أحمد عاطف، شعبان بلال، عبدالله أبوضيف (القاهرة)
أكد خبراء سياسيون ودبلوماسيون سابقون أن السعودية والإمارات لعبتا الدور الرئيسي في نجدة اليمن عقب محاولة القوى الإرهابية التلاعب بمقدرات الشعب، بداية من «عاصفة الحزم» إلى تحسين الوضع الإنساني والإغاثي في دولة اليمن.
دور لا يخفى على أحد
قال وضاح عبدالقادر، المحلل السياسي اليمني، إنه لا يخفى على أحد الدور الإغاثي والإنساني للمملكة العربية السعودية والإمارات بدءاً من انطلاق عاصفة الحزم ومرحلتها الثانية التي سميت بمرحلة «إعادة الأمل» حيث تدفقت تلك المساعدات بشكل كبير سواءً عن طريق الهلال الأحمر الإماراتي أو مركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية والإنسانية. وأضاف وضاح، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن المساعدات السعودية بلغت ما يقارب 20 مليار دولار فيما بلغت المساعدات الإماراتية في إطار الدور الإنساني والإغاثي ما يقارب 20 مليار درهم موزعة على العديد من القطاعات الخدمية والإنسانية والصحية والتعليمية والإنشائية استفاد منها ما يقارب 17 مليون يمني يتوزعون على عدد من المحافظات اليمنية. وأكد عبدالقادر أن هذه الأرقام تعكس حجم الاهتمام من قبل الأشقاء في السعودية والإمارات مع التزامهم أيضاً بدعم مرحلة الإعمار.
وقال المحلل السياسي اليمني إن من يحاول اليوم الانتقاص من حجم المساعدات تلك ليس سوى جاحد، مشيراً إلى أن «اليمن جزء من محيطها العربي والخليجي خاصة، وأشقاؤنا في الإمارات والسعودية ملتزمون أخلاقياً باستعادة مشروع الدولة وتعزيز العمل المؤسسي وتأهيل اليمن ليصبح فاعلاً ضمن المنظومة الخليجية»، موجهاً الشكر للسعودية والإمارات على دعمهما السخي واللامحدود.
وكانت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة ووزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية، أصدرتا بياناً مشتركاً أكد استمرار الجهود لإغاثة الشعب اليمني واستنكر حملة التشويه التي طالت الإمارات على خلفية أحداث اليمن الأخيرة، لافتاً إلى أن قوات التحالف قدمت تضحيات كبيرة في اليمن بدافع الروابط الأخوية الصادقة.
محاربة النجاحات
وقال الدكتور معتوق الشريف، الحقوقي السعودي، إن النجاحات التي حققتها المملكة والإمارات باليمن في الجانب الإغاثي والسياسي والعسكري لم ترض مثيري القلاقل والفتن لذا لم يجدوا ما يحاربوا به هذه النجاحات سوى بث الإشاعات والمعلومات المغلوطة بمساعدة الدول التي تبحث لها عن بصيص أمل في الحياة السياسية.
وشدد الشريف، في تصريحات لـ«الاتحاد»، على أن اليمن بلد عربي وسيظل عربياً، وأن مضيق باب المندب سيظل يمنياً عربياً عالمياً بعيداً عن الاختطاف الحوثي الإيراني وسيظل الشعب اليمني متصدياً لكل محاولة تمس الحرمين الشريفين ودول الخليج العربي.
وأكد الحقوقي السعودي أن السعودية والإمارات قد ضحتا في سبيل إعادة الشرعية لليمن والحفاظ على هويته العربية بالغالي والنفيس، مضيفاً أن الكثير من أبناء المملكة والإمارات ضحوا بأنفسهم للحفاظ على اليمن.
دعم الاستقرار
وأكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الإمارات والسعودية تعملان على دعم الاستقرار والهدوء في اليمن، لكن هناك أطرافاً ليس من مصلحتها إعادة الاستقرار في اليمن، موضحاً أن هناك أطرافاً داخلية في المعادلة اليمنية تعبث بالملف اليمني بأكمله وتعمل على ضرب الاستقرار المنشود وتدمير الجهود الإماراتية والسعودية في هذا الاتجاه، مؤكداً ضرورة وجود الحوار الشامل بين أطراف المعادلة اليمنية.
وشدد فهمي على أن هذا البيان المشترك جاء في توقيت هام لوضع الأمور في نصابها، مؤكداً وجود محاولة لتشوية الحقائق، خاصة في ظل التطورات الأخيرة التي جرت في الملف خاصة تحركات المجلس الانتقالي.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن التنسيق السعودي الإماراتي ما زال مستمراً في دعم الاستقرار في اليمن، مشيراً إلى أن التحالف ما زال يؤدي دوره في اليمن. ولفت فهمي إلى أن الادعاء بأن الإمارات والسعودية لا يعملان في اليمن من منطلقات إنسانية وسياسية ولكن من مصالح اقتصادية هو غير صحيح، معللاً ذلك بأن للإمارات والسعودية مصالح مباشرة مع استقرار الوضع في اليمن.
وأشار إلى أن هناك برنامجين في قناة «الجزيرة» مخصصين لإثارة الرأي العام وتشويه الحقائق ضد الإمارات والسعودية ودورهما في اليمن، مؤكداً أن ذلك يحتاج بدوره إلى بيانات مستمرة وتوضيحات وتأكيدات من الإمارات والسعودية لتوضيح الحقائق خصوصاً في الفترة المقبلة.
عنوان الحقيقة
وقال السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن ما ورد في البيان هو «عنوان الحقيقة»، مشدداً على ضرورة أن يظهر جوهر النقاط الواردة في البيان على أرض الواقع.
وشدد القويسني في تصريحات لـ«الاتحاد»، على أن هناك حملات ضد السعودية والإمارات واتهامات كثيرة وجهت إلى الإمارات وشكوكاً حول وجود خلاف سعودي إماراتي في أهداف التحالف في اليمن، مؤكداً أن هذا البيان جاء لوقف هذه الإشاعات والشكوك.
وأشار مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إلى تطابق المصالح السعودية الإماراتية، وأن هناك عزماً صادقاً من الجانبين في احتواء ما يحدث في اليمن، مشدداً على أن الاتهامات بعكس ذلك هي اتهامات غير حقيقة.
وأوضح محمد العمري، خبير حقوق الإنسان اليمني، أن الدور الإماراتي واضح وكبير في دعم القضية اليمنية، في الوقت الذي حاولت فيه قوى إقليمية وجماعات إرهابية السيطرة على مقدرات الأوضاع في اليمن، قبل أن تتدخل الإمارات والسعودية، ويلقيان بقوتهما الكاملة سواء عسكرية أو مالية فقط من أجل الشعب اليمني والذي يحفظ للإمارات والسعودية مكانة خاصة.