القاهرة (الاتحاد)

رغم أن الفنان الضيف أحمد بدأ حياته الفنية في مسرح الجامعة ولقب بأستاذ مسارح الهواة، إلا أن بدايته الحقيقية كانت العام 1963 من خلال مسرحية «أنا وهو وهيّ» التي جسد خلالها شخصية «الخادم» خفيف الظل، واللافت أن الفنان فؤاد المهندس ظل يبحث طويلاً في مسارح الجامعة والهواة عن وجه جديد ليقوم بدور الخادم الذي يظهر في الفصل الثالث من المسرحية التي سيقوم ببطولتها، الى أن ساقته أقدامه ذات يوم لمشاهدة عرض مسرحي لإحدى فرق الهواة.
وكان لمسرحية «الأخوة كرامازوف» والمعروفة في مصر باسم «الاخوة الاعداء»، ولفت نظره شاب أسمر نحيف، هو الضيف أحمد، وقرر أن يشركه معه في المسرحية، وأجاد الضيف في المشهد الذي جسده ببراعة، ولا يزال الجمهور يذكر هذا الدور جيداً، والذي كان يقول فيه: أنا مين ياض؟ ثم انضم بعد ذلك لفرقة ثلاثي أضواء المسرح التي كان أسسها الفنانان جورج سيدهم وسمير غانم، وتكون التشكيل الأخير للفرقة من سمير وجورج والضيف.
وتوقف الناقد والمؤرخ الفني وسام أبو العطا عند الضيف أحمد، وقال إنه كان من الفنانين المؤمنين بفكرة الضحك والفكر، وليس من انصار الضحك للضحك فقط، أو ما يسمى كوميديا «الفارص»، حيث كان يحب أن يفكر المشاهد ثم يضحك، وأن هذا كان واضحاً في كتاباته واسكتشاته التي كانت تقدمها الفرقة، وأشار إلى أنه رغم أن معظمها كانت تبدو خفيفة، لكن كان فيها فكر واضح جداً، وأنهم كانوا منتشرين في كل حفلات أضواء المدينة والأفلام العربية والحفلات خارج مصر، إلى أن أصبح لهم مسرح خاص بهم العام 1967 وقدموا أول مسرحية لهم لاول مرة، وحملت عنوان «حواديت».
وأوضح أن الضيف لم يكن يشغله التمثيل قدر انشغاله بالاخراج، ولذلك تصدى لاخراج مسرحية عنوانها «كل واحد وله عفريت» العام 1970، وأنه كان مهتماً جداً بهذا العرض، رغم ان جورج وسمير كانا متشائمين من هذا العرض، لانه كان يتحدث عن الموت، وقالا له: لا نريد نصاً يتحدث عن الموت، لأننا فرقة كوميدية والجمهور يحضر إلينا ليضحك ويسعد، لكنه كان مصراً على رأيه، وقال لهم إنه سيجعل الناس تسخر من الموت وتضحك عليه بدلاً من أن تخاف منه.
ومن المفارقات أن يوم 6 أبريل 1970، وبعدما عادت الفرقة من الأردن بعد حضور افتتاح احد افلامهم هناك، أصر الضيف ان يذهبوا من المطار الى مسرح الهوسابير ليقوموا باجراء البروفة النهائية العامة للمسرحية، وكان المشهد الأخير من المسرحية للضيف، وهو مشهد موته، أي أنه كان يمثل مشهد الموت، وبعدما انصرفوا وذهبوا الى بيوتهم صعدت روحه الى بارئها.
وأكد أنه بعد وفاة الضيف ذكر له هذا الكلام جورج سيدهم في أحد حواراته معه العام 1990،
وذكر له أن الفرقة ارتبكت، ولم يكونوا على دراية هل سيكملون العمل أم لا؟ لكنهم اتخذوا قراراً باستكمال المسيرة، لكن بدون عنصر ثالث، واتفقوا على عرض المسرحية التي كان ينوي الضيف إخراجها بعدما حدث تعديل في النص ليلائم بطلين بدلاً من ثلاثة، وتصدى لاخراجها فؤاد المهندس الذي أصر واشترط أن لا يكتب اسمه على إعلانات المسرحية، وأن تطرح إعلاناتها باسم الضيف أحمد كمخرج، وأن هذا كان تخليداً لذكرى تلميذه النجيب الذي اصطحبه من يده وقدمه على خشبة المسرح لأول مرة.