أحمد عاطف - شعبان بلال - عبدالله أبوضيف (القاهرة)

في العاشر من يناير 2020، فوجئ أهالي مدينة عفرين السورية (وهى إحدى مدن محافظة حلب - شمال غرب سوريا) بتوافد صناديق موتى لنحو 7 من الشباب الذين ينتمون لعائلات سورية، وتم دفنهم من دون أي جنازة ومن بدون مبرر لوفاتهم أو مهمتهم خارج الحدود السورية، لكن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»- ومقره لندن بالمملكة المتحدة- علم من عائلات القتلى أن أبناءهم ينتمون لفصائل مرتزقة سورية ممن تطوعوا للقتال في ليبيا من فصائل موالية لتركيا التي عرفت بأسماء «فرقة المعتصم» و«السلطان مراد» و«لواء صقور الشمال» و«الحمزات».
قبل خمسة أيام من هذه الواقعة، أعلن الرئيس التركي رجب أردوغان في لقاء له مع محطتي «سي ان ان» و«دي» التركية، أن جنوده بدأوا بالفعل التوجه إلى ليبيا بشكل تدريجي، وأنه غير مُنزعج من الإدانات الدولية لما يفعله، وكانت تلك الإشارة بمثابة نقل حلفاء تركيا للقتال بالوكالة عنها إلى جانب حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج في محاولة منه لإنقاذ حلفائه الذي وقع معهم اتفاقيتين إحداهما حول التعاون الأمني وأخرى في المجال البحري الذي بموجبه سيقدم الدعم العسكري لهم في القتال الدائر في مواجهة الجيش الوطني الليبي – حسبما قال خبراء أمن ومصادر مطلعة على الأحداث في مصر وليبيا والولايات المتحدة الأميركية لـ«الاتحاد».
وقَدرت تقارير دولية - من بينها المرصد السوري لحقوق الإنسان - أعداد المرتزقة الموالين لحكومة الوفاق وتركيا بأكثر من 2600 مقاتل مرتزق، في حين وصل عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1700 مجند، وسط استمرار عمليات التجنيد بشكل كبير سواء في عفرين أو مناطق «درع الفرات»، بحسب تلك التقارير الأجنبية والعربية.
«الاتحاد» تتبعت مسارات تهريب ودخول المرتزقة إلى الداخل الليبي ومن ثم المشاركة في القتال، ومن يمولهم وأماكن تمركزاتهم وأبرز الأسلحة الموجودة بحوزتهم، ومحاولات إضفاء الشرعية لوجودهم في ليبيا وذلك في محاولة لفهم ما يحدث على الأرض، إضافة إلى حقيقة التهديدات بشأن عودة الإرهابيين إلى أوروبا وتهديد استقرار المنطقة وأوروبا، وذلك بالتحدث لمصادر وثيقة الصلة بالأحداث في الداخل الليبي والتركي والدول الأجنبية التي تحاول السيطرة على وقف إطلاق النار ووضع حل سياسي، الذي يشترط الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر ومعه القبائل العربية هناك بتفكيك ونزع السلاح من المرتزقة بتلك الميلشيات المسلحة أولاً والخروج من الأراضي الليبية كخطوة أولى لبدء المفاوضات.

الحدود المفتوحة
يقول رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مسارات نقل هؤلاء المرتزقة غير معروفة بصورة دقيقة لكن الحدود مفتوحة بين سوريا وتركيا، موضحاً في الوقت نفسه أن ما يمكن تأكيده في هذا المجال أن ما يصل إلى 30 من المرتزقة قتلوا وتم إعادتهم إلى سوريا وهم من فصائل «لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات» وهي فصائل موالية لتركيا، التي قد وعدت ذويهم بتعويض مالي كبير لمدة عامين، بالإضافة إلى مغريات أخرى.
وأوضح مدير المرصد السوري لـ«الاتحاد» أن تركيا تمنح هؤلاء المرتزقة جوازات سفر تركية، بالإضافة إلى المغريات والراتب الشهري الذي يزيد على 2500 دولار، مشدداً على أن عمليات تجنيد المرتزقة تعتبر جريمة وفقاً للاتفاقية الدولية لمناهضة تجنيد المرتزقة واستخدامهم وتمويلهم وتدريبهم التي صدرت عن الأمم المتحدة قبل نحو 30 عاماً، لافتاً إلى أن معلومات مؤكدة لدى المرصد تشير إلى أن القوات التركية تعمل على تسوية أوضاع السجناء ضمن المناطق التي سيطرت عليها مؤخراً في شرق الفرات، ومنهم سجناء متهمون بالتعامل مع النظام السوري أو التعامل سابقاً مع تنظيم «داعش» الإرهابي استعداداً لنقلهم إلى ليبيا.
وأضاف أن عدداً كبيراً من المرتزقة السوريين ينتمون إلى فصيل «فيلق الشام» وغالبيتهم من مهجري مدينة حمص، كما أنه يجري التجهيز لنقل 300 مقاتل آخر من الفصيل.
وتبلغ مساحة ليبيا نحو 700 ألف كيلومتر مربع وكان يقطنها نحو 5.8 مليون نسمة، منهم 1.5 مليون من الأجانب (غير الليبيين)، 97% من المسلمين، بحسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني في دراسة له عام 2013.
ووفقاً لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني، فإنه لم يكن للدولة الليبية دستور قبل ثورة 2011، لذا لم تكن هناك أحكام وقوانين واضحة تحدد العلاقات بين الدين والمجتمع أو الدين والدولة. ومع ذلك، تم توفير قدر من الإرشاد في «الوثيقة الخضراء الكبرى لحقوق الإنسان» التي اعتمدت عام 1988. ووفقاً للميثاق، تعاملت الحكومة مع أغلب الأقليات الدينية بتسامح، لكنها عارضت بشدة كافة أشكال الأصولية المتطرفة.

نقل المرتزقة
من جهته كشف محمد الزبيدي، المحلل السياسي الليبي، أن شركة أمنية تركية هي شركة «سادات» هي المسؤولة عن عمليات نقل ما يمكن أن يوصف بـ «المجاميع الإرهابية» المرتزقة إلى داخل ليبيا للقتال في صفوف ميليشيات الوفاق لافتاً إلى أنها تولت عملية نقل دفعات المرتزقة من جماعات «أحرار الشام، أو زنكي أو مراد» وهي فصائل تم اختيارها بناء على انتماءها للعرق التركماني.
وأوضح الزبيدي لـ «الاتحاد» أن المسارات كانت عن طريق شمال سوريا إلى غازي عنتاب ثم إلى إسطنبول ثم شركة الخطوط الجوية الأفريقية التي تقوم بنقلهم إلى ليبيا، مشيراً إلى أن قيادة شركة الخطوط الجوية الأفريقية تنتمي لجماعة «الإخوان» الإرهابية. وأضاف أن هناك أيضاً شركة «الأجنحة» وهي شركة طيران ليبية يقع مقرها الرئيسي في مطار معيتيقة الدولي بطرابلس ويمتلكها عبد الحكيم بلحاج القيادي في تنظيم القاعدة الإرهابي حيث تقوم هذه الشركة أيضاً بنقل المجموعات الإرهابية إلى ليبيا.
وقسم الزبيدي قيادات المجاميع الإرهابية إلى 3 محاور، أولها مجموعة في وادي الربيع تتبع المفتي المعزول من مجلس النواب الصادق الغرياني وأحد رموز جماعة الإخوان الإرهابية.
وأضاف أن المحور الثاني هو محور صلاح الدين، لكنه أقل من وادي الربيع، بينما كان العدد الأكبر في العزيزية تتبع قيادة أسامة الجُويلي أحد قادة التشكيلات المسلحة الليبية،، لافتاً إلى أن الجويلي استعان في السابق بمقاتلين من تشاد، ويتم تغذيته الآن بالمرتزقة السوريين.
من جانبه أكد إبراهيم كاريجن، المحلل السياسي التركي، أن أردوغان يلجأ إلى طريقتين رئيسيتين لنقل المرتزقة إلى الداخل الليبي، لافتاً إلى أن أهم هذه الطرق هي من خلال الدول الأفريقية المجاورة لليبيا، موضحاً أنه بعد نقل المرتزقة من شمال سوريا إلى داخل الحدود التركية، يتم نقلهم إلى الدول الإفريقية المتاخمة للحدود الليبية ومن هناك يتم تسللهم إلى الداخل الليبي باستغلال الحدود المترامية والصحراء الكبرى التي تسهل بشكل كبير من عملية التسلل المرتزقة.
وأضاف أن الطريقة الثانية تتمثل في عمليات النقل الجوي والبحري، وهنا تستخدم تركيا ناقلات التجارة العادية التي تسهم وبصورة تتنافى مع القانون الدولي في إدخال المجموعات الإرهابية إلى الداخل الليبي والانضمام إلى الميليشيات المسلحة التي تقاتل قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر.
وأشار كاريجن في تصريحاته لـ«الاتحاد» إلى أن النقل الجوي هو الآخر طريقة في غاية الأهمية، خاصة أن تركيا تحاول بين الحين والآخر تنفيذ عملية إنزال جوي، وعلى الرغم من الإعلان الرسمي عن كون عدد الجنود الذين تم إرسالهم 35 جندياً فقط، إلا أن هناك إعلانات رسمية من دول حول ليبيا برفض عمليات إنزال وعلى رأسها تونس، لكن آخرين لم يتحدثوا، ومن ثم يبقى اعترافا واضحاً بأن هناك عمليات إنزال تمت وأخرى لم تتم لتابعين للجيش التركي، ومنهم المرتزقة الذين جاؤوا من سوريا تحديداً، ومن ثم تم التأكد من عدة جهات أن هناك أجانب تسوقهم تركيا إلى داخل ليبيا.

تهديد أوروبا
يرى مراقبون أن ما يحدث في ليبيا وعمليات نقل المرتزقة والإرهابيين إلى هذا البلد لا ينفصل عن تهديدات أردوغان بإطلاق ما وصف بـ «الذئاب المنفردة» المنبثقين من تنظيم داعش الإرهابي على دول أوروبا، وإعادة المقاتلين الإرهابيين إلى دولهم، معتبرين أن التهديد التركي وسيلة لأردوغان يستخدمها سواء في ملف اللاجئين أو الإرهابيين، وسيستمر بهذه الطريقة في السطو على مقدرات الغير ومخالفة القوانين الدولية والأممية، على اعتبار أنه مسيطر على هذين الملفين الأكثر رعباً لدول القارة الأوروبية.
واعتبر حميد بالجي، المحلل السياسي والناشط التركي، أن تهديدات الرئيس رجب طيب أردوغان لأوروبا بعودة مقاتلي تنظيم داعش مرة أخرى، هو إثبات واضح إنهم دمية في يده وإنه المحرك الرئيس للتنظيم خلال الفترة الأخيرة، مشيراً في هذا الصدد إلى استغلال أنقرة لعناصر موالية للجيش التركي للحرب في ليبيا ضد الجيش الوطني ومساعدة الميليشيات المسيطرة على طرابلس منذ فترة كبيرة، مشيراً إلى أن تهديد أردوغان لأوروبا ليس الأول وإنما سبقه تهديد آخر بعودة اللاجئين. وأضاف بالجي أن أردوغان يحاول في كل مرة أن يوضح لأوروبا تحديدا أنه مسيطر على كافة الأمور التي يخافون منها سوى الإرهاب أو ملف اللاجئين والذي تسبب بأزمة كبرى في الأوساط الأوروبية، لكن في الوقت نفسه يسمح لنفسه بالاعتداء عليهم واحتلال جزء من الأراضي السورية، وهذه المرة في ليبيا عبر إرساله هذه الميليشيات والإرهابيين للحرب.

حقل تجارب للسلاح التركي
على صعيد آخر، يؤكد مايكل روبرت، الباحث بمعهد إنتربرايز الأميركي للأبحاث السياسية العامة، أن تركيا تحاول من خلال حربها الحالية في ليبيا، تجربة صناعتها العسكرية، خاصة الطائرات المُسيرة التي تعد المشارك الأكبر من قبل تركيا في ليبيا ضد الجيش الوطني الليبي، وقال «هذه الطائرات تعمل تركيا من خلال الحرب على تجربتها عشرات المرات للتأكد من صلاحيتها لاعتبارها من أهم الأسلحة التي يمكن أن يتم تصديرها للعالم، وتروج أنها أثبتت فاعليتها داخل ليبيا».
وأضاف روبن لـ«الاتحاد» أن هذه السياسات تعبر عن حقيقة نوايا النظام التركي الذي يدرك أن ما يقوم به في ليبيا سيسبب مزيداً من الفوضى والخراب داخل ليبيا، بالإضافة إلى احتمال تسرب المرتزقة والإرهابيين الذين تم نقلهم لليبيا إلى مصر والسودان والدول المجاورة، ومن ثم أزمة كبرى للجميع، مشدداً على ضرورة مجابهة دولية لكل هذه المخططات التي لن تفيد سوى تركيا فقط.
واتفق سمير غطاس، رئيس منتدي الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، مع ما أكد عليه روبرت، مشيراً إلى أن أردوغان صرح رسميا بأنه سيرسل بعثات من الضباط والمتخصصين لإقامة غرفة قيادة عمليات في ليبيا، لكنهم ليسوا من الجيش التركي، وهو ما يؤكد استعانة أردوغان بعناصر مرتزقة من سوريا. ولفت إلى أن أكثر من ألفي عنصر من المرتزقة تم نقلهم من جيش سوريا وجماعات موالية لتركيا في سوريا وكذلك عناصر داعشية نجحت في الهروب من السجون خلال الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن مسارات نقلهم عبر الطائرات والبحر أيضاً، لافتاً إلى أن الطريق مفتوح من شمال سوريا إلى مصراته وطرابلس عبر تركيا.
وقال غطاس إن أردوغان أرسل في شهر مايو الماضي العديد من المدرعات ضبط بعضها في سرت وطائرات من دون طيار وأسلحة أخرى على دفعتين، موضحاً وجود وفرة من الأسلحة سواء من تركيا والدول التي تلعب دوراً في ليبيا وكذلك من الأسلحة التي تم الحصول عليها من مخازن الجيش الليبي نفسه، مشدداً على أن أردوغان يستعد لتفعيل غرفة عمليات ومشاركة هذه القوات في عملياته داخل ليبيا، موضحاً أن المشكلة الوحيدة هي عدم وجود أسلحة مضادة للطيران لدى فايز السراج، خاصة في ظل امتلاك حفتر لطائرات مقاتلة ويتم استخدامها في ضرب أهداف لفايز السراج في طرابس.

أصول المرتزقة
من جهته، قال نواف خليل، مدير المركز الكردي للدراسات بسوريا، إن هؤلاء المرتزقة تم تجنيدهم في مدينة عفرين ثم ينتقلون إلى الحدود الرسمية التركية، ومن ثم يتوجهون من خلال المطارات التركية ومن ثم إلى ليبيا، وهذه معلومات أصبحت متاحة لجميع السوريين، لافتاً إلى أن هذه المعلومات كان يتم إنكارها سابقاً لكن الآن ترد أسماء القتلى من ليبيا، مشيراً إلى أن هؤلاء المرتزقة ليس لهم علاقة بالثورة أو القيم أو الديمقراطية لكنهم انضموا لهذا الحراك الثوري الذي بدأ في 2011 كمرتزقة وسيرتهم معروفة للجميع، لافتاً إلى أن انتقالهم إلى ليبيا هي فرصة بالنسبة لهم، فهناك أموال ومرتبات أكبر بالنسبة لهم، لافتاً إلى أن هؤلاء المرتزقة ليس لهم علاقة بالداخل الليبي فلا أحد منهم سمع بمصراته أو غيرها، ولكن ما يعرفونه هو أن هناك نظاماً جديداً وصراعاً بين طرفين.
وشدد مدير المركز الكردي لـ «الاتحاد» على أن هؤلاء المرتزقة لا يسألون لماذا نذهب؟، لكن ما يهمهم هو ما الذي يحصلون عليه من أموال وماذا سيستفيدوا؟، لافتاً إلى أن الخطر من هؤلاء المرتزقة من فصائل «لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات»، وإذا لم يتم التوصل لإيجاد تسوية واستمر الطرف التركي بإرسال أسلحة سيشكلون خطراً على الداخل المصري، موضحاً أن استمرار الأوضاع في ليبيا بهذا الشكل وعدم ردع الجماعات الموالية لأردوغان في ليبيا سيكون هناك تحد أكبر وخطوة تركية لإرسال مزيد من المرتزقة.
واتفق المحلل السياسي السوري إبراهيم كابان، مع ما قاله مدير المركز الكردي للدراسات بسوريا نواف خليل، بأن المجموعات المسلحة السورية التي انتقلت إلى ليبيا، جميعها تنتمي إلى الاستخبارات التركية، خاصة في مناطق الشمال السوري التي تسمى بفرق «الحمزات والسلطان مراد، والمجموعات المتطرفة كالقاعدة في إدلب وحركة أحرار الشام التي تسطير على معظم المعارضة السورية في الشمال السوري بمعرفة فرقة السلطات مراد التركمانية».

أنقرة وإنقاذ التنظيمات الإرهابية
ووصف تورغوت أوغلو، الباحث السياسي التركي، قرار تركيا من الأساس بالتدخل العسكري في ليبيا، بأنه فرصة واضحة لإفساح المجال للتنظيمات الإرهابية الصغيرة والكبيرة مثل تنظيم داعش للعمل بشكل أكبر داخل ليبيا والمعروف كونها المعقل الأخير لهذه الجماعات المسلحة، بعد تمكن قوات سوريا الديمقراطية من اجتثاث جذورها في سوريا، لكن بنظرة موسعة نجد أن التدخلات العسكرية التي قرر تنفيذها أردوغان في سوريا وليبيا أدت إلى عودة هذه الجماعات بشكل مشرعن للعمل إلى جانب الجيش التركي، بينما تقوم بتنفيذ عمليات القتل والأسر والتنكيل المخالف للقانون. وأضاف أوغلو لـ «الاتحاد» أن رفض العديد من الدول المجاورة لليبيا بشأن السماح بعمليات إنزال عسكري يريدها أردوغان، يوضح حجم ما يريد أردوغان نقله إلى ليبيا وجعلها تستمر في حالة مضطربة سياسياً وعسكرياً وجعلها مصدراً للإرهاب.

سوريون تتبادلهم التنظيمات
في النهاية وبحسب مصدر أممي تحدث لـ «الاتحاد» فإن السوريين التي تلاعبت بهم الأقدار صاروا رهائن تتبادلها التنظيمات الإرهابية باعتبارهم أدوات قتل بعد أن تركوا مزارعهم ومصانعهم وقراهم نهباً لرياح الشر التي كان أردوغان ومن خلفه أجهزة مخابرات عديدة تنظم اتجاهاتها وتهبها أقنعة تضفي عليها نوعاً من الاستقلالية.

قنبلة أمنية
شكلت ليبيا قنبلة أمنية لكل جيرانها، في أعقاب سقوط نظام القذافي – وفقاً لتقدير معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني - حيث تفسخت الدولة الليبية وأصبحت تمثل تهديداً أمنياً حاداً لجيرانها بما فيهم مصر، كما اتخذت بعض الجماعات الإرهابية الصحاري الليبية الوعرة كقاعدة لشن هجمات ضد الدول المجاورة مثل مصر وتونس. وأدى طول الشواطئ الليبية على البحر المتوسط والممتدة لـ 1850 كم إلى اندفاع موجات غير مسبوقة من الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وفي 12 سبتمبر 2012، استيقظ العالم على الأخبار المأساوية المتعلقة باغتيال السفير الأميركي لدى ليبيا كريستوفر ستيفنز في القنصلية الأميركية في بنغازي.
وعلى الرغم من الموقف اللاحق للولايات المتحدة المتمثل في سياسة الحياد السلبي، إلا أن الدبلوماسية الأميركية قد شهدت نشاطًا ملحوظا خلال الأشهر الأخيرة الماضية لصالح وقف إطلاق النار في المنطقة الغربية.

تاريخ «الإخوان» في ليبيا
كان أول ظهور للجماعات الأصولية السياسية في ليبيا عبر جماعة «الإخوان» عام 1949، حيث أسس رجل دين مصري وآخرون فرع الجماعة في ليبيا، ومنحهم الملك الليبي السابق إدريس ملاذاً آمناً بعد هروبهم من الاضطهاد السياسي في مصر، وسمح لهم الملك درجة نسبية من الحرية لنشر فكرهم.
لم يمر وقت قصير حتى جذبت الحركة عدداً من المواليين المحليين، كما حصلت الحركة على زخمها عبر المدرسين المصريين الذين كانوا يعملون في ليبيا، غير أن القذافي اتخذ موقفاً أقل مرونة معتبراً الإخوان مصدراً محتملاً للمعارضة، ثم اعتقلهم وحل الجماعة.
عملت الحركة بسرية في مجموعات من الخلايا النشطة المترابطة في جميع أنحاء البلاد، وحظيت بالكثير من التأييد الشعبي من خلال القيام بأعمال خيرية والعمل على رعاية أعضائها، وفي عام 1999 عادت الجماعة إلى الساحة من خلال الحوار مع نظام القذافي وساعد سيف الإسلام، نجل القذافي في دفع العملية إلى الأمام.

القبائل الليبية تستعد لقتال المرتزقة
أكد عياد علي الذرعاني، أحد مشايخ قبيلة العرفي بمدينة المرج الليبية، أن أعيان ومشايخ القبائل العربية الليبية ضد أي تدخل مباشر أو غير مباشر من قبل تركيا الحالمة لرجوع الخلافة العثمانية، مشيراً إلى أن أبناء هذه القبائل المدنيين قد تقدموا للالتحاق بصفوف الجيش الوطني الليبي.
وأضاف الذرعاني لـ «الاتحاد» أن الجهاد في ليبيا فترة الاحتلال الإيطالي كان مرتكزاً بشكل أساسي على القبائل وشكلت الكتائب والسرايا من تلك القبائل بل وكانت تحمل كل كتيبة اسم قبيلة تحت قيادة موحدة عامة.
وأشار إلى أن قبيلة العرفي هي قبيلة رئيس أركان القوات المسلحة العربية الليبية الفريق عبدالرازق الناظوري العرفي، مؤكداً قدرة الجيش الليبي بدعم من القبائل الليبية هي من ستردع الأتراك والطامعين.