عنوان التألق والتفرد الأنثوي
تعتبر الطبيعة بمناظرها الخلابة وألوانها الساحرة الملهم الأول الذي يستوحي منه مصممو الأزياء أفكارهم التي تتحول إلى تصاميم فنية حسية ذات طابع جمالي مميز.
وتعتبر المصممة المصرية الشابة سارا حجازي واحدة من المصممات المقبلات على الحياة بتفاؤل وأمل وحرية وانطلاق، فهي تعشق الألوان وتريد أن تدخل السرور والبهجة إلى قلب العباءة السوداء لتنعكس على المرأة التي ترتديها، وتشعر بمشاعر سارا وهي ترسم بأناملها تصاميم تعبر فيها عن حالة شعورية جميلة تعيشها مع معشوقتها الطبيعة.
الخطوة الأولى
تبدأ حجازي حديثها باستذكار بداياتها وأول قطعة صممتها بمتابعة وإتقان قبل سنوات عدة وتقول: “دخلت عالم التصميم منذ سنوات الدراسة المدرسية، حيث كنت وما زلت أهوى الرسم وأمارسه، وبالأخص رسم الأزياء حيث كنت أصمم فساتين السهرات والحفلات الخاصة بي وبأخواتي وقريباتي، وكانت أول قطعة صممتها وأشرفت على خياطتها بنفسي فستان فرحي(عرسي) الذي كان من أجمل تصاميمي، وكانت فكرته مستمدة من الطبيعة وأوراق الأشجار والفراشات”.
وتضيف “كما كنت أصمم عباءاتي بنفسي ولم تكن باللون الأسود فقط، بل كنت أدخل عليها ألواناً كثيرة مبهجة، وكل ذلك كان بتشجيع والدي ووالدتي وأخي، ومن ثم زوجي، وأعتبر أن مشاركتي بمسابقة “ميبيلين نيويورك” بتصميم عباءة من وحي الماكياج كانت دافعاً كبيراً ومحفزاً لأقدم المزيد، وأحقق انتشاراً كبيراً لما أهلتني به هذه المسابقة، من أن أكون واحدة من الخمس الاوائل على مستوى المشاركين من دول الخليج العربي”.
توضح حجازي أنها في الأساس مهندسة اتصالات وإلكترونيات، وأنها تعبر عبر دخولها عالم تصميم الأزياء عن موهبتها لا أكثر، وهي اجتهدت لصقلها عبر التحاقها بمركز دبي العالمي للفنون، وحصلت على شهادة في تصميم الأزياء منه، وأخرى من جامعة لندن للازياء أفادتها في إطلاق علامتها التجارية الخاصة بها في مجال تصميم و صناعة الازياء.
عناصر تمايز
تعود حجازي إلى 11 سنة مضت بدأتها في تصميم فساتين السهرة والأعراس لنفسها وللعائلة، ومنذ سنة واحدة قررت أن تتسع دائرة تصاميمها لتشمل العباءات التي خرجت لنطاق المجتمع الإماراتي وغيره. تبين حجازي أن مجموعتها الأخيرة لعام 2010 اشتملت على 15 عباءة، لكل منها فكرة وعنوان ولون استوحتها من وحي الطبيعة وألوان قوس قزح، والفراشة بتفاصيلها والأصداف بشكلها واللؤلؤ وما يحتويه والورود وألوان البحر وحجر الاميرالد واللون الوردي. وأنها استغرقت شهرا في تصميمها وأسبوعين في تنفيذها.
وتشرح حجازي ما يميز عباءاتها من قصات وأقمشة وتقول :”حاولت أن أبحث عن الفكرة المتفردة التي لم يسبقني إليها أحد مع الاحتفاظ برونق العباءة الخليجية، وتنوع الألوان فيها والاستعانة بالاقمشة الناعمة مثل الشيفون والحرير والدانتيل كأداة تطريز، ومن القصات التي نفذتها: قصة الفراشة التي ركزت فيها على أن أوضح في العباءة تفاصيل الفراشة أكثر من المعتاد، أضفت إليها بعضا من الكريستال والخيوط الذهبية التي رسمت بها جسم الفراشة من دون المبالغة في استخدام الكرستالات، لكي يظهر شكل الفراشة واضحاً، وقصة البدلة الرسمية، وهي تلائم المرأة العاملة، أردتها أن تكون بقصة البنطال من أسفل، مع مراعاة الحفاظ عليها فضفاضة، وقصة التيور الرسمي أيضا بفكرة البدلة نفسها، لكنها بدلاً من البنطال تنورة للمرأة التي تفضل التنورة، وهناك كذلك الوردة، وهي عباءة بسيطة بقصتها، لكنني أضفت لها على منطقة الصدر وحاشية العباءة والشيلة ورداً أحمر صنعته من قماش الشيفون، بمعنى أنني أردت أن أصنع زينة العباءة من الأقمشة نفسها، ولم أعتمد كثيراً على الكرستالات والإكسسوارات، فهناك عباءة قوس قزح التي زينتها وكسرت سوادها بوشاح طويل على صدر العباءة، يمتد إلى أسفلها، وجزء منه على الشيلة ملون بألوان قوس قزح، وعباءة أخرى وشاحها أو زينتها من قماش شيفون أزرق، استوحيته من زرقة البحر، واخترت اللون الوردي البناتي وترجمته لتطريز بالشيفون الناعم، ومن ثم رسمت عليها بيدي باللون الوردي لكي أعزز أنوثتها بالزخرفة. أضف إلى ذلك أن العباءة تقليدية في شكلها الأساسي لكنني جعلتها تحتوي على شكل الصدفة المرسوم بالكريستال والستان، والقصة من أسفل العباءه، موضحة ثنايا الصدفة، واستخدمت كذلك حزام اللؤلؤ في بعض العباءات لما يضفيه عليها من أناقة وفخامة، أما الدانتيل فقد رسمت فيه منحنيات الجبل على العباءة، مستوحية ذلك من لون الرمال الذهبية، وعباءة أخرى استخدمت فيها لون زهرة البنفسج وترجمته الى شرائط وفيونكات لإضافة الحس الانثوي إلى العباءة”.
ترد حجازي على سؤال “من هي المرأة” التي تصمم لها، بأنها كل امرأة مرهفة حساسة متألقة تعشق الغريب والجديد، وليس شرطاً أن تكون تتبع خطوط الموضة بحذافيرها، ولكنها تفضل أن تمتلك قطعة لا يمتلكها سواها.
المصدر: العين