أبوظبي (الاتحاد)

أصدر مشروع «كلمة» للترجمة في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، الترجمة العربية لكتاب «الخلايا الجذعية» لمؤلفه البروفيسور جوناثان سلاك المدير الأسبق لمعهد الخلايا الجذعية بجامعة مينيسوتا بالولايات المتحدة الأميركية، وقد نقله إلى اللغة العربية الكاتب والمترجم العماني حمد الغيثي.
ويأتي كتاب «الخلايا الجذعية»، الصادر في أصله الإنجليزي عن مطبعة جامعة أكسفورد ضمن سلسلة «مقدمات موجزة» التي باعت أكثر من خمسة ملايين نسخة حول العالم، ليسدّ شحّ المعلومات عن الخلايا الجذعية التي تتناول وسائل الإعلام أخبار الاكتشافات العلمية المتعلقة بها، والعلاجات الجديدة القائمة عليها، بينما تقوم بعض العيادات والشركات الخاصة بتضليل العامة بتقديم علاجات زائفة لأمراض عديدة، حيث يقدّم الكتاب صورة واضحة عن تاريخ الخلايا الجذعية، وعن التحديات العلمية والسياسية والأخلاقية التي تواجه تطوير الأبحاث والعلاجات الجديدة القائمة على هذا الحقل، بأسلوب سهل، ويشرح للقارئ غير المتخصص ماهية الخلايا الجذعية، مفرقاً بين أنواعها، وكيف يستخدمها العلماء في أبحاث الأمراض وفي أبحاث فهم نمو الحيوانات، كما يشرح العلاجات التي تقدمها الخلايا الجذعية اليوم، وما الذي يمكن استحداثه في المستقبل. ويفرق الكتاب ما بين علاجات الخلايا الجذعية الحقيقية والطموحة والزائفة، شارحاً الجانب العلمي للموضوع، مع تقييم موضوعي لعلاجات الخلايا الجذعية السريرية. وبعد الانتهاء من القراءة سيتمكن القارئ من التفريق ما بين الحقيقة والخيال فيما يسمعه في وسائل الإعلام عن الخلايا الجذعية، وفي إعلانات المستشفيات والعلاجات الخاصة التي تعدُ بعلاج حاسم لأمراض خطيرة. ويوجّه الكاتب نقده الشديد إلى هذه الفئة قائلاً: «ولا غرو أن تسود التوقعات المتضخمة، ما دمنا نعيش في عالمٍ يمكن فيه جني المال بإطلاق الوعود وخلب الألباب، وأي وعدٍ بعلاج جديد للأمراض الخطيرة والمزمنة، لابد وأن يجتذب آذاناً مصغية».
قد يجد القارئ نفسه محاطاً بعدد كبير من المصطلحات العلمية غير المألوفة، ولكن الكتاب يحتوي في آخره على معجم شارح للمصطلحات العلمية والتقنية الواردة فيه، ويجعل ذلك مادة الكتاب أكثر سلاسة وأسهل للاستيعاب. كما يجمع الكتاب أيضاً بين الحقائق والتحليل والتقييم، ويقدّم أفكاراً جديدة بحماس كبير، حيث يعرض الأمر بتحدياته وحلوله، مما يضفي على الكتاب طابعاً مثيراً.