أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
تقدم قوى الحرية والتغيير لرئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك اليوم قائمة ترشيحاتها النهائية للمناصب الوزارية في الفترة الانتقالية. وكان المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير واللجنة التنسيقية ولجنة الترشيحات قد عقدوا مساء أمس اجتماعاً نهائياً للنظر في قائمة الترشيحات التي قدمتها الكتل الخمس المكونة للتحالف.
وقالت مصادر قوى الحرية والتغيير لـ«الاتحاد» إن المجتمعين اعتمدوا الترشيحات النهائية اعتماداً على مبادئ الكفاءة والمهنية والخبرة والوطنية، مع الأخذ في الاعتبار تمثيل المرأة التي من المتوقع أن تحظى بتمثيل مقدر في الحكومة المقبلة. وأضافت المصادر أنه سيكون هناك قائمة بثلاثة مرشحين لكل حقيبة وزارية، يختار حمدوك من بينها أو من خارجها.
وفي الوقت نفسه، أكدت مصادر سودانية مطلعة لـ«الاتحاد» أن سفراء الاتحاد الأوروبي الذين التقى بهم حمدوك مساء أمس الأول في الخرطوم أكدوا له استعدادهم للعمل بشكل كامل مع الحكومة الجديدة المزمع تشكيلها، ودعم عملية الإصلاح والتغيير في السودان، لاسيما في مجال تحقيق السلام والإصلاح الاقتصادي وسيادة القانون.
يأتي ذلك في وقت أكد فيه شهود عيان في مدينة بورسودان بولاية البحر الأحمر لـ«الاتحاد» أن قرار المجلس السيادي في السودان بإعلان حالة الطوارئ في ولاية البحر الأحمر أعاد الهدوء للمدينة المضطربة التي شهدت أعمال عنف قبلية دامية الأيام الماضية.
وقد شمل قرار المجلس السيادي أيضاً إقالة والي الولاية اللواء عصام عبدالفراج ومدير جهاز الأمن بها، وأمر بإجراء تحقيق في أعمال العنف. وأشار بيان أصدره المجلس إلى أنه ثبت استخدام أسلحة نارية في القتال، ما يكشف عن وجود تدخلات داخلية وخارجية لإذكاء النزاع. وأكد أنه قرر تفعيل حالة الطوارئ واعتقال مثيري الشغب، ودعا إلى إجراء مصالحات لمنع تجدد الأحداث.
وكانت الاشتباكات قد احتدمت بين قبائل البني عامر والنوبة في بورسودان منذ الأربعاء الماضي. وقالت الشرطة إن 16 شخصاً على الأقل لقوا مصرعهم في هذه الاشتباكات، إلا أن مصادر أخرى قالت لـ«الاتحاد» إن أعداد القتلى أكبر بكثير من هذا العدد، بالإضافة إلى الخسائر في الممتلكات. وقال الخبير الأمني السوداني حنفي عبدالله لـ«الاتحاد» إن الوضع الآن في بورسودان تحت السيطرة بعد اعتقال المتهمين في الأحداث.
وكان قد وصل وفد من المجلس السيادي إلى بورسودان يوم الجمعة الماضي للوقوف على تطورات الأوضاع، وعقد اجتماعات مع القيادات المدنية والعسكرية بالمدينة، وتوصل إلى اتفاق ومصالحة بين الطرفين المتنازعين، لكن ما لبث أن انهار الاتفاق.
ومن ناحية أخرى، أعلن محمد السناري مصطفى، مفوض العون الإنساني المكلف في السودان، أمس، اعتزام الكويت تسيير جسر جوي من المساعدات الإنسانية للمتضررين من السيول في السودان. وأضاف أن الجسر الجوي القادم من الكويت سيبدأ في الوصول يوم الجمعة القادم، بطائرة تحمل أكثر من 40 طناً من المواد الغذائية والأدوية، وأوضح أن المفوضية ستقوم بتسلم المساعدات وتوزيعها على المتضررين، حسب الأولوية.
الجدير بالذكر، أن السيول التي شهدها السودان مؤخراً الناجمة عن الأمطار الموسمية أدت إلى وفاة 62 شخصاً حتى الآن، كما تضرر نحو 194 ألف شخص منها، وكانت أكثر الولايات تأثراً بالكارثة العاصمة الخرطوم وولايتا النيل الأبيض وكسلا.
ومن جانبها، أعلنت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أنها رصدت 2.8 مليون دولار لمواجهة حالة الطوارئ الحادة في السودان. وأوضح بيان صادر عن السفارة الأميركية في الخرطوم أن الولايات المتحدة رصدت المبلغ في إطار اتفاق مع منظمة الهجرة الدولية لمواجهة الطوارئ الحادة في جميع أنحاء السودان، والتي تشمل السيول الأخيرة.
وفي تطور آخر، نفت وزارة التربية والتعليم في السودان وجود أي اتجاه لتجميد أو إلغاء العام الدراسي الحالي، وذلك بعد انتشار شائعات عن إلغاء العام الدراسى. وقال الطاهر حسن الطاهر إنه لا يوجد ما يستدعي تجميد العام الدراسي، وإن الأيام التي تعطلت فيها الدراسة يمكن تعويضها. ومن جانبه، أعلن حزب الأمة السوداني عن استراتيجيته ومشروعه السياسي للمرحلة المقبلة التي أطلق عليها مصفوفة الخلاص الوطني.
وعلى صعيد آخر، طالبت منظمة العفو الدولية السلطات السودانية بالإسراع بتسليم الرئيس المعزول عمر البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية، وطالبت جوان نيانيوكي، مديرة مكتب شرق أفريقيا والقرن الأفريقي بالمنظمة، السلطات الانتقالية في السودان بالتصديق الفوري على نظام روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية الذي قالت إن السودان وقع عليه عام 2000.