نوف الموسى (دبي)
نظمت هيئة دبي للثقافة والفنون، مساء أول من أمس، جلسة نقاشية قدمتها الدكتورة رفيعة غباش، عن كتابها الصادر حديثاً بعنوان «امرأة سبقت عصرها» الذي تسلط فيه الضوء على تفاصيل النساء في ستينيات مجتمع دبي، تمثلهم في الكتاب والدة د. رفيعة غباش وهي عوشة بنت حسين بن ناصر بن لوتاه مواليد (1930م).
وبعمق تحكي الكاتبة سيرة امرأة هي نموذج للحراك الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي، وثقتها الدكتورة رفيعة بحس أدبي، يؤكد مغزى أن تبدأ بكتابة سيرة لإنسانة قدمت الكثير، ليصل بها الأمر إلى تسجيل أحوال مجتمع ووطن بالكامل، متسرب بخّفة دقيقة من بين الوثائق والرسائل لوالدتها عوشة ـ رحمة الله عليها ـ سواء لكبار الساسة في المنطقة العربية في تلك الفترة، أو الرسائل الحميمية بين النساء في الخليج والإمارات، معترفة بأنها حاولت أن تتجرد من عاطفتها، كون الشخصية المكتوب عنها والدتها، قائلة: «حاولت أن أجرد نفسي من عاطفتي، وأن أخفف جرعة الحب في الكتاب، ولكن لم أستطع ذلك».
الحُب الذي عنته الدكتورة رفيعة غباش، كان حضوره شمولياً، لم يُجمِّل الواقع، كما يتصور البعض، على العكس، والدليل أن الكاتبة افتتحت لحظتها السردية بقصة مرض والدتها، وكيف أن الألم هو مصدر ولادة رغبتها بالكتابة، وربما لذلك في نهاية الجلسة أوضحت د. رفيعة شعورها بقولها: «أحس أنني خفيفة الآن، ولم أعد رفيعة نفسها، غيَّر رحيل عوشة فيَّ كثيراً».
من المهم في يوم المرأة الإماراتية، أن تستمع النساء الشابات كيف تتحدث الدكتورة رفيعة عن رسائل والدتها للرئيس جمال عبدالناصر، والملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، والوعي السياسي في ذلك الوقت، ويتأملن كيف كانت تنظر عوشة بنت حسين، إلى مسألة حقوق النساء، والتي أكدت عليها مديرة الجلسة الإعلامية صفية الشحي، بتوضيح ما جاء على لسان الدكتورة رفيعة في الكتاب: «من التخلف أن يعلمنا أحدٌ حقوقنا؛ فالحقوق يملكها الإنسان بكونه إنساناً، وحيثية وجوده الإنساني، لا يحتاج أن يتعلمها من الآخرين. أما الذي لا يمارس حقوقه فمسألة شخصية، والإنسان الذي يعي حقوقه يمارسها، ويعرف كيف يتعامل معها أخذاً وعطاءً».