خولة علي (دبي) - وظفت الفنانة مريم الغفلي عدستها لتحقق التوافق بين عنصرين متناقضين هما الظل والضوء، لتعكس من خلالهما تفاصيل فن العمارة التقليدية، بإبراز مفاهيم جمالية عدة، تظهر عند حجب المصدر الضوئي، مما يمثل ايقاعاً شكلياً بديعاً للمباني التاريخية، بما تحمله من مفاهيم بارزة وغائرة. وقالت الغفلي إن ذلك يعطي المرء إيحاءً بقوة الظل وكأنه ممسك بالمبنى، لأن تلك الظلال المتساقطة على الجدران والأعمدة ولدت حالة من التوازن المتماثل كلياً في تفاصيل البيت التقليدي. وتوضح الغفلي أنه عندما يسقط الظلال على جزء من المكان حتى تبرز المستويات المتباينة للسطوح الخارجية للمباني مما تنتج مجموعة كبيرة من أشكال مختلفة الارتفاعات والاتجاهات ذات قيم متباينة ومتضادة وحادة في بعض الأماكن. وأضافت: لو أمعنا النظر جيداً بطبيعة المعالجات الداخلية، لوجدنا ثلاثة مستويات، الأول منها الفتحات وهي المتمثلة في النوافذ والأبواب، والثاني أشكال غائرة داخل الجدار وبسماكات مختلفة حسب الأداء الوظيفي للفتحة، أما الثالث فيمثل معالجات لفتحات قوسية الشكل، الأمر الذي يؤدي إلى تشكيل تدرج ظلي من القاعدة الغامقة إلى الجزء العلوي الشفاف، فيمكن الانتقال البصري من الغامق الحاد إلى الشفاف المتداخل. وقال الغفلي: ظلت عدستي تبحث في أفنية البيوت القديمة التي غادرها سكانها، ليعمها الصمت والسكون، إلا من لعبة الظل والنور التي باتت تجوب أروقتها، لتمنح المكان الحركة ولتنبض بالتجدد والحياة، مشيرة إلى أن أفضل وقت لاقتناص تلك المناظر بعد منتصف النهار. وأشارت إلى أنه بالرغم من تصويرها لمختلف المواضيع، إلا أنها شغوفة وعاشقة في اقتناص لقطات من ملامح العمارة المحلية، التي نسجت علاقة متينة وثيقة من خلال تواجدها في أحضانها فترات طويلة أبحث عبر أروقتها عن الجمال الذي يحاول أن يتوارى خجلاً من عين تراقبه وتبحث عنه. وأضافت لا أخفي حبي لتصويري طيور البيئة المحلية، التي تعتبر من أصعب مجالات التصوير وتحتاج لصبر طويل والمكوث لساعات حتى تكون اللقطة سانحة لتصويرها، بالرغم من كون التجربة ممتعة حيث تعرفت على نمط حياة الطيور، إلا أن اختياري للتصوير بين الظل والضوء، أحس فيه بجمال أكثر ويعطي معنى قوياً للأعمال. وذكرت الغفلي، وجهت عدستي إلى حب هذا الوطن، رغبة في توثيق جوانب من معالمه وملامحه التراثية التي لربما غفل عنها عدسة الكثيرون نظراً لكوني أجد في ذلك مفاهيم مختلطة بمعاني الإبداع والجمال والرقي المعقودة بالبساطة والراحة التي قد تنتاب المرء، وللتعرف أيضا على حياة البيئة المحلية بما تضمه من حيوانات ونباتات. وأعربت عن أملها أن يحمل كل شاب على عاتقه مسؤولية تدوين ما تضمه هذه الأرض من ملامح وتضاريس وما يعيش عليها من حيوانات ونباتات، فهم أقدر على الوصول إلى أماكن قد لا يعرفها غيرهم.