أحمد القاضي (القاهرة)

قالت الشاعرة الإماراتية عائشة الشامسي: إن الفارق بين كتابة القصيدة للجمهور العام، وكتابتها للمحكم الخبير في برامج مسابقات المحترفين، يرجع إلى أن «لجنة التحكيم كانت تحدد عدد الأبيات، وتترك للشاعر حق اختيار مجال قصيدته، ولكن الصعوبة تكمن في محاولة إرضاء الذوق العام، وذوق المحكم الخبير الذي يبحث عن الكمال في كل تفاصيل القصيدة».
جاء ذلك، خلال ندوة وأمسية شعرية في معرض القاهرة للكتاب، تحت عنوان: «صهوة الحروف»، أقيمت الخميس الماضي، بمشاركة مع الشاعرة بشرى عبدالله، وأدارت الندوة دينا قنديل.
وترى الشامسي، أن كتابة الشعر ليست أمراً يمكن اكتسابه بالدراسة، ولكنه موهبة في الأساس يمكن صقلها بالتعلم، وليس العكس، فالقصيدة حالة إلهام وخروجها على الورق أشبه بحالة ولادة، وأكثر ما يواجه الشاعر من صعوبات هو بداية القصيدة وختامها.
ومن وجهة نظرها الخاصة، يحتاج الشاعر إلى مقدمة تجذب المستمع، وإذا نجح في عملية الجذب يسهل عليه إكمال قصيدته، إلا أن الصعوبة تتجلى مرة أخرى عند ختام القصيدة، فهي تحتاج إلى نهاية جذابة حتى يشعر الجمهور المستمع بأن هذا الشاعر يحترمه، ويقدر القصيدة التي بين يديه من بدايتها وحتى النهاية.
يذكر أن الشامسي، شاركت في مسابقة «أمير الشعراء»، وهي تعتبر تجربة المشاركة فريدة من نوعها، حيث تعرفت من خلالها على شعراء من جميع أنحاء الوطن العربي، وكانت من بين أفضل 20 شاعراً، ووصلت إلى الحلقة الأخيرة، لكن لم يحالفها الحظ أثناء عمليات التصويت. أما الشاعرة بشرى عبدالله، والتي سبق وأن أصدرت خمسة دواوين شعرية، وترجمت بعض إصداراتها إلى لغات أجنبية عدة، فبدأت رحلتها مع الشعر في المرحلة الإعدادية، حسب قولها، مضيفة أنها كانت مولعة بالشعر الفصيح، وتعكف على قراءته، والتعرف على أشهر شعرائه في سن صغيرة، فعندما وصلت إلى المرحلة الجامعية، كانت على استعداد لعرض أعمالها الشعرية على أساتذة الجامعة، الذين رحبوا بما تقدمه من قصائد شعرية.
وقالت بشرى: إنها حصلت على فرصة للانضمام لرابطة شاعرات الإمارات، حيث قدمت لها الرابطة الدعم المناسب إلى أن قدمت دواوينها الخمسة، بدعم من الرابطة ومن الأهل، الذين كانوا سبباً في تشجيعها على القراءة منذ الصغر.
وتشير بشرى، إلى الأيام التي تعرفت فيها على الطقوس الخاصة للأديب المصري نجيب محفوظ، وكيف كان يجلس منعزلاً كل يوم لمدة 6 ساعات كاملة ليكتب أعماله الأدبية، وهكذا بدأت تجربتها الخاصة، فاعتمدت نفس طريقة أديب نوبل. يذكر أن الندوة الشعرية قد أقيمت ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الواحدة والخمسين، لمناقشة تحديات الشعر في العالم العربي، والإضاءة على العلاقة الثقافية والشعرية التاريخية والوطيدة بين الإمارات ومصر.