عبدالله بوشامس: هدفنا تحقيق ما يليق بمكانة أبوظبي الثقافية
يستعد المسرحي الإماراتي عبدالله بوشامس عضو مجلس إدارة مسرح بني ياس وأحد اعضاء فرقتها المسرحية، مستقبلاً لتقديم عمل مسرحي جديد ضمن كادر مسرح بني ياس، وسيتم تقديمه في شهر مارس المقبل. وترشح أن يكون النص المسرحي المقترح الذي يتم كتابته الآن بمشاركة كاتب متميز له مساهمات فاعلة في مجال المسرح الإماراتي متمتعا بميزات المشاركة الفاعلة في صياغة الفكرة الجديدة، حيث تميزت تجارب مسرح بني ياس بالخصوصية في تناول العوالم وتركيبها، وبالإضافة الى أنهم استطاعوا أن يقدموا بصمة واضحة في التأليف والإخراج والتمثيل.
يرى عبدالله بوشامس أن هناك مجموعة من الاحتمالات المقترحة في طرح الموضوعات التي ستقدم في هذا النص الجديد الذي يؤكد أهميته كونه نصاً مختلفاً من حيث البنية الشكلية في الاخراج والبنية الموضوعاتية في التأليف.
وأهم ما اقترحه بوشامس هو المعالجات الاجتماعية وخصوصاً موضوعة التفكك الأسري بمفهومها العام، بما يعني ان اي مجتمع في عالمنا اليوم يحفل بعدد من المتغيرات البنيوية التي تحتاج الى تسليط الضوء عليها وقراءتها وتفكيكها وتحليل اهدافها ومضامينها، ومن الافضل ان تقدم من أجل معالجتها عبر الوسائط الفنية التي من أساليبها المسرح باعتباره طريق الخطاب الاكثر وعيا والاقرب حميمية للناس، بينما يقترح المشارك الآخر في كتابة النص الجديد لمسرح بني ياس أن يتناول جانباً مهماً من تشكلات أو المعضلات التي تواجهها البنية الاجتماعية.
ويشير بوشامس الى أن هناك عدداً من المعوقات التي تقف امام تسارع حركة المسرح الإماراتي وبخاصة في أبوظبي ومنها ـ بحسب قوله ـ عدم وجود جهات ثقافية تتبنى ما يقدمه المسرحيون من أعمال مهمة، بل تعد كبيرة بالقياس والموازاة بما يغطي تكاليف المنتج الإبداعي المسرحي الذي يراد تقديمه.
ويقول بوشامس: إن تكاليف الإنتاج لأي عمل مسرحي يفوق ما يقدم لتغطية ميزانية العمل المقترح، وتلك معضلة تواجهها بتقديري جميع الفرق التي تشتغل في هذا الميدان الإبداعي المهم.
المكنونات الإبداعية
ويؤكد عبد الله بوشامس أيضاً أن الكادر المسرحي المهيأ لإنتاج نص لابد ان يقوم بالتدريب عليه لا يجد المكان الملائم لتأدية هذه التدريبات.
ويعلق بوشامس: ولنفترض أن هذا المكان تم الحصول عليه مؤقتاً، فإننا مضطرون أن ندفع الكثير كي نستأجره في فترة الاشتغال بتماريننا المسرحية، فما بالنا لو افترضنا أن المسرحية لا تقدم بشكلها النهائي إلا بعد جهود ما يقرب من شهرين الى ثلاثة أشهر في التدريب المستمر، وهذا يعني أن نصف الميزانية المقترحة لإنجاز العمل المسرحي تذهب وبسهولة تامة الى أجور قاعة التدريب.
وأضاف بوشامس: إن أبوظبي العاصمة الحبيبة تحفل بالكثير من الفنانين المبدعين في ميدان المسرح، كتابة وإخراجاً وتمثيلاً، وإنها تمتلك أيضاً جميع مقومات المسرح أو اشتراطاته، وأقصد الديكور والإضاءة والمؤثرات الصوتية والتوزيع الموسيقي في مسارحها، إلا أن المسرح في أبوظبي يحتاج الى التفاتة تعيد له نشاطه وحيويته في إظهار كل هذه المكنونات الإبداعية، وهذا لا يتأتى إلا بمشاركة واهتمام المؤسسات الثقافية في أبوظبي التي يبدو أن الكثير منها قد أدار وجهه عن المسرح.
ونوه بوشامس الى أن غاية المسرحيين في أبوظبي أن يقدموا ما يليق بالمنجزات الثقافية المتحقق في العاصمة، حيث الاهتمام الرائع بالتشكيل والفنون الأدائية والمتاحف الرائعة والنهضة اللافتة في ميدان السينما المحلية والانفتاح على الثقافات العربية والعالمية والتي تحتاج بالضرورة الى نهضة مسرحية محلية تكمل هذا المشروع الثقافي الوطني والعالمي الرائد على مستوى الخليج والعالم العربي، بل والعالم.
الطاقات الشبابية
ويقول: وبالرغم من هذه المعوقات إلا أن المسرحيين في أبوظبي لن يتوقفوا عن إنجاز أعمال رائعة، يدفعهم عشقهم لعاصمتهم وروائعها الثقافية الى تقديم الكثير إذ سبق وأن أنجزنا المهم من الأعمال في مساهماتنا في المهرجانات المحلية، وما هذا إلا دليل قوي على ما نطمح له ونسعى للوصول اليه تكريسا لسمعة ابوظبي الرائعة عالميا في مختلف الميادين والتي تحصلت عليها بفضل جهود قيادتها الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، واهتمام الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة، حيث ساهمنا خلال الثلاث سنوات الأولى من تكوين مسرح بني ياس في انجاز 5 مسرحيات، 3 منها للكبار ومسرحيتان للأطفال وهي مسرحية “موسيقى صفراء” و”الفرن” و”مريحانه” للكبار و”شلهوب والحاسوب “ و”مملكة النحل” للأطفال، وأعتقد أن هذه المسرحيات كان لها الأثر الكبير في تحريك عجلة المسرح في أبوظبي بالرغم ان مسرح بني ياس مسرح وليد، لكنه جمع كل الطاقات الشبابية لتكوينه والنهوض به ليصبح الرافد الموضوعي ضمن اطار النهضة المسرحية الجديدة التي تستكمل تاريخ المسرح في ابوظبي باعتباره مسرحا حافلا باسماء وتاريخ مهم وعطاء خلاق يمتد لسنوات طويلة، تمازجت فيه الثقافة المحلية بمختلف تمظهراتها وفنونها عبرت عن ثقافة مجتمع له تاريخه الممتد عميقا وله موروثه المتشكل في الجذور.
وأشار بوشامس الى أن مسرح بني ياس الذي يعمل فيه عضواً في مجلس إدارته وممثلاً رئيسياً في كادره المسرحي استطاع أن يبرهن على أن أهم إنجاز تحقق لهذا المسرح هو حصوله على 5 جوائز خلال مشاركته في مهرجان مسرح الطفل في الإمارات من خلال مسرحيتين فقط وهما” شلهوب والحاسوب “ و”مملكة النحل” .
وأضاف: كما تكلل ترشيح العمل المسرحي “شلهوب والحاسوب” من تأليف وإخراج فيصل الدرمكي لمهرجان عمان المسرحي الدولي عام 2008 باهتمام كبير حظيت به المسرحية وباستقبال رائع دلل على اهمية منجزنا الابداعي، وهذا بمجمله يؤشر المدى البعيد الذي يطمح له مسرح بني ياس في ابوظبي.
وسبق لعبدالله بوشامس أن ساهم في تمثيل أكثر من 20 مسرحية قدمت على مسارح الدولة ومن أهمها “شمشون الجبار” و”علي جناح التبريزي” و”أخبار سمنهرور” و”الفرن” وغيرها المتميز في ثقافة الإمارات المسرحية.