شريف عادل (واشنطن)
قلل لاري كودلو، كبير المستشارين الاقتصاديين بالبيت الأبيض، من أهمية ما اعتبره البعض صفارات إنذار في أسواق المال، مستبعداً حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة في الوقت الحالي، ومؤكداً أن الاقتصاد الأميركي في أفضل حال ممكنة.
وفي حديث إلى شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية يوم الأحد، أشار كودلو، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس المجلس الاقتصادي القومي، إلى ارتفاع مبيعات التجزئة بنسبة 0.7% في يوليو الماضي، وإلى قوة سوق العمل وإضافات الوظائف، كما بيانات إنفاق المستهلكين، وأكد أنه «لا يرى ركوداً على الإطلاق».
وتأتي تطمينات كودلو للأسواق بعد أسبوعٍ شهد خسارة أهم مؤشرات الأسهم الأميركية ما يقرب من 3 في المئة من قيمتها في يوم واحد، بعد أن شهدت أسواق سندات الخزانة الأميركية أحد أكبر انقلابات منحنى العائد عليها، كما انخفض عائد سندات الثلاثين عاماً إلى ما دون 2 في المئة، لأول مرة منذ ظهورها في السوق الأميركية، على خلفية النزاعات التجارية وعدم وضوح الرؤية في الأسواق، بالإضافة إلى تزايد التوقعات بانتقال «فيروس» العوائد المنخفضة من الأسواق الأوروبية إلى الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من رسالة الطمأنة التي بعث بها كودلو للأسواق قبل بداية الأسبوع، إلا أنه عاد وأكد أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدرس حالياً تقديم حزمة إنعاش مالي للأسواق، تشمل مزيداً من الإعفاءات الضريبية، التي سيتم تمويلها من حصيلة التعريفات الجمركية الجديدة التي ستجمعها الخزانة الأميركية.
وللمفارقة، كانت لكودلو تصريحات طمأنة مشابهة خلال الشهور الأخيرة التي سبقت الأزمة المالية العالمية في 2008، وكان يعمل وقتها بالصحافة الاقتصادية، حيث قال في ديسمبر 2007 «لن يأتي الركود الاقتصادي. المتشائمون مخطئون. لن يحدث!». ولما ذكره الإعلاميون بتلك الواقعة، اعترف بخطئه وقتها، مضيفاً «الأمر هذه المرة مختلف. لدى بنوكنا الآن كفاءة رأسمالية، ونظامنا المالي يبدو جيداً جداً».
وتأتي تطمينات مستشار ترامب في الوقت الذي يشعر فيه جيرومي باول، رئيس ببنك الاحتياطي الفيدرالي بالحيرة بين ما يتعين عليه عمله لحماية الاقتصاد الأميركي من الانزلاق إلى الركود، وفي نفس الوقت الحفاظ على استقلالية البنك من التدخلات غير المعتادة من رئيس الولايات المتحدة في السياسة النقدية.