مصطفى عبد العظيم (دبي)

أسهم الرعيل الأول من تجار دبي بدور كبير في وضع اللبنات الأولى لمسيرة التنمية والتطور التي تعيشها الإمارة والتي شكلت كذلك نواة انطلاقة القطاع الخاص نحو التميز والريادة في مختلف المجالات، ودعمه بلا تردد خطط الحكومة في ترسيخ المكانة الاقتصادية والصناعية والتجارية لدبي.
ولعل الأنموذج الذي أسسه الراحل سيف بن أحمد الغرير في ستينيات القرن الماضي بإنشاء مجموعة الغرير لتضم تحت لوائها العديد من الأعمال الخاصّة بالعائلة، يعد الأبرز في مسيرة القطاع الخاص بدبي والأكثر تناغماً مع نهج دبي في التطور والتنوع الاقتصادي.
فبعدما كانت عائلة «الغرير» تعمل في صيد وتجارة اللؤلؤ خلال العقود الأولى من القرن العشرين، وسّعت أعمالها لاحقاً لتشمل المجالات التجارية والصناعية، إلى أن أرست قواعد هذه الأعمال المتعدّدة من خلال تأسيس «مجموعة الغرير» عام 1960، وقد كانت دُبي في ذلك الوقت تشهد نمواً اقتصادياً وتجارياً كبيراً.
ومع الوقت وتحت إدارته توسّعت وتنوّعت أعمال المجموعة لتشمل مجالات الصناعة، والعقارات والاستثمار، وقد جرى تقويم كلّ مشروعٍ من مشاريع المجموعة من خلال إسهامه في نموّ المجموعة وازدهارها خاصةً ونمو اقتصاد دبي وازدهارها عموماً، بحيث كانت المجموعة مِثالاً يُحتذى به.
ولأن النهضة في بداياتها كانت تتطلب تشييد قلاع صناعية متنوعة تلبي احتياجات النمو والتطور، كانت الصناعة في صُلب اهتمام المجموعة وأحد الأعمدة الرئيسة في نجاحها، حيث كانت أوّل من أسّس مصنعاً للأسمنت في دبي بالإضافة إلى إنشائها مطاحن للقمح، ومصانع لتكرير السُكّر، ومصهرا للألومنيوم.
كما شيّدتْ أول مركز للتسوّق في البلاد عام 1981، لتُرسي بذلك أحد أقوى القطاعات الاقتصادية في دُبي.
واليوم تضمّ المجموعة تسع شركات تُعنى بالمجالات الصناعية وتشمل: الصناعات البتروكيماوية، والصناعات المعدنية، والتعبئة والتغليف، وتغطّي أنشطتها منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وأميركا الشمالية، وأوروبا، وأستراليا.
نشطت «مجموعة الغرير في مجال الصناعات البتروكيماوية منذ أواخر التسعينيات، وكانت باكورة شركاتها المتخصّصة في هذا المجال هي شركة «تغليف للصناعات».
كما ازدهرت أنشطة «مجموعة الغرير» في مجال الصناعات المعدنية خلال السنوات الأخيرة، بحيث باتت تضمّ الآن عدّة شركات متخصّصة في منتجات الألومنيوم والصُلب، الّتي تُستخدم في مجالات البناء وصناعة السيّارات.
وأقدم الشركات التابعة للمجموعة والمتخصّصة في الصناعات المعدنية هي شركة «الخليج للسحب» الّتي تأسّست عام 1976، وتُعدّ الآن واحدة من أكثر الشركات ابتكاراً في مجال سحب الألومنيوم في الشرق الأوسط، كما أنّ إحدى أحدث الشركات التابعة للمجموعة والمتخصّصة في هذا المجال هي شركة «الغرير للحديد والاستيل»، الّتي تأسّستْ عام 2009 لتُصبح الشركة الرائدة في مجال إنتاج «الفولاذ المجلفن بالغمس الساخن» في عموم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتضم قائمة القلاع الصناعية للمجموعة كذلك شركة «تغليف للصناعات» أحد أكبر مُصنّعي رقائق البولي بروبلين الثنائي الشدّ BOPP، ورقائق البولي بروبلين المصبوب CPP، ولدائن البولي أكتيك العضوية BoPLA، حيث تتمتّع بقدرة إنتاجية تبلغ أكثر من 360000 طن سنوياً من رقائق البولي بروبلين الثنائي الشدّ BOPP القياسي، وتتوزّع وحداتها الصناعية إلى ثلاث في الشرق الأوسط، وأربع في أوروبا، وواحدة في أستراليا، وواحدة في الولايات المتّحدة الأميركية، وواحدة في كندا، كما لديها مراكز توزيع في ألمانيا ومكتب مبيعات في الصين.
وتوفّر «تغليف للصناعات» مجموعة واسعة من أنواع رقائق البولي بروبلين الثنائي الشدّ BOPP المُعدّة للتعبئة والتغليف والّتي لها استخدامات عديدة مثل تغليف الأغذية، وصناعة العبوات، والأشرطة اللاصقة والعديد من الاستخدامات.
ومن مقرّها الّذي يقع في جبل علي في دُبي تُركّز «ريفكو» المتخصّصة في صناعة الأجزاء المضافة العالية القيمة للألومنيوم المسحوب.