المشهراوي، عبد الرحيم الريماوي (رام الله، القدس)

وصفت السلطة الفلسطينية، أمس، الخطة الأميركية لحل الصراع العربي- الإسرائيلي والمعروفة إعلامياً بـ«صفقة القرن» بـ«مؤامرة القرن». جاء هذا في بيان لوزارة الخارجية الفلسطينية عشية نشر البيت الأبيض لخطته، المرتقب غداً الثلاثاء، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وجاء في البيان أن «ما تُسمى صفقة القرن هي خطة أميركية إسرائيلية مشتركة جرى صياغتها وكتابة بنودها خلال 3 سنوات بإشراف السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان وكبير مستشاري الرئيس الأميركي جاريد كوشنير وإطلاع نتنياهو وتدخلاته في جميع تفاصيلها، ما يجعلها خطة إسرائيلية خالصة تحظى بدعم ورضى المستوى السياسي في إسرائيل».
وأكد البيان أن الخطة الأميركية: «مؤامرة القرن على الحقوق الوطنية والعادلة للشعب الفلسطيني، التي أقرتها الشرعية الدولية وقراراتها، وانقلاب فاضح على المنظومة الدولية ومرتكزاتها».
وقالت: «إن الإدارة الأميركية لن تجد أي فلسطيني مهما كان يُمكن له أن يفكر أصلاً في التعاطي الإيجابي مع صفقتها، وإن شعبنا قادر على إسقاطها كما أسقط سابقاتها، ولن يجد ترامب أي مسؤول عربي يوافق على هذه الصفقة المجحفة بحق الفلسطينيين». وأضافت: «صفقة القرن في جوهرها مؤامرة ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه ومستقبل أجياله، وتوقيتها مصلحة مشتركة لترامب ونتنياهو على حساب حقوق شعبنا».
وبدوره، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن «صفقة القرن» لن تمر دون موافقة شعبنا الفلسطيني. وأضاف في تصريح للإذاعة الفلسطينية الرسمية: إن القيادة الفلسطينية ستعقد سلسلة اجتماعات على كافة المستويات من فصائل ومنظمات وغيرها للإعلان عن رفضها القاطع لأي تنازل عن القدس، مشيراً إلى أن بلاده ستدرس الخيارات كافة بما فيها مصير السلطة الوطنية، وأي قرار سيخرج سيكون مدعوماً عربياً ودولياً. وتابع أبو ردينة أن: «إعلان واشنطن عن تطبيق هذه الخطة ما هو إلا محاولة لإخراج كل من نتنياهو وترامب من أزمتيهما الداخليتين على حساب القضية الفلسطينية».
وكان نتنياهو، قال للصحفيين قبيل مغادرته تل أبيب إلى واشنطن: «أسافر إلى واشنطن للوقوف إلى جانب رئيس أميركي يطرح خطة أؤمن بأنها تدفع أكثر مصالحنا حيوية قدماً. سألتقي الرئيس ترامب غداً وفي يوم الثلاثاء سنصنع معاً التاريخ»، على حد تعبيره. وذكر نتنياهو أنه سيجتمع اليوم الاثنين مع ترامب قبل أن يعودا للقاء مجدداً غداً الثلاثاء.
ومن جانبه، انتقد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، ما يسمى بـ«صفقة القرن». وقال عريقات، إن «أي محاولة أو صفقة أو إملاء، يتنكر لحقيقة أن إسرائيل، قوة تحتل دولة فلسطين ضمن حدود 1967 (الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة)، ستدخل التاريخ باعتبارها احتيال القرن». وأكد عريقات، أن «ما قامت به إدارة ترامب إلى اليوم، والشراكة الكاملة مع نتنياهو ستدخل التاريخ، على أنها احتيال القرن على القانون الدولي والشرعية الدولية والمرجعيات المحددة لعملية السلام».
إلى ذلك، قرر جيش الاحتلال رفع حالة التأهب في الضفة الغربية تحسباً لاندلاع مواجهات وتنفيذ عمليات بالتزامن مع نية الإدارة الأميركية الإفصاح عن خطة السلام المعروفة «بصفقة القرن». وذكرت مصادر إعلامية عبرية أمس الأحد أن قائد أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي يستعد لإقرار خطط عملياتية عدة في الضفة الغربية المحتلة، تحسباً لتفجر الأوضاع في الضفة الغربية أو قطاع غزة مع اقتراب نشر تفاصيل «صفقة القرن».

غارات إسرائلية على غزة
شنت الطائرات الإسرائيلية، في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية، غارات على أهداف ومواقع جنوب قطاع غزّة. وسُمع دوي انفجارات عدة في مدينة خانيونس، وفي المناطق الغربية منها تحديداً، وفقاً لشهود عيان. وأفادت مصادر فلسطينية بأنّ الطائرات الإسرائيلية الحربية قصفت موقع «فجر» التابع لحركة حماس، بعدة صواريخ، وذلك شمال غرب خانيونس. كما قصفت الطائرات موقعاً آخر لحماس شرقي خانيونس، وسُمع دوي انفجارات في منطقة «معن» بالمناطق الشرقية من المدينة. وقصفت الطائرات بغارات أخرى، موقعاً في محررة حطين، شمال غرب خانيونس، كما جددت القصف على منطقة «معن».