عمرو عبيد (القاهرة)

يعتبر نيمار بمثابة «قنبلة موقوتة» في الفريق الباريسي، صاحب المشروع الكروي الضبابي غير المكتمل، لكنه ليس الحالة الوحيدة في كرة القدم حالياً، حيث يأتي اسم الفرنسي، بول بوجبا، في صدارة تلك القائمة المثيرة للجدل، إذ لم تتوقف أزماته منذ انتقاله إلى صفوف «مان يونايتد» في «ميركاتو 2016» الصيفي.
وفي أول عامين، تصاعدت الخلافات بين بطل العالم مع «الديوك» وبين مدربه السابق، جوزيه مورينيو، الذي فشل في السيطرة على نجمه الفرنسي، ليتحول إلى عدو له، وقام «سبيشيل ون» بإبعاد بوجبا عن التشكيل الأساسي، وتجاهل مصافحته خلال التدريبات، قبل أن يخرج في تصريح مثير، وصف خلاله لاعب الوسط بالـ «فيروس» الذي يفسد جسد «يونايتد»، وخلال موسمه الثاني، تراجعت معدلات بوجبا بصورة واضحة، إذ شارك تحت قيادة مورينيو في 37 مباراة فقط طوال موسم 2017 - 2018، وسجل 6 أهداف فقط.
وبعد إقالة مورينيو، عاد بوجبا إلى التألق مع أولي جونار سولسكاير، ليقدم أفضل مواسمه مع «الشياطين» في العام الماضي، وبرغم ذلك، أثار النجم الفرنسي جدلاً كبيراً بسبب الغموض الذي اكتنف تصريحاته مؤخراً حول مستقبله مع «يونايتد»، خاصة أن تقارير كثيرة ربطت بينه وبين ريال مدريد، وكذلك إمكانية عودته إلى فريقه السابق يوفنتوس، وبدأ بوجبا الموسم الحالي بأداء غير ثابت، قبل أن يُفجّر غضب جماهير «أولد ترافورد»، بإهداره ركلة جزاء أمام ولفرهامتون، كانت كافية لحصد الانتصار الثاني وصدارة «البريميرليج»، ليتعرض لهجوم عنصري على مواقع التواصل الاجتماعي، وتشتعل الأمور حوله مرة أخرى.
وقبل أيام قليلة، خرجت الصحافة الإنجليزية، لتؤكد على وجود أزمة داخل صفوف ليفربول، بسبب النجم السويسري، شيردان شاكيري، الذي تعاقد معه يورجن كلوب في الموسم الماضي مقابل 14.7 مليون يورو، ليكون إضافة قوية إلى هجوم «الريدز»، لكن الأمر لم يسر كما خُطّط له، حيث جلس على مقاعد البدلاء في 51 مباراة مع «الريدز» في الموسم السابق، وشارك في 30 مباراة فقط، بينها 15 مباراة بديلاً، واكتفى بتسجيل 6 أهداف بجانب صناعة 5 أخرى، وبرغم أن معدلاته تبدو أفضل نسبياً من البلجيكي الشاب، ديفوك أوريجي، إلا أن اعتماد كلوب الواضح على الأخير بديلاً أول لمثلث الهجوم «الأحمر»، أخرج شاكيري عن الهدوء، ودفعه للحديث عن شعوره بالإحباط من وضعه الحالي داخل «قلعة الريدز»، ورغبته في الحصول على فرص أكبر ودقائق لعب أكثر، مؤكداً على رفضه الاستمرار بهذه الطريقة، وهو ما ينذر بحدوث انفجار وشيك لقنبلة السويسري، إذا لم يجد المدرب الألماني حلاً جذرياً لهذا الأمر!
ويبقى ماورو إيكاردي «قنبلة شديدة الانفجار»، ينتظر اللحظة المناسبة لإحراق الأخضر واليابس داخل «قلعة الأفاعي»، بعدما اشتعلت الأزمات بينه وبين إدارة الإنتر في الموسم الماضي، التي أعلنت عن رغبتها الواضحة في إبعاد الهداف الأرجنتيني عن كتيبة «النيرآتزوري»، التي غاب عن كثير من مبارياتها في العام الماضي، بسبب تمرده وابتعاده عن التدريبات وادعاء الإصابة، وقال النجم الإيطالي السابق، لوكا توني، إن إيكاردي وزوجته، واندا، مديرة أعماله، أفسدا كل الأمور مع إدارة الإنتر، وأن احتمال رحيله إلى نابولي يُعد الحل الوحيد لنزع فتيل هذه «القنبلة الموقوتة».
وتبدو الأمور غير واضحة، في ظل التصريحات المتضاربة لإيكاردي، التي أعلن خلالها عن رغبته في ارتداء القميص رقم 7 مع الإنتر، بينما قال إنه سيكشف قريباً عن وجهته الجديدة، وكان الموسم الماضي هو الأسوأ له، بعدما سجل 17 هدفاً فقط، مقارنة بمعدلاته في 2016 و2017، ولا يبدو أن اليوفي سيكون محطة إيكاردي القادمة، لأن «البيانكونيري» لن يغامر بتصدير أزمة كبرى مع نجمه الأول حاليا، البرتغالي رونالدو، خاصة أن مشاكل الأرجنتيني باولو ديبالا لم تُحل بصورة نهائية، بعدما أثار بعض الأزمات في صفوف الفريق خلال العام الماضي أيضاً، عقب ابتعاده عن المشاركة بسبب وجود «الدون»، إذ سجل 10 أهداف فقط بقميص «السيدة العجوز»، خلال 42 مباراة في جميع البطولات.
وطلب ديبالا من إدارة يوفنتوس السماح له بالرحيل في «الميركاتو» الحالي، لكن عرض مانشستر يونايتد لم يحظّ بالقبول، ولم تتضح كواليس صفقة انتقاله إلى باريس سان جيرمان، وورد اسم برشلونة في تقارير أخرى.في إسبانيا، تبدو الأمور هادئة، بعد الانتقالات الكثيرة المُرْضية للجميع خلال «الميركاتو» الحالي، لكن هدوء إيسكو الظاهري قد يُنذر بعاصفة قريبة، تشبه التي فجّرها خلال الموسم الماضي، مع مدرب «الميرنجي» السابق، سنتياجو سولاري، عندما رفض الانصياع لأوامر البقاء على مقاعد الاحتياط.
وترددت أنباء عن رغبة إيسكو في الرحيل عن صفوف الملكي، لكن عودة زيدان نزعت فتيل تلك الأزمة مؤقتاً، انتظاراً لما سيحدث في بداية الموسم الجاري، إلا أن إيسكو شارك بديلاً خلال 15 دقيقة فقط في مواجهة سلتا فيجو الافتتاحية، وفي ظل التعاقد مع هازارد وبقاء بيل وخاميس حتى الآن في قائمة الفريق، لا يمكن توقع رد فعل إيسكو إذا استمر بديلاً في المباريات القادمة، بعد معاناة الموسم الماضي.
وبصورة مختلفة تماماً، تتصدر أزمة الفرنسي، عثمان ديمبلي، المشهد «الكتالوني»، في ظل الإصابات التي تلاحق كل لاعبي هجوم «البارسا»، وزاد الطين بلة إصابة ديمبلي وتعامله المستهتر معها، لتهاجمه الصحافة الكتالونية بشدة، ومعها كبار نجوم الفريق، ومنذ انتقال الفرنسي إلى «البارسا» مقابل 125 مليون يورو قبل عامين، لم يقدم المُنتظر منه، وطاردته الإصابات مع تقارير تشير إلى عدم التزامه، ولم يشارك سوى 66 مرة، وسجل 18 هدفاً فقط، وربما تنتهي مسيرة ديمبلي سريعاً مع «البلوجرانا»، خاصة إذا تمت صفقة انتقال نيمار، لأن البعض هناك يرى الفرنسي سلاحاً فاسداً، قد ينفجر في صدر «البارسا»، بدلاً من منافسيه !