أسماء الحسيني (القاهرة- الخرطوم)

ساد الارتياح في الشارع السوداني بعد الاستماع للرؤية التي طرحها رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك لكيفية حل السودان أزمته الاقتصادية الراهنة، ورحبت العديد من الأوساط السودانية بطرح حمدوك لمواجهة تحديات الفترة الانتقالية الهائلة.
وأعلن حمدوك في أول مقابلة تليفزيونية معه، مساء أمس الأول، أن الأولوية القصوى لحكومته ستكون وقف الحرب وتحقيق سلام مستدام، ومعالجة الأزمة المعيشية في السودان. وشدد حمدوك على ضرورة محاربة الفساد بطريقة صارمة، وأشار إلى أن ذلك يحتاج إلى قضاء مستقل، وأشار إلى دور أجهزة الإعلام والصحافة في هذا الجانب، وقال: يجب أن تلعب الحافة والإعلام دوراً رئيسياً في محاربة الفساد وتفعيل صحافة الاستقصاء وكشف المعلومات.
وفي مقابلة أخرى مع وكالة «رويترز»، أكد حمدوك أنه يجري محادثات مع الولايات المتحدة لرفع اسم السودان من القائمة الأميركية للإرهاب. وقال: إن السودان بحاجة إلى 8 مليارات دولار مساعدات أجنبية خلال العامين المقبلين.
وقد أثارت تصريحات حمدوك ارتياحاً في الشارع السوداني، ولقيت ترحيباً كبيراً. وأعربت الكاتبة الصحفية السودانية رشا عوض لـ«الاتحاد» عن أملها أن يختار حمدوك الأكفأ لحكومته، كما أعربت عن أملها أن تبدأ قنوات المساهمة السودانية في مشروع الإسعاف الاقتصادي أولاً، ثم تدشين مشروع النهضة الاقتصادية. فيما أكد الناشط السوداني المهندس عبد الكريم الأمين أن أفضل ما أكد عليه حمدوك هو إيمانه بالعمل بروح الفريق، واطلاعه الواسع عن قرب على التجارب العالمية للنهوض والتقدم، خاصة في أفريقيا وآسيا، وفهمه العميق للمشكلة السودانية وتاريخها، وفهمه لطبيعة الثورة الحالية على المستوى الأمني والسياسي والاجتماعي.
وقال الناشط السوداني صهيب حامد: إن ما يميز حمدوك هو تخصصه في مجال الحوكمة وارتباطها بالتنمية وإصلاح المؤسسات في أفريقيا، وتجربته في حل إشكاليات النزاع في أفريقيا، لما لذلك من علاقة بالأزمات الاقتصادية، ومن جانبه، يرى الناشط السوداني نزار عبد المجيد أن وضع السودان الحالي يستدعي حلولاً هجينة، تشمل في حزمة واحدة ما هو اقتصادي وما هو سياسي واجتماعي، وإلى تجاوز المحاصصة والأنانية وخلق فرص النمو الاقتصادي واستدامة السلام المجتمعي.
ودعا مغتربون سودانيون إلى فتح حساب بالدولار لمساهمات المغتربين السودانيين في أنحاء العالم للمساهمة في نهضة البلد، والمساعدة في توفير المليارات المطلوبة. ودعا الحقوقي السوداني عبد الإله زمراوي في تصريحات لـ«الاتحاد» المغتربين السودانيين إلى رفد الخزينة العامة السودانية بمبلغ ملياري دولار عبر شهادات ودائع مستردة.
يأتي ذلك في وقت قامت فيه مبادرة «لا لقهر النساء» وهى إحدى مكونات منظمات المجتمع المدني المنضوية تحت قوى الحرية والتغيير بإصدار بيان أمس طالبت فيه باعتماد المبادرة ككتلة سادسة داخل قوى التغيير ومكون أساسي، وإلى تمثيلها في كل الهياكل، للدفاع عن مطالب النساء والمشاركة في اختيار من يمثلهن ويعبر عن قضاياهن ولا يساوم فيها.
كما طالبت المبادرة قوى الحرية والتغيير بضمان إشراك النساء في كل مؤسسات ومفوضيات المرحلة الانتقالية، وإنصاف ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان والفصل التعسفي والقهر، وإنشاء مفوضية خاصة بالمرأة، والعمل على معالجة قضايا النساء النازحات واللاجئات.
التقى في القاهرة وفد من «الجبهة الثورية» بالمبعوث الأميركي إلى السودان دونالد بوث، وضم الوفد محمد حسين شرف ممثلاً لحركة العدل والمساواة وبخيت حامد ممثلا لحركة تحرير السودان. وقال شرف لـ«الاتحاد»: إن اللقاء تناول مستجدات الأوضاع في السودان ومستقبل عملية السلام الشامل. وأضاف أن الوفد أكد ضرورة دعم وتشجيع العملية السلمية التي تجعل الحكم الإقليمي الحقيقي جزءاً من الترتيبات السياسية والدستورية الانتقالية، ما يضمن عدم إقصاء أي مكون من مكونات السودان السياسية، المدنية منها والعسكرية، ودعا إلى ضرورة ربط السلام بالتحول الديمقراطي.
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه ضرار أحمد ضرار رئيس تحالف أحزاب وحركات شرق السودان استمرار الاشتباكات القبلية في بورسودان، التي قال: إنها شهدت أمس الأول مقتل إمام مسجد وحرق المسجد في حي المطار بالمدينة الساحلية، واتهم ضرار جهات سياسية بالمركز وشرق السودان بتأجيج الصراع، وحذر من أن ترك الصراع القبلي دون حل أسبابه سيؤدي إلى اتساع رقعته.