هناء الحمادي (أبوظبي)
هنادي الهاشمي، وسارة آل علي، ودانة العلي، وآمنة الجسمي، إماراتيات ينتقلن من قمة إلى قمة ومن نجاح إلى نجاح يرفعن علم الإمارات فوق القمم الجبلية الوعرة التي يصعب الوصول إليها، والتي يغطيها بساط أبيض من «الثلوج» مع البرودة القاسية.
حب المغامرة والتحدي شعارها في أعلى القمم، تسلقت حتى الآن أكثر من 12 قمة في جميع أنحاء العالم، وفي كل مغامرة لم تكتف هنادي الهاشمي بتسجيل اسمها كإماراتية تصل إلى قمة جبال دينالي في ألاسكا «أعلى جبل في قارة أميركا الشمالية» عام 2017، بل قررت أن تخوض التحدي مرة أخرى في عام التسامح باتجاه أعلى قمة مسماة هرم كارستنز، الموجودة في إندونيسيا، والذي يبلغ ارتفاعها 4884 متراً، والمسجلة في قائمة أعلى القمم السبع بالعالم، وذلك بعد الوصول إلى قمم كليمنجارو في تنزانيا، وإلبروس في روسيا، وإيفريست في نيبال وفينسن في أنتارتيكا.
عن مغامراتها التي لا تنتهي تقول الهاشمي: احتفالاً بـ«عام التسامح» لم تتوقف رحلاتي، حيث رفعت علم بلادي «الإمارات» ليرفرف خفاقاً على قمة أكوانكاجوا في الأرجنتين، وهذا إنجاز آخر في سجلي، وفخورة لما وصلت له، أرى المرأة الإماراتية تلعب دوراً كبيراً في تعزيز هذه البنية بنشر ثقافة التسامح والترابط داخل أسرتها ومجتمعها وتكريس مفاهيمهما وشموليتهما.
ما تسعى له هنادي الهاشمي تحقيق رقم قياسي وتخطي حدود قدراتها فيما تسعي إلى الصعود إلى أعلى القمم السبع في العالم ورفع علم بلدها، وهذا هدفها، متجاوزة تحديات الأجواء المناخية الصعبة، من الصقيع وحرارة الشمس الحارقة، وكذلك مخاطر التضاريس الوعرة، وتقول عن ذلك «لدي شغف حقيقي تجاه هذه الرياضة الصعبة، وإصراري على تحقيق حلمي بكل عزيمة وإرادة ومثابرة، ورغم أن تسلّق الجبال من أخطر الرياضات وأصعبها، إلا أن طموحاتي التي أسعى لها هي تحدي الوصول إلى الكثير من القمم».
حب المغامرة
عالم المغامرات والانغماس التام في الطبيعة لاستكشاف العجائب في جميع أنحاء العالم، والتعرف على أشياء جديدة، بهذه العاطفة، دفع سارة العلي إلى التنقل بين 58 دولة حول العالم من آسيا إلى أميركا الجنوبية إلى أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، ومع كل زيارة تعرفت إلى الكثير من الجبال الشاهقة، لتكون أول قمة لها هي «كليمنجارو» عام 2015، ورغم أنها لم تكن رياضية محترفة، إلا أن البداية كانت نقطة تحولها للوصول إلى القمم الجبلية، التي أصبح تسلقها من أهم المغامرات في حياتها، حيث وصلت مؤخراً إلى قمة أكونكاجوا في الأرجنتين، وهي أعلى قمة جبلية خارج آسيا.
وقالت: كانت مغامرة لا تنسى من كثرة التحديات، فرغم صعوبة الوصول لأعلى الجبل، وعودة الكثير من المتسلقين بسبب «مرض الارتفاع» والعاصفة الثلجية في القمة التي كانت على قوة ارتفاع 5970 متراً، إلا عزيمة التحدي والوصول والإثبات للجميع، القدرة على تخطى تلك الصعاب كان بالنسبة لي هو اجتياز للتحديات والألم الذي دفع بي أن أكون قادرة على تحقيق الهدف.
البحث عن مغامرة
وتفتخر دانة العلي بكل إنجازاتها التي تقول عنها: كان أحد أكبر إنجازاتي في تسلق الجبال، اليوم الذي وقفت فيه على قمة جبل «أكونكاجوا في الأرجنتين»، ورفعت حينها بكل حب علم دولة الإمارات، فقد بدأت رحلتي في تسلق الجبال عام 2013، حين قررت البحث عن مغامرة مختلفة، وعندما صادفت جبل «كليمنجارو في أفريقيا» وبعد قضاء أسبوع كامل في كليمنجارو، بدأ شغفي بالتسلق ليشغل تفكيري، حيث عدت من هذه المغامرة، وأنا مليئة بالحياة وبهذه الفكرة المجنونة لتكون المحطة الثانية هي تسلق جبل إيفرست.
وتضيف «كوني موظفة في وكالة الإمارات للفضاء، وأماً لطفلين، فمن المهم أن أوازن حياتي بين شغفي وعائلتي»، موضحة: مثابرتي وصبري تجاه أهدافي ألهمت أطفالي أيضاً على العمل الجاد ومتابعة أحلامهم، حيث من أجمل التجارب التي خاضها أبنائي معي هو تسلق جبل «توبقال في المغرب» معاً، وكانت واحدة من أجمل اللحظات الجميلة التي افتخر بها.
تسامح الأبناء
بينما المغامرة آمنة الجسمي التي لا تتوقف مغامراتها، فتذكر الجسمي أن خبرتها في مجال تسلق الجبال بدأت منذ 5 سنوات، وكانت القمم الجبلية تستهويها جداً، وعلى الرغم من صعوبة التسلق، إلا أن التحدي والمغامرة هي أحد أسباب استمرارها لاكتشاف المزيد من القمم الجبلية التي تنتشر في منطقة الفجيرة ورأس الخيمة، مضيفة «تسلقت قمة جبل جيس، والذي يعد أطول قمّة جبلية في الإمارات وقمة جبل مبرح، وهو من الجبال المرتفعة، حيث يرتفع إلى نحو 1527 متراً، وهو من جبال رأس الخيمة، ويتميز بدرجة حرارة منخفضة وجوه اللطيف، بينما جبل القرم، الوضع مختلف، ويستدعي التوقف لاكتشاف المزيد من الرسومات والنقوش التي التي نقشت على تلك الصخور.
وقالت: المرأة قادرة كما الرجل، أثبت وجودها في ميادين الرياضة الخطيرة وأثبتت شجاعة لا تقل عن شجاعة الرجال، وذلك بفضل الإصرار والعزيمة، فالإرادة تجعل الإنسان قادراً ناجحاً وفاعلاً لخدمة ذاته ومجتمعه، أنثى كان أم ذكراً، سليم الصحة، أم يشكو إعاقة جسدية.