ينصح علماء النفس من يشعر بالاكتئاب واليأس، أن يحاول ارتداء ملابس بيضاء أو أن يدخل اللون الأبيض في جزء من لباسه. فليس بغريب أن يشير وزير الطاقة الأميركي ستيفن تشو “الحائز جائزة نوبل في الفيزياء إلى “الثورة الجديدة” في توليد الطاقة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة” في ندوة تغير المناخ المنعقدة في لندن، ويقول إن إدارة الرئيس أوباما تريد طلاء أسطح الأبنية لديهم باللون الأبيض ليعكس الحرارة الشمسية. في الوقت الذي حذر فيه من أنه لا يوجد حل سحري للتصدي لتغير المناخ، لكن هناك طائفة من التدابير التي ينبغي الأخذ بها، منها صبغ المسطحات والسقوف باللون الأبيض أو بالألوان الفاتحة، حيث أكد أنه يمكن أن يكون له تأثير يعادل اتخاذ كل سيارة في العالم خارج الطريق لمدة 11 عاماً، حيث ستبقى المباني باردة، إضافة إلى الحد من استخدام الطاقة، وتكييف الهواء، وبما ستعكسه من ضوء الشمس بعيداً عن الأرض. مع أن اللون الأبيض قد يكون مؤذياً للعينين، كما هي الحال في المناطق الجليدية نتيجة ما يعكسه من ضوء، ولكن فائدته في عكس الحرارة أهم، وكذلك الألوان الفاتحة الأخرى فإنها توفر الشيء نفسه، وهذا معروف وواضح في طلاء ألوان السيارات على سبيل المثال. في المقابل نرى في بداية القرن العشرين أن الفيزيائي الألماني “ماكس بلانك” يؤكد أنه يمكن تفسير طبيعة طيف الإشعاع الذي يبثه جسم ساخن إذا ما اعتبر هذا الإشعاع مؤلفاً من وحدات صغيرة، أو جسيمات، تماماً كما تتألف المادة من ذرات. وسمى بلانك كلا من هذه الوحدات كلمة “ كمة” أو”كوانتم”، ذلك أن القياسات الدقيقة التي أجريت على شدة الضوء الصادر عن أجسام متوهجة بالحرارة كانت قد دلت على أن شدة الإشعاع تتغير مع الطول الموجي بطريقة غير خطية، حيث تظهر قيمة عظمى لشدة الإشعاع عند طول موجي معين. وقد لوحظ أن جزءاً صغيراً فقط من الإشعاع الصادر له أطوال موجية في المدى المرئي للضوء، وأن أغلبه يقع في مدى الأطوال الموجية المختصة بالأشعة تحت الحمراء. علاوة على ذلك، تدل هذه المنحنيات التي تمثل تغير شدة الإشعاع من نطاق تحت الأحمر باتجاه الضوء المرئي، وهذا يتفق مع تجربتنا من أن جسماً محمىاً لدرجة الابيضاض يكون أسخن مما لو كان في درجة الإحمرار. أما اللون الأسود، فهو عبارة عن غياب الضوء. لأن اللون “الأبيض” عبارة عن مجموعة من الألوان المختلفة، تلك التي نشاهدها في قوس قزح. فعندما نرى الضوء الأبيض في قطعة زجاج صغيرة ذات أسطح غير متوازية (منشور،…) أو في قطرة ماء، تنتشر جميع الألوان ونجد الألوان الأساسية، ألوان قوس قزح. وفي مجال الطلاء، يختلف الأمر قليلاً. فالطلاء يعطي لوناً ما (الأحمر مثلاً) لأنه قام بامتصاص جميع الألوان المتبقية الموجودة في الضوء الذي يضيء هذا الطلاء إلا هذا اللون (هنا الأحمر). والضوء الذي ينبعث من الطلاء هو الذي يبقى: الأحمر. وهو اللون الذي يصل لنظرك ويقول لك: المكان الذي أحضر منه “أحمر”. لذا، عند خلط كل ألوان الطلاء لا نحصل على اللون الأبيض كما هو الحال في قوس قزح بل نحصل على لون بني قبيح إلى حد ما. ذلك لأن ألوان الطلاء تعمل بخاصية امتصاص الألوان الأخرى، وليس بإرسال اللون المطلوب. ففي الطلاء، يظهر اللون الأسود، أسود، لأنه يمتص جميع الألوان. وحيث إنه يمتص الضوء، لا نرى “شيئاً”. وتقول إن ذلك هو اللون الأسود. وإن كان يمكنه امتصاص الضوء تماماً لتعذرت رؤيته هو نفسه. بل يبقى بعض الضوء على الطلاء الأسود مما يمكننا من رؤيته والقول إن ذلك طلاء. والوسيلة الأخرى للحصول على اللون الأسود، غير امتصاص الضوء بواسطة الطلاء، هو عدم إظهار الضوء من البداية. فكلتا الحالتين تقود إلى النتيجة نفسها: عدم وصول أي ضوء للعين، لذا تقول لنفسك “هذا أسود”. لذا، عند عدم وجود مصدر للضوء، يحل اللون الأسود.