بسام عبدالسلام، وكالات (عدن)

أطلقت قوات النخبة الشبوانية، أمس، عمليات عسكرية واسعة من أجل تطهير واستعادة السيطرة على مديريات محافظة شبوة التي جرى اجتياحها قبل أسابيع من قبل ميليشيات حزب «الإصلاح» الإرهابية.
وتمكنت القوات من الدخول إلى مدينتي «عزان» و«الروضة» وبسط سيطرتها على عدد من المواقع فيهما في حين شهدت ضواحي مدينة «عتق» اشتباكات عنيفة بين قوات النخبة الشبوانية وميليشيات «الإصلاح».
وأفاد مصدر ميداني لـ«الاتحاد» أن قوات النخبة بقيادة المقدم محمد البوحر قائد «اللواء الثاني -نخبة شبوانية» تمكنت من الدخول إلى مدينة «عزان» عقب استعادة مقر ومعسكر اللواء الثاني جبلي في المدينة والنقاط العسكرية وسط تقدم باتجاه معسكر «الخرامة» الذي شهد مواجهات عنيفة.
وأشار إلى أن القوات تمكنت من الوصول إلى منطقة «الروضة» بضواحي «عزان» وفرضت سيطرتها عليها.
وأكد نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك أن قوات النخبة تمكنت من استعادة «عزان» بإسناد من أهالي شبوة، وقال إن «التحالف السعودي الإماراتي صامد ومستمر وباقٍ وغيّر وجه المنطقة وأغاظ كل أعداء العرب بدءاً من إيران وتركيا وجماعة الإخوان ونظام الحمدين في قطر، وحقق أهدافه في القضاء على الإرهاب القاعدي والداعشي والحوثي».
وخرج أهالي «عزان» من منازلهم إلى الشوارع للترحيب بعودة قوات النخبة وطرد ميليشيات «الإصلاح» وعناصر «القاعدة» التي عاودت انتشارها في المدينة التي كانت سابقاً «إمارة» للتنظيم الإرهابي قبل دحره من طرف قوات النخبة قبل سنوات.
وأثارت الانتصارات في «عزان» حالة من الارتباك في صفوف ميليشيات «الإصلاح» في «عتق» عاصمة شبوة وسط تراجع تعزيزاتهم في بعض المناطق جراء الخسائر الكبيرة التي تكبدوها في الكمائن والاستهدافات على طول الطرقات الواصلة بين المديريات والرابطة بين مأرب والبيضاء وأبين.
وتشهد محافظة شبوة تدفق تعزيزات عسكرية من قوات الحزام الأمني لدعم النخبة الشبوانية لفرض الأمن واستعادة الاستقرار بعد مناشدات الأهالي لعودة محافظة شبوة للمجلس الانتقالي بعد أن عادت خلايا التنظيمات الإرهابية للظهور مع دخول قوات حزب «الإصلاح» للمحافظة وانتهاكها للتهدئة التي كان قد فرضها التحالف العربي.
وتزامنت الهجمات في شبوه مع تنفيذ قوات المقاومة الشبوانية كميناً ضد تعزيزات عسكرية تابعة لميليشيات «الإصلاح» قادمة من مدينة «عتق» في طريقها إلى «حبان» شرق المحافظة. وأفاد مصدر محلي لـ«الاتحاد» بأن المقاومة الشبوانية ومسلحي القبائل وقوات من النخبة نصبت كميناً لقوات عسكرية تابعة لميليشيات «الإصلاح» في «نقيل حبان» أثناء مرورها بالمنطقة، موضحاً أن ميليشيات «الإصلاح» تواصل استقدام تعزيزات عسكرية من محافظة مأرب والدفع بها صوب مديريات شبوة.
وتعيش مديريات شبوة انفلاتاً أمنياً غير مسبوق منذ دخول ميليشيات «الإصلاح» للمحافظة، حيث أطلق الأهالي مناشدات لعودة قوات النخبة الشبوانية المدعومة من التحالف من أجل إعادة الأمن والاستقرار للمحافظة.
وانتشرت أعمال الفوضى ونهب الممتلكات في مديريات شبوة بعد أن كانت تعيش أوضاعاً أمنية مستقرة في ظل سيطرة قوات النخبة الشبوانية، كما أسهمت سيطرة ميليشيات «الإصلاح» على المحافظة في تأمين غطاء لعودة عناصر «القاعدة» إلى مختلف المناطق التي فروا منها قبل 3 أعوام بفضل جهود مكافحة الإرهاب التي تبنتها قوات النخبة الشبوانية بإسناد ودعم كبير من القوات المسلحة الإماراتية التي تشارك بفاعلية في إطار التحالف العربي.
وقال أحد المواطنين في «عتق» لـ«الاتحاد»: ما «يحدث في شبوة أمر مخطط له لإعادة الفوضى إلى المحافظة للسيطرة على منابع النفط ونهب إيراداته لتمويل الإرهاب والأجندة التدميرية وسط إشغال المواطنين بالفوضى وعدم الاستقرار»، مضيفاً أن «قوات النخبة الشبوانية المدربة والمدعومة من التحالف العربي كانت سداً منيعاً للحفاظ على أمن واستقرار ومستقبل شبوة، إلا أنه عمل على ضربها واستهدافها تنفيذاً لمخطط إخواني خبيث لإسقاط المحافظة بيد الجماعات الإرهابية».
وقامت ميليشيات حزب «الإصلاح» بحملة اعتقالات واسعة طالت نحو 20 مدنياً من أبناء مديرية «ميفعة» في شبوة وذلك ضمن حملات الترهيب التي تمارسها ضد المناهضين لتواجدها وبتهم انتمائهم للمقاومة الشبوانية.
وقالت مصادر إن ميليشيات «الإصلاح» اختطفت مدنيين وشباباً من أبناء قبيلة «آل رشيد» في «ميفعة» عقب التعرض لسلسلة من الهجمات التي نفذتها المقاومة الشبوانية في المنطقة، موضحاً أن الميليشيات وجهت اتهامات للمواطنين بمساعدة قوات النخبة الشبوانية في المعارك التي شهدتها مدينة «جول ريدة» بالمديرية وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات.
وفي السياق نفسه، كشفت مصادر يمنية عن هوية القيادي «الإخواني» الذي يقود الحملة العسكرية ضد المحافظات الجنوبية منذ أسابيع تحت غطاء الجيش والحكومة الشرعية المختطفة من حزب «الإصلاح». وأشارت المعلومات إلى أن الحملة العسكرية على شبوة وعدن ولحج وأبين يقودها شخص يدعى اللواء ناصر صالح الذيباني، أحد القيادات الإخوانية العسكرية من أبناء محافظة إب الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية، حيث ظهر القيادي على رأس القوة التي وصلت شبوة وتحركت إلى أبين ووصلت إلى مشارف عدن.
وأوضحت المصادر أن اللواء الذيباني يعد من القيادات العسكرية لـ«الإصلاح» وقائد عدة جبهات قتالية ضد الحوثيين إلا أن تلك الجبهات كانت جامدة ولم تشهد أية معارك أثناء فترة توليه زمام الأمور فيها، موضحاً أن إحدى تلك الجبهات كانت جبهة «نهم» التي لا تزال تراوح مكانها في ظل استمرار تعيين حكومة «الإخوان» قيادات «إصلاحية» على رأس القوات المرابطة في تلك الجبهات خصوصاً القريبة من العاصمة صنعاء.
وشغل الذيباني منصب أركان حرب اللواء 31 مدرع في عدن قبل اندلاع الحرب ضد الميليشيات الحوثية 2015، كما تحدثت معلومات أمنية عن تسهيلات حصلت عليها الميليشيات من قبل القوات التي كان يقودها القيادي الإخواني من اتجاه «بئر أحمد» بغرض إسقاط المدينة بيد الحوثيين.
وفي سياق متصل، رحب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، أمس، بجهود مجلس الأمن الدولي الرامية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة في اليمن عموماً والجنوب على وجه الخصوص، بما في ذلك التفويض الممنوح من الأمم المتحدة لإدراج ممثلي الجنوب في العملية السياسية.
ودعا الزبيدي، في بيان نشره الموقع الإلكتروني للمجلس الانتقالي الجنوبي، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة مارتن جريفيث، للإسراع في تنفيذ التفويض لضمان خطوات سياسية ناجحة وقابلة للتطبيق. وأكد الزبيدي أن «المجلس الانتقالي الجنوبي على استعداد للمشاركة بشكل بناء في عملية تفاوض تنهي الأزمة وتحل القضية الجنوبية». وشدد الزبيدي على ضرورة اتخاذ موقف دولي عاجل وحازم تجاه التهديدات التي يتعرض لها شعب الجنوب، إذ إن أي تأخير في هذا الخصوص سيضع البلاد في مأزق أمني وسياسي كبير. كما دان العمليات الإرهابية التي استهدفت الحزام الأمني في عدن، وهو ما يستوجب دعم ومساعدة المجتمع الدولي، لمحاربة الإرهاب والتطرف.
وأكد التزام المجلس بدعوة السعودية للحوار التي أشار إليها بيان مجلس الأمن، انطلاقاً من مسؤولية المجلس الانتقالي الجنوبي تجاه السلام والاستقرار بالمنطقة، وكذلك إيماناً بحرص الرياض على مصلحة الشعب اليمني.
وشدد على ضرورة تنشيط الشركاء الدوليين للعملية السياسية في اليمن وتقديم حل نهائي للقضية الجنوبية بما يمنح الجنوبيين حقهم في تقرير مصيرهم. يذكر أن مجلس الأمن أكد، في بيان صدر فجر الجمعة «دعم تسوية سياسية يشارك فيها جميع الأطراف، في إطار حوار جامع لحل الخلافات ومعالجة الشواغل المشروعة لجميع اليمنيين، بما في ذلك سكان الجنوب». وكان مجلس الأمن يعقب على التطورات الميدانية جنوب اليمن، كما أن آخر لقاء جمع المبعوث الدولي، مارتن جريفيث، وعيدروس الزبيدي كان في السادس من أغسطس الماضي.

ضبط متفجرات في عدن
تمكنت قوات الحزام الأمني في مدينة عدن من ضبط كميات من القذائف المتفجرة عقب مداهمة أحد المواقع المشبوهة في مديرية «الشيخ عثمان» شمال المدينة. وأفاد قائد القطاع الأمني الثامن في القوات أكرم المشرقي في تصريح له، بأن القوات عثرت على قذائف معدة للتفجير بالقرب من سوق شعبي في منطقة «الهاشمي» بمديرية «الشيخ عثمان»، موضحاً أن القذائف كانت موصلة بأسلاك صواعق وتم إخفاؤها بكيس بلاستيكي كبير بالقرب من السوق بهدف تنفيذ هجوم إرهابي. وأشار المشرقي إلى أن خبراء متفجرات تمكنوا من إبطال مفعول العبوات في حين جرى تأمين المنطقة ومنع الأهالي والسيارات من الاقتراب حفاظاً على سلامتهم، مشيراً إلى أن قوات الحزام الأمني تقوم بجهودها ومهامها من خلال العمليات الأمنية التي تقوم بها لتأمين القطاع ونشر النقاط الأمنية وحفظ الأمن والأمان.
وأكد المشرقي أن كل محاولات نشر الفوضى والاختلالات الأمنية فشلت بعد النجاحات التي حققتها قوات الحزام الأمني في مديرية «الشيخ عثمان» وعدن كاملة ومحيطها لتعود الحياة بشكل طبيعي.