منى الحمودي (أبوظبي)

سجل المعرض الدولي للصيد والفروسية خلال اليومين الأول والثاني من انطلاقه حضور ما يزيد عن 40 ألف زائر من داخل الدولة ودول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والأجنبية، وذلك بحسب إحصاءات اللجنة المنظمة للمعرض، فيما وسجل المعرض في اليوم الأول لانطلاقته أمس الأول حضور 22 ألفا و500 زائر، ومن المتوقع أن يرتفع عدد زوار المعرض خلال اليومين المقبلين باعتبارهما اليومين الأخيرين للمعرض والمتزامنين مع إجازة نهاية الأسبوع.
وشكلت المنتجات والعروض المتنوعة في المعرض الدولي للصيد والفروسية في دورته السابعة عشرة، عامل جذب لمختلف الجنسيات والفئات العمرية لزيارة المعرض في يومه الثاني والإطلاع على كل ما هو متميز وحديث في مجالات فنون ورياضات الصيد والفروسية والقنص. حيث شهد المعرض في يومه الثاني إقبالاً كبيراً من الزوار وهواة الصيد والفروسية ومحبي القنص ورحلات السفاري والصيد البري من داخل الدولة وخارجها.
وشهد مزاد الهجن المنظم في ساحة العروض طيلة أيام المعرض، إقبالاً كبيراً من زوار المعرض. حيث عرضت فيه صغار الجمال من الذكور والإناث، التي تمتلك القدرة على التنافس على سباقات الهجن، بمشاركة المزايدين من جميع أنحاء العالم.
وتنافس الزوار على اقتناء القطع الفنية المفضلة لديهم من خلال مزاد الفنون الذي يعرض قطعاً فنية مميزة، ولوحات فنية متنوعة لفنانين موهوبين.
وتمتع زوار المعرض وعشاق الصقور بمزاد الصقور في الأيام الأولى للمعرض والذي سيستمر طيلة أيام المعرض، فضلاً عن العرض الدولي للكلاب والذي يقام لأول مرة في الإمارات، ويتيح مشاهدة أكثر من 200 سلالة من الكلاب المدربة من أكثر من 15 دولة. واستطاع القسم الخاص بالصقور ومنتجات العناية بها تسجيل أرقام قياسية في عدد الزوار الذين اتجهوا للإطلاع على أحدث المنتجات الخاصة برعاية الصقور، واقتناء أفضل سلالات الصقور والتي تتم تربيتها في مزارع الصقور بالدولة.

الصقور.. مشاركات متميزة
تعتبر تربية الصقور من الهوايات التي يمارسها مواطنو الدولة منذ تاريخ طويل، والتي حرصوا على نقلها من جيل إلى جيل، وجعلها رمزاً يبرز ملامح بيئة الإمارات ومواطنيها وارتباطهم الوثيق مع البدو والصحراء. وقال ساري المنصوري مدير مؤسسة المرزوم للصقور والرحلات: «تأتي مشاركتنا في المعرض بعرض الصقور للصقارين، والراغبين في اقتناء هذا النوع من الطيور الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمواطن الإماراتي عبر تاريخ طويل».

وأشار إلى عرضه سلالات مختلفة من الصقور من جيل شاهين من إنتاج إسبانيا ومناطق مختلفة في العالم. وأوضح أن أسعار الصقور تختلف حسب النوع، ويبلغ سعر الصقر نوع شاهين من 20 إلى 40 ألف درهم، فيما تبلغ أسعار جيل التبع من 10 آلاف إلى 18 ألف درهم، مشيراً إلى أن مرتادي المعرض يشيدون بأسعار الصقور في المعرض باعتبار أنها أقل تكلفة من شرائها بالخارج.

تراث إماراتي
من جهته قال حمد سالم الكتبي، مدير مبيعات طيور «فالكون سنتر»، إن تدريب وتربية الصقور من المهام التي تحتاج لصبر وجلد طويل، وتختلف تربيتها من صقار لآخر ومن طير لآخر، وتعتبر أحد المهارات التي تعود الإنسان على الصبر وتحمل المسؤولية، ولذلك تراها ترتبط بتاريخ الإمارات والأجداد، والمحافظة على التراث، وعلينا أن نكمل هذا الأمر». وأشار إلى أن مزارع «فالكون سنتر» من أقدم مزارع العالم وأكبرها المتخصصة في إنتاج الطيور، حيث تنتج المزرعة جميع أنواع الصقور والإقبال كبير عليها، حيث تعتبر وجهة أولى للزائرين من داخل وخارج الدولة تبيع أفضل السلالات في العالم من الصقور المكاثرة بما في ذلك صقور الجير، الشواهين والجير حر.
وأشار إلى أن الصقور تعتبر من الطيور الجارحة ذات السعر المرتفع، وتبدأ أسعار بيعها من 12 ألف درهم ويصل سعر بعض الأنواع إلى 120 ألف درهم كنوع الجير الصافي.

مشاركة سعودية
ومن المملكة العربية السعودية، استعرض مركز بندر الدرع للعناية بالصقور العيادة المتنقلة «رعاية»، والتي تعد منشأة متحركة متكاملة تشمل الأجهزة الطبية المتطورة والطاقم الطبي المؤهل لعلاج الصقور.
وقال بندر سلطان الدرع، مدير المركز «ارتأينا أن يكون منطلقنا الأول للارتقاء بطب الصقور هو تبادل الخبرات مع المراكز المعتمدة بالطب البيطري والمتخصصة بعلاج الصقور بحيث ينعكس بشكل إيجابي على صحة صقورنا».
وذكر بأن العيادة المتنقلة «رعاية» تكتسب مرونة فائقة لتستوعب سبع وحدات طبية متطورة، كما تم استغلال فراغاتها الداخلية بدقة فنية مما يسهل القيام بأي عمل طبي بداخلها بسلاسة ويسر. وتستوعب العيادة المتنقلة طبيباً ومسعفين اثنين بالإضافة إلى سائق المركبة، أما الأجهزة الطبية المستخدمة في وحدات «رعاية» المتنقلة فقد تم اختيارها بعد دراسة متأنية واختيرت ضمن الأحدث عالمياً.

«صندوق خليفة».. حرف يدوية
يستعرض جناح «صندوق خليفة لتطوير المشاريع» من خلال مشاركته في المعرض المشاريع المدعومة من قبله والتي تبلغ 14 مشروعاً منضوياً تحت مظلته، بالإضافة إلى عرض منتجات مؤسسة «صوغة» بمشاركة حرفيات إماراتيات لبيع منتجاتهن اليدوية واستعراض مهاراتهن في حرفتي السدو والتلي.
ولفتت موزة عبيد الناصري، الرئيس التنفيذي بالإنابة في الصندوق، أن مشاركتهم تأتي استكمالاً للجهود المبذولة من أجل إنجاح المشاريع المدعومة من خلال عرض هذه المشاريع في الفعاليات المحلية والإقليمية والدولية، وذلك في إطار الحرص المستمر على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لتمكينها من تحقيق النجاح المنشود. وتشارك في المعرض مؤسسة «صوغة»، التي بدأت كمبادرة اجتماعية نوعية أطلقها الصندوق بهدف إحياء التراث الإماراتي من خلال دعم الحرفيين الإماراتيين عبر تدريبهم وتأهيلهم والتي تتعامل حالياً مع نحو300 حرفي وحرفية في جميع أنحاء دولة الإمارات.

«قضاء أبوظبي».. جناح تفاعلي
تشارك دائرة القضاء بأبوظبي في فعاليات المعرض الدولي السابع عشر للصيد والفروسية عبر جناح مميز تم تصميمه بأسلوب تفاعلي وتصميم يحاكي المحميات الطبيعية وبيئتي الصيد البرية والبحرية، يتم من خلاله عرض القوانين والتشريعات المنظمة لكل من هذه البيئات بأسلوب مبتكر وجذاب، كما تضمن الجناح كتيبات قوانين تنظيم الصيد البري وعرضاً للمكتبة الإلكترونية للدائرة والتي تضم كافة إصدارات دائرة القضاء، إضافة إلى شاشة لعرض المواد التوعوية حول القوانين المنظمة للرياضات المختلفة. وأكد المستشار يوسف سعيد العبري وكيل دائرة القضاء في أبوظبي على اهتمام الدائرة بالمشاركة في الفعاليات المجتمعية بمختلف أنشطتها لتحقيق دورها في إلقاء الضوء على الجوانب القانونية المتعلقة بتلك الأنشطة، مشيراً إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك منظومة قوانين متكاملة ودقيقة، لا تقتصر على التشريعات التي تحفظ الأمن الاجتماعي والاقتصادي بل تجاوزت ذلك نحو الاهتمام بكافة جوانب الحياة، ومن ذلك التوازن البيئي وسن التشريعات التي تكفل حفظ واحترام جميع أنواع الحياة حولنا، وهو تطور يحسب لدولة الإمارات ويؤكد تطور نظامها القضائي واحتلاله مكانة متقدمة على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

شرطة أبوظبي.. خدمات رقمية
تزامناً مع المعرض الدولي للصيد والفروسية، عرضت القيادة العامة لشرطة أبوظبي من خلال مشاركتها مجموعة من الخدمات الرقمية الخاصة بالأسلحة والذخائر للتسهيل على المتعاملين وزوار المعرض وسرعة الإنجاز.
وتوفر شرطة أبوظبي من خلال القائمة الرئيسية في التطبيق عدة خدمات منها، طلب تجديد رخصة السلاح وإمكانية تجديد السلاح دون الحاجة إلى أوراق أو زيارة مراكز الخدمة، وطلب تغيير فئة الرخصة، وتقديم طلب تغيير صنف الترخيص الرئيسي، بالإضافة إلى البحث، عرض، تعديل ومراجعة الطلبات السابقة. كما يتيح التطبيق طلب رخصة سلاح، وإمكانية طلب تصريح لشراء سلاح جديد من المعرض، وطلب تصريح حمل مؤقت، وتقديم طلب إصدار تصريح لحمل السلاح بشكل مؤقت، بالإضافة إلى تقديم طلب تصريح شراء ذخيرة، وطلبات لشراء الذخائر من الشركات المعتمدة.

سلطان بن طحنون يطلع على الفعاليات
زار معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية في دورته الحالية المقامة في مركز أبوظبي الوطني للمعارض. وتفقد معاليه عدداً من الأجنحة والشركات المحلية والأجنبية المشاركة في المعرض الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس نادي صقاري الإمارات.وتجول معاليه في أجنحة المعرض وتعرف على بعض المؤسسات المشاركة ودورها في تنظيم الفعاليات التراثية والاهتمام بنشر ثقافة الصيد والقنص والمحافظة على عناصر الحياة الفطرية. كما شملت الجولة كلاً من نادي أبوظبي للصقارين ونادي صقاري الإمارات ودائرة أبوظبي للثقافة والتراث.

ثقافة وفنون يابانية
استطاع الجناح الياباني المشارك في المعرض جذب الجمهور من خلال 54 عارضاً يعرضون مختلف المنتجات والمهارات اليابانية والتي تروج للثقافة اليابانية المتعددة، منها الفنون اليابانية التقليدية، الخط الياباني، الرسم الياباني المعتمد على تمازج الألوان الأقرب للطبيعة بالإضافة للنحت الياباني.
وأوضحت أكي يامادا، مدير مشروع الشرق الأوسط لجابان بروموشن، أن مشاركة دولة اليابان تأتي الأولى في المعرض، وذلك كون المعرض يشكل تظاهرة ثقافية عالمية تروج لمختلف الثقافات العالمية، وحرصت اليابان على المشاركة بهذا المعرض بحجم كبير من المشاركة للترويج لليابان.
وذكرت بأن اختيار أبوظبي للترويج للثقافة اليابانية يأتي من الحب بين الشعبين، وأن الشعب الياباني على علم بأن الإماراتيين لديهم الشغف وحب الإطلاع والاهتمام بالثقافة اليابانية، لذلك حرصت اليابان على التواجد تحت سقف واحد يجمع الزوار بعدد كبير من دولة الإمارات ومن مختلف دول العالم. مشيرةً إلى مشاركة اليابان في معارض مشابهة في باريس ولندن وتايلاند، حيث تشهد المعارض ما يقارب 250 ألف زائر.
وأشادت بالإقبال على الجناح الياباني من الزوار في المعرض، والذين يبدأون في طرح الأسئلة للحصول على المزيد من المعلومات عن الثقافة اليابانية ويبدون اهتمامهم بمختلف المعروضات من الأزياء والأكسسوارات والعروض الفنية.

منصة جاذبة
تستعرض هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة في جناحها، مركز الشارقة لرعاية الكلاب التابع لها، والذي يعد الأول من نوعه على مستوى الدولة، ويعتبر المركز الرسمي الوحيد والحصري المعتمد من قبل المنظمة العالمية للكلاب بدولة الإمارات، لتوثيق وتقييم السلالات الأصيلة، والجهة الوحيدة المسؤولة عن إقامة معارض محلية ودولية وفق معايير المنظمة، كما يقوم المركز أيضاً بإصدار شهادات النسب والإنتاج للسلالات الأصيلة. ونظم مركز الشارقة لرعاية الكلاب من خلال مشاركته، المعرض العالمي الأول للكلاب الأصيلة، في منصة العروض المصاحبة للمعرض الدولي للصيد والفروسية بمشاركة عدد من مالكي الكلاب الأصيلة، وبتحكيم دولي من المنظمة العالمية FCI، وتعتبر مثل هذه المسابقات تقييماً لاختبار أفضل المواصفات في الكلاب الأصيلة حسب المعايير والمقاييس الموضوعة. وتهدف هيئة البيئة والمحميات الطبيعية من خلال هذه المشاركة، إلى التواصل والتفاعل مع زوار المعرض، في واحدة من أهم المنصات الجاذبة، وتعريفهم بجهودها في مختلف مجالات الحفاظ على البيئة وحمايتها وجهودها في صون التنوع الحيوي، والدور التوعوي الذي تلعبه من خلال حزمة من الأنشطة والفعاليات والبرامج التي تهدف إلى الارتقاء بوعي أفراد المجتمع في هذا المجال.

جولة تفقدية
تفقد معالي اللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي، قائد عام شرطة أبوظبي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، جناح لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، بحضور عيسى سيف المزروعي، نائب رئيس اللجنة، وعبدالله بطي القبيسي مدير إدارة الفعاليات والاتصال باللجنة، وعبيد خلفان المزروعي مدير إدارة التخطيط والمشاريع في اللجنة، إلى جانب عدد من المسؤولين وكبار الزوار. وفي هذا الإطار، قال عيسى سيف المزروعي، نائب رئيس اللجنة، إن اللجنة تحرص على المشاركة في كافة الفعاليات التي من شأنها المحافظة على الموروث الثقافي والعادات والتقاليد لدولة الإمارات، وذلك من أجل الترويج للتراث الإماراتي محلياً وإقليمياً وعالمياً.
وأوضح المزروعي أن جناح اللجنة يستعرض أمام الزائرين عددا من الأركان المميزة التي يُقدم كلٌ منها ملمحاً تراثياً حياً من ملامح الهوية الإماراتية، والتي استقطبت زوار المعرض في يومه الأول، حيث يضم الجناح كلا من: ركن مهرجان الظفرة لعام 2019، ركن محمية المرزوم 2019/‏‏2020، ركن أكاديمية الشعر، ركن مجلة شواطئ، ركن الملابس الإماراتية التقليدية، معرض الخنجر الإماراتي، بالإضافة إلى ركني الرسام عبد القادر السعدي والفنانة التشكيلية لطيفة محمد.