مسرح الشباب يقدم مواهب في الموسيقى والرسم والفنون الشعبية
افتتح خالد المدفع الأمين العام المساعد للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة بدبي مساء أمس الأول في مقر مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية حفل اختتام دورة الأنشطة الصيفية للعام 2010 – “صيف الشباب غير” الذي أقامه مسرح الشباب للفنون التابع للهيئة بحضور ناجي الحاي رئيس مجلس إدارة المسرح وأعضاء مجلس الإدارة.
وبدأ الحفل بقص شريط المعرض التشكيلي لطلبة قسم الفنون التشكيلية الذي أقيم في القاعة الموازية لبوابة مسرح العويس ثم بدأ الحفل بكلمة ألقاها عبدالله صالح الأمين العام لمسرح الشباب للفنون فأشاد بهذه الدورة والقائمين عليها وبمختلف أوجهها وأنشطتها في الإخراج المسرحي والفنون الشعبية والفنون التشكيلية والموسيقى.
كما نوّه بالدور الذي لعبته وزارة الثقافة والشباب والتنمية المجتمعية والهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة على دورهما في دفع أنشطة مسرح الشباب إلى المزيد من التميز والاستمرار، وذلك في إطار ثقافي حضاري يجعل من هذا الفعل فعلاً ثقافياً مميزاً.
وُقدم خلال الحفل عدد من المقطوعات الموسيقية الشرقية وفقاً لطابع أركسترالي يجمع الآلة الموسيقية الغربية إلى الشرقية، فالتأم الكونتر باص إلى جوار العود ومن خلفهما ثلاثة عازفي كمان وإلى يمينهما عازفتا أورج.
قدمت “الفرقة” أربع مقطوعات موسيقية كان آخرها وأكثرها جمالا هي موشح “لما بدا يتغنى” حيث أبرزت هذه المعزوفة على الملأ موهبة إماراتية شابة مبشرة بموهبة حقيقية بالفعل، من حيث المقدرة على التحكم في الآلة والسيطرة إلى حد بعيد والتمكن من الأداء والعزف بإحساس وتحقيق الانسجام مع الفريق والتفرد وسط هذا كله بتقديم استهلال المقطوعة بلا نشاز بل على نحو مدروس ودراية بطبيعة المقطوعة دون أن يعني هذا الأمر أن هذه الموهبة التي تحمل اسم محمد راشد لا تحتاج إلى المزيد من المراس والتدريب وأنها ما تزال في أول الطريق.
أيضاً من المبهج حقاً، أن ترى فتى يافعاً يحاول أن يحمل الكمان على كتفه بطريقة صحيحة إلى حد ما، فهذه هي السن المثلى للعزف على هذه الآلة الموسيقية الصعبة التي تنمو الموهبة فيها من خلال التدرج في السن حيث يتقبل الجسد شيئا فشيئا شكل الآلة ووضعها الذي سوف تتخذه في علاقتها مع الجسد وبالتالي تطور قدرات العازف ومهاراته الفردية وأدواته وإحساسه بالعالم من خلال ثقافته الموسيقية وثقافته العامة التي ينبغي توفرها. أما عازفتا الأورج الشابتان فيبدو أن هذه المهارات الفردية في العزف والتي ينبغي تنميتها سوف تقودهما إلى الانتقال إلى البيانو أو إلى الموسيقى الإلكترونية.
تلى ذلك عرض لفرقة مسرح الفنون للشباب قدمت خلاله ثلاث لوحات فلكلورية هي “الليوة” و”العيالة” و”الأنديما”. وكل ما يمكن قوله هنا هو أن القائمين على العرض قد استغلوا الفضاء المسرحي ليقدموا عرضاً فلكلورياً من النوع الذي يستخدم المجاميع الكبيرة في الأداء، حيث لكل إشارة معناها الخاص وتاريخها الاجتماعي المرتبط بالمجموعة البشرية التي أنتجتها، لكن بدا واضحا أن فرقة مسرح الفنون للشباب حريصة على إنتاج أجيال من الفتية والشبان القادرين على الحفاظ على هذا التراث بوصفه جزءاً من الهوية الوطنية.
أما فيما يتعلق بمعرض الفن التشكيلي، فقد بدا من خلال الأعمال أن الهدف الأساسي من هذا النشاط هو إتقان الأساسيات في الفن، مثل العمق أو البعد الثالث وطريقة التعامل مع الألوان بأنواعها المختلفة وعلاقة النور بالظل. هذه الورشة التي أفرزت عدداً من اللوحات أكاديمية الطابع ذات ألوان تقع ضمن الدائرة الأساسية للألوان ما يعني أن إتقانها سوف يمنح أي متدرب جريء في المستقبل على ممارسة اختبارات فردية تقوده شيئا فشيئا إلى أن يشق طريقه في الطريق الطويل للفن التشكيلي.
ثم قام خالد المدفع الأمين العام المساعد للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة وناجي الحاي رئيس مجلس إدارة المسرح بتسليم الشهادات والهدايا على المشاركين.
وفي تصريح لـ”الاتحاد” قال الفنان سالم باليوحة مدير أنشطة الدورة عن الخطوة التالية التي سوف يقدمونها لهؤلاء الشبان أوضح أن الهدف الأساسي بالنسبة للمسرح هو رفد الساحة الثقافية والفنية بدماء جديدة شابة في سياق من التركيز على الهوية الوطنية، حيث إن هذا النشاط لا يقتصر على الصيف وحده بل يتجاوزه إلى طيلة أيام السنة، لكنه يتكثف في الصيف، “إنما إجرائيا، فسنأخذ متدربي القطاع التشكيلي إلى جولة في المعارض وسنحثهم دائماً على إنتاج المزيد وسنقدم ما ينتجون لعرضه في الغاليريات، وسندفع بهم إلى المشاركة في معارض جمعية الإمارات لفنون التشكيلية ودوراتها المختلفة وهي التي بدورها تتبناهم ويصيرون أعضاء جدداً ودماً جديداً يُضخّ في عروقها، وهذا ما سيحدث بشأن القطاعات الأخرى”.
وفيما يتعلق بالمسرح قال باليوحة “المسارح في الدولة مفتوحة أمامهم جميعاً لكن نحن نتبنى واحدة من المواهب ونسعى إلى تقديمها على مستوى الدولة.
المصدر: دبي