60 قتيلاً بينهم جندي أميركي بموجة عنف في العراق
لقي نحو 60 شخصاً بينهم عسكري أميركي، مصرعهم وأصيب نحو 290 شخصاً بسلسلة هجمات إرهابية في العراق خلال 24 ساعة، بينها 6 سيارات مفخخة فيما نجا محافظ نينوى اثيل النجيفي من عبوة استهدفت موكبه بالموصل، وذلك قبل بضعة أيام على حلول شهر رمضان الذي غالباً ما يشهد تصعيداً للعنف من قبل المسلحين. وبلغ عدد القتلى نحو مئة منذ مطلع أغسطس الحالي ما يزيد المخاوف من تدهور الوضع الأمني في العراق مع الانسحاب التدريجي للقوات الأميركية. ففي البصرة، أعلنت مصادر رسمية ومحلية مقتل 43 شخصاً وإصابة 185 آخرين بينهم نساء وأطفال في تفجير سيارتين مفخختين وعبوة ناسفة في سوق وسط المدينة مساء أمس الأول. وكانت مصادر أمنية أعلنت الليلة قبل الماضية، مقتل 14 شخصاً وإصابة 110 آخرين إثر انفجار مولد كهربائي بالمدينة. لكن رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة علي المالكي أكد أمس، أن الانفجارات نجمت عن انفجار سيارتين مفخختين وعبوة ناسفة. وأوضح المالكي أن 3 قنابل اثنتان منهما زرعتا في سيارتين انفجرتا في دائرة قطرها حوالي 200 متر حول السوق.
وأكد الطبيب رياض عبد الأمير مدير الصحة في البصرة أن “حصيلة ضحايا تفجيرات مساء السبت بلغت 43 شهيداً و185 مصاباً، بينهم نساء وأطفال”. وأشارت مصادر أمنية في البصرة إلى أن “الانفجارات وقعت في وقت متزامن عند الساعة 19,00 (16,00 بتوقيت جرينتش) في شارع عبد الله بن علي في منطقة العشار وسط البصرة”. وقال سمير محمد جاسم وهو بائع على الطريق (29 عاماً)، “شعرت أن الأرض اهتزت تحت أقدامي لدى وقوع الانفجارات وركضت نحو موقع الانفجار لمعرفة ما حدث وكان هناك قتلى وجرحى وجثث ملقاة على الأرض”. ووقعت الانفجارات داخل حي شعبي وسط المدينة يضم سوقا وتتشابك فيه الأزقة، مما يفسر بحسب المصادر الحصيلة المرتفعة للضحايا. وقال كاظم علي جعفر (61 عاماً) وهو متقاعد، “عندما تاخر ابني جواد (25 عاماً) قررت البحث عنه في المستشفيات. في المستشفى الأول قالوا لي إنه قتل وجثته في الطب العدلي، لكنني وجدت شاباً يشبه ابني ولكنه ليس هو”. وأضاف وهو يذرف الدمع “واصلت البحث، حتى وجدت جثته في ثلاجة إحدى المستشفيات”.
وأدت الانفجارات إلى اندلاع حريق كبير كان السبب وراء إصابة عدد كبير من الجرحى بحروق، وفقاً لمصادر طبية. وفي مدينة الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار، قتل 8 أشخاص بينهم امرأتان وطفل وأصيب 50 آخرون بتفجير انتحاري بسيارة مفخخة أمس، وفقاً لمصادر أمنية وطبية. وقالت الشرطة إن “انتحاريا يقود سيارة مفخخة فجر نفسه قرب تجمع لأشخاص كانوا يتسلمون رواتب مساعدات اجتماعية عند مكتب بريد مجاور لمحطة وقود بالرمادي، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى جراء الانفجار”. وذكرت أن بين القتلى امرأتين وطفلاً فيما احترقت جثث 3 أشخاص بشكل شبه كامل. وفي الفلوجة، انفجرت 3 سيارات ملغومة بالمدينة استهدفت اثنتان منهما دوريتين للشرطة وأدت جميعها إلى مقتل 4 أشخاص على الأقل وأصابت أكثر من 20 شخصاً آخرين. فقد قتل 4 أشخاص وأصيب نحو 20 آخرين بينهم اثنان من عناصر الشرطة، بانفجار سيارة مفخخة بعد عملية سطو مسلح على منزل صاحب محل للصيرفة وسط الفلوجة. وفي منطقة الحلابسة غرب الفلوجة، أصيب 6 أشخاص بينهم 3 من الشرطة بهجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف دورية للشرطة. وأعلنت قيادة عمليات بغداد في وقت سابق، أن تنظيم “القاعدة” يعاني من نقص في التمويل ما سيدفعه لتنفيذ عمليات سرقة على محال الصيرفة والصاغة لتمويل عملياته.
وفي منطقة الصقلاوية غرب بغداد، قال الملازم أول ياسر نوري من الشرطة إن 8 أشخاص بينهم 3 جنود عراقيين أصيبوا بانفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري الأحد. وأوضح أن الانتحاري فجر نفسه مستهدفاً نقطة تفتيش للجيش وسط سوق شعبي في وسط ناحية الصقلاوية. وأشار إلى أن “الجنود فتحوا النار على الانتحاري قبل وصوله نقطة التفتيش”.
وشهدت المنطقة أيضاً، مصرع 7 عناصر من الشرطة العراقية إضافة إلى عنصر من الصحوات في مواجهات مع عناصر “القاعدة” أمس الأول. وفي الموصل، أعلن الرائد إبراهيم عبد الله من الشرطة “إصابة 3 من الشرطة بينهم ضابطان بانفجار عبوة ناسفة استهدف دوريتهم وسط المدينة.
وأضاف أن “عبوة ناسفة استهدفت موكب محافظ نينوى اثيل النجيفي في حي الديدان وسط”، مؤكداً “نجاة النجيفي وموكبه من الانفجار”. وشهدت مدينة الموصل أعمال عنف أمس أوقعت في مجملها 13 جريحاً. كما أدت تفجيرات بعبوات ناسفة في أحياء الكاظمية والبياع وشارع فلسطين ببغداد، إلى إصابة 9 أشخاص.
وفي وقت لاحق، أعلنت شرطة محافظة كركوك اغتيال مدير ناحية الملتقى التابعة للمحافظة هو وقائد أول فوج شكل للصحوة بكركوك. فيما أكدت مصادر في الموصل مقتل 4 أشخاص باعتداءات شهدتها المدينة في وقت سابق أمس. إلى ذلك، أعلن بيان للجيش الأميركي مقتل أحد جنوده في محافظة بابل أمس الأول لكنه لم يوضح ملابسات مصرع الضحية. في حين رجح القائد العسكري الأميركي في العراق ريموند أوديرنو أمس، أن يحقق القادة السياسيون تقدماً في تشكيل حكومة قبيل موعد الأول من سبتمبر المقبل المحدد لإنهاء العمليات القتالية للقوات الأميركية في العراق.
وقال الجنرال اوديرنو في مقابلة مع برنامج لقناة “إيه.بي.سي” التلفزيونية الأميركية “اعتقد أننا سنرى بعض الخطوات المبدئية تجاه تشكيل الحكومة بحلول الأول من سبتمبر” لكنه لم يوضح تلك الخطوات. وأعرب ادويرنو عن ثقته في أن القوات العراقية يعاونها 50 ألف جندي أميركي سيبقون في العراق بعد مطلع سبتمبر المقبل، يمكنها التغلب على هجمات من يحاولون استغلال الجمود السياسي الحاصل في العراق.
المصدر: بغداد