تشتغل القاصة نجيبة محمد الرفاعي حالياً على كتاب خاص مختلف عما أنجزته حتى الآن في مجال القصة القصيرة، فبعد خمس مجموعات قصصية تقوم نجيبة الآن بإنجاز عمل قصصي يقوم على توصيل المعلومات في مجالات عدة أبرزها الجوانب العاطفية والنفسية للشباب والفتيات، حيث يتم توصيل المعلومة عبر بناء قصصي يتضمن شخوصاً وحوارات وحوادث. كما لدى نجيبة الرفاعي مسودة مجموعة قصصية شبه جاهزة للنشر، وكذلك مشروع رواية قيد الإنجاز، لكنها تقول إنها غير مستعجلة في النشر، وتفضل التمهل في إنجاز كتاباتها، وتوضح: “لا أحب التسرع في النشر، ولم يعد يهمني زيادة عدد كتبي، بقدر ما أعمل على تحسين نوعية كتاباتي، والانتقال دائماً من حيث الأسلوب والقضايا التي أتناولها، فقد كرست تجربتي من خلال المجموعات القصصية الخمس، وأركز الآن على هاجس التجديد أكثر من النشر، حيث النوعية أهم بكثير من الكم”. وتحدثت الرفاعي عن النشر وإشكالاته في دولة الإمارات قائلة إنه “رغم التطور الذي شهده مجال النشر وبروز مؤسسات للنشر، إلا أنه لا تزال ثمة مشكلة تتعلق بتوزيع الكتاب الإماراتي في الداخل والخارج، فلا يزال الكاتب الإماراتي يعاني ضعفاً في توصيل صوته إلى القارئ العربي، وهذه مشكلة تدفع الكثيرين إلى النشر في الخارج، مع كل ما يتضمنه ذلك من زيادة في التكاليف وعدم ضمانة لتوزيع أوسع لكتبنا”. وتطرقت الكاتبة إلى تجربتها القصصية بشكل عام قائلة: “سعيت في تجربتي ومنذ البداية إلى تناول قضايا أساسية، محلية وعربية وإنسانية، وركزت بصورة خاصة على هموم المرأة في مجتمعاتنا، فعالجت في بعض قصصي قضايا الاغتصاب والعلاقة مع العاملات والخادمات، محاولة التعبير عن أحاسيس فئات المجتمع كله، وأنا بصورة عامة أعبر عن قضايا الواقع، وأستخدم أسلوباً واقعياً يميل إلى الرمزية، وذلك لأستطيع قول ما يريد الآخرون ممن حولي قوله ولا يستطيعون، فأنا غالباً ما أحاول تجسيد صوت الناس العاديين والبسطاء. ومن أجل الوصول إلى هؤلاء الناس، أقوم بجولات ميدانية وبحث وقراءات كثيرة تساعدني في التعرف إلى عوالم متعددة ومتغيرة. وأذكر مرة كنت سأكتب قصة عن فتاة عمياء، فبحثت عن واحدة حتى وجدتها وتعمقت في التعرف إليها من الجوانب العاطفية والنفسية، وكيف تفكر في العالم. وباختصار، لا بد أن يرتسم الواقع في سطور القاص، وهو يزداد وضوحاً وعمقاً كلما تغلغل الكاتب في بيئته ومجتمعه، وتعايش مع الآخرين، يسمع منهم، يراهم، يتفاعل مع قضاياهم”. وتناولت الكاتبة التجربة الإبداعية الجديدة في دولة الإمارات، فقالت: “هناك تجارب ناشئة واعدة، وهناك اليوم أيضاً اهتمام بالإبداع من قبل المؤسسات الثقافية أكبر مما كان سائداً في جيلنا (جيل التسعينيات)، وذلك على أكثر من صعيد، حيث نجد المسابقات والجوائز والنشر، ولكن في المقابل أعتقد أن هناك تجارب تتسم بالحماسة الزائدة والاستعجال في النشر، ما يخلق الغرور لدى هذه الفئة؛ ولذا أدعو هؤلاء إلى التمهل، وأدعو المؤسسات إلى عدم التسرع في النشر لمن هب ودب”. وعن قراءاتها في الصيف، قالت: “بعيداً عن هموم الوظيفة وانشغالاتها أقوم بتنويع قراءاتي، فأقرأ رواية من هنا وأخرى من هناك، وأصب جزءاً من اهتمامي على القراءة في علم النفس، فهو المجال المحبب لدي إلى جانب القراءة بالمجال الإبداعي”. يشار إلى أن نجيبة الرفاعي بدأت رحلتها الإبداعية ورحلة النشر منتصف التسعينات، وقدمت خلال هذه السنوات خمس مجموعات قصصية هي: “قصاصة من ورق”، و”نبض في حياتي”، و”أنفاس الورد”، و”لن ننسى”، و”أول خطوة في الحلم”. وقد حصلت على جوائز عدة في القصة القصيرة على مستوى الإمارات ودول مجلس التعاون. كما تعمل الكاتبة نجيبة الرفاعي في مجال حساس جدا للمجتمع وقضاياه وهمومه، وذلك من خلال عملها في قسم التوجيه بمركز التنمية الاجتماعية في عجمان، التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، باحثة وموجهة تربوية في مجالات تخص أركان المجتمع كافة، بدءا من الطفل والمرأة والأسرة، وانتهاء بقضايا المجتمع ومشكلاته المختلفة، حيث يقدم مركز التنمية دراسات ومحاضرات ويقوم بحملات لتوعية أفراد المجتمع في كل ما من شأنه الدفع باتجاه التخلص من المشكلات، من جهة، وما يدفع إلى التطور والتقدم من جهة ثانية. الأدب الرديء أشارت نجيبة الرفاعي إلى ظاهرة الانتشار السريع لنوعية رديئة من الأدب، خصوصاً ما يرتبط بالإباحية التي تنتشر في الأدب العربي عموماً، وفي بعض دول الخليج على نحو خاص، قائلة: “هذه الظاهرة الخطيرة تتحمل مسؤوليتها وسائل الدعاية والإعلان التي تقوم بالترويج لهذا النوع من الأدب، بينما نحن نحتاج أدباً راقياً. وهنا أعتبر أن الدعاية مهمة، لكنها غير قادرة على فرض الأدب الرديء. ولنشر كتبنا بطريقة أفضل علينا كذلك تقديم هذه الكتب بطريقة أنيقة وأسعار معتدلة تجعلها مغرية للقراء، إضافة إلى الحرص على المشاركة في المعارض المحلية والعربية والعالمية”.