة والسياحة -أبوظبي عن تنفيذ استراتيجية شاملة لجذب 600 ألف صيني بحلول نهاية عام 2021، تشمل التعاون بين القطاعين العام والخاص في تطوير وزيادة المنتجات والأنشطة السياحية، وتجهيزها بالكوادر المتحدثة باللغة الصينية، وتسهيل طرق دفع الصينيين لمشترياتهم عبر تطبيقات صينية خاصة بهم، إضافة إلى عقد الاتفاقيات مع الشركات السياحية ومواقع الحجز الإلكتروني الصينية، بحسب علي الشيبة، المدير التنفيذي لقطاع السياحة والتسويق بالإنابة في الدائرة.
جاء ذلك على هامش استضافة أبوظبي أمس للدورة الثامنة من «ملتقى الصين»، الحدث الرئيس للعاملين في قطاع السفر والسياحة الراغبين في زيادة حجم أعمالهم وصفقاتهم في السوق الصيني، والذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بالتعاون مع «إن بي آي ميديا» على مدى يومين في حلبة مرسى ياس.
وقال الشيبة، في تصريحات صحفية على هامش الملتقى: «جزء من استراتيجيتنا لجذب السائح الصيني هو تنظيم هذا الملتقى الذي يهدف إلى إشراك القطاع الخاص من شركات السياحة، إلى جانب العمل مع القطاع الخاص والحكومي على زيادة المنتجات والأنشطة السياحية والربط بينها مثل المنتجات الترفيهية والثقافية والأنشطة والفعاليات ليصبح أمام السائح الصيني خيارات كثيرة للسياحة بالإمارة».
وأوضح: «نعمل مع الجهات المعنية من القطاع الحكومي بالربط بين المنتجات السياحية مثل ربط خطوط الحافلات وتوفير ما يلزم من خدمات حول المنتج السياحي مثل المطاعم والمرافق والأنشطة المتنوعة». وأضاف الشيبة: «نعمل أيضا من خلال الاستراتيجية على تجهيز الوجهة لاستقبال الصينيين من خلال عدة خطط منها تجهيز مرشدين وعاملين بالقطاع السياحي ممن يتقنون اللغة الصينية سواء في الفنادق أو المراكز التجارية ومحلات التجزئة التي تحمل علامات فاخرة تجذب الصينيين». وقال: «بدأنا بتنفيذ هذه الخطة حيث يتوفر حاليا في بعض الفنادق والمراكز التجارية موظفون يتقنون اللغة الصينية وسنستمر في تعزيزها للمرحلة المقبلة».
وأضاف: خلال الاستراتيجية نعمل بالتعاون مع محال التجزئة والوجهات السياحية والبنوك على قبول طرق دفع الصينيين لمشترياتهم من خلال بطاقاتهم الائتمانية وأيضا عبر تطبيقات صينية للدفع عن طريق الهواتف الذكية الخاصة بهم.
وفيما يتعلق بمهنة الإرشاد السياحي، قال الشيبة: «لدينا مرشدون إماراتيون يتقنون اللغة الصينية في الوقت الراهن وكمرحلة مقبلة لدينا خطة لجذب عدد أكبر من المرشدين ممن يتقنونها من خلال تبسيط وتسهيل إجراءات ومعايير تقديم الترخيص لهم فلا داعي للدورات المكثفة بل نركز على المعايير الرئيسة التي تؤهله لاستقبال السياح الصينيين وتنظيم رحلات لهم».
وقال الشيبة: «استقطبت فنادق أبوظبي 400 ألف نزيل صيني العام الماضي، وشهد عدد النزلاء الصينيين نموا بواقع 22% في النصف الأول من العام الجاري ونستهدف من خلال استراتيجيتنا أن نجذب 600 ألف نزيل صيني بحلول عام 2021 بزيادة 50%».
وأوضح الشيبة «من خلال استراتيجيتنا نستهدف الصينيين سواء الذين يأتون بمجموعات سياحية عبر شركات السفر أو الذي يأتون بحجوزات فردية عبر وسائل الحجز الإلكتروني حيث لدينا اتفاقيات مع شركات حجز إلكتروني صينية معروفة للترويج لأبوظبي».
وبين أن السوق الصيني سوق ضخم يضم شرائح مختلفة من السياح من مختلف المدن الصينية وتستهدف الدائرة توفير ما يلزم لجميع تلك الشرائح فمنهم يفضلون الثقافة ومنهم الترفيه ومنهم السياحة العائلية إلى جانب شريحة كبيرة تهتم بسياحة الأعمال والمؤتمرات والمعارض.
وأكد الشيبة «من خلال استراتيجيتنا وفي ظل ارتفاع معدل إنفاق السائح الصيني واهتمامنا بأن يكون القطاع السياحي مساهما في التنمية الاقتصادية نقوم بتوفير الخدمات مثل المطاعم والمواصلات ومحال التجزئة ومنتجاتنا الفاخرة والتي أصبحت بأسعار مناسبة وتقل عن دول أخرى». ومن أهم التحديات المتعلقة بالسوق الصيني، أوضح الشيبة أن «معدل إقامتهم في فنادق أبوظبي يصل إلى 1.6 ليلة، ونسعى من خلال استراتيجيتنا لزيادة معدل إقامتهم بالإمارة».
وجهة متكاملة
قال بوب نيكولاس المدير التنفيذي لشركة إن بي آي ميديا: «شهدت أبوظبي نموا كبيرا في عدد السياح الصينيين خلال السنوات الأخيرة المقبلة حيث سجلنا العام الجاري نموا كبيرا في عدد السياح الصينيين ما يؤكد أهمية هذا السوق بالنسبة لأبوظبي التي تعد وجهة سياحية متكاملة وجاذبة للسياح الصينيين».
وبين أن السوق الأوروبي يعد من أهم الأسواق المصدرة للسياح لأبوظبي ولكن مع الوضع الاقتصادي وتذبذب أسعار العملة الأوروبية فإن السوق الصيني يعد من أهم الأسواق في الوقت الراهن». وأشار نيكولاس إلى أن الملتقى استطاع جذب 100 من المشترين و76 من الموردين حيث يتم تنظيم لهم رحلات على أهم الوجهات في أبوظبي مثل متحف اللوفر وعالم وارنر براذرز وقصر الوطن وقصر الإمارات وغيرها من الوجهات الرئيسة. ولفت إلى الصينيين يهتمون بعدة منتجات سياحية بالإمارة فمنهم من يفضل الترفيه والثقافة وآخرين سياحة الأعمال والمؤتمرات والمعارض». وبين أن الهدف من الملتقى تعريف الصينيين بمقومات أبوظبي والعمل على زيادة عدد السياح الصينيين الذين يختارون أبوظبي كوجهة نهائية وليست محطة عبور إلى وجهات أخرى.