الصحة تطلق مشروع المسح الوطني لتقييم اضطرابات نقص اليود بين الطلاب
أطلقت وزارة الصحة بداية الأسبوع الماضي وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية و المجلس العالمي لمكافحة عوز اليود مشروع المسح الوطني لتقييم اضطرابات عوز اليود بين طلاب المدارس·
لم تكن حصة سالم عبدالله، أم سالم، ربة المنزل في الشارقة تدرك ضرورة الانتباه لنوعية ملح الطعام الذي تستخدمه في طهي الطعام وضرورة احتوئه على نسب من اليود تساعد أطفالها على النمو بصورة طبيعية وتساعد أجسامهم على القيام بوظائفها بشكل سليم، لكنها أصبحت تنتبه لذلك، بعد أن شاركت في الحملة·
وأضافت أم سالم، التي تقطن في منطقة القاسمية في الشارقة، أنها حصلت على شهادة الثانوية العامة، ولديها أربعة أبناء أعمارهم تتراوح بين ثلاث وعشر سنوات، مضيفة أنها لم تكن تعي الدور المهم لوجود عنصر اليود في بناء أجسامهم كونه يعتبر من العناصر الأساسية واللازمة للقيام بالوظائف الفيزيولوجية المختلفة داخل جسم الإنسان، وكعنصر ضروري للنشوء والنمو والتطور، وأن نقصه يؤثر بشكل كبير على نسبة الذكاء ومدى التحصيل العلمي لطلبة المدارس، وعليه بدأت تنتبه لضرورة وجود عنصر اليود بالنسب المصرح بها في ملح الطعام عند شرائه من المحال التجارية·
وأوضحت أن هناك ممرضات قامت بزيارتها من قبل اللجنة الوطنية لتقييم اضطراب عوز اليود وأجرين فحصاً على أطفالها ووجهنها بضرورة وجود نسب أكبر من عنصر اليود المستخدمة في نوعية ملح الطعام لديها بصورة أكبر مما هي عليه الآن، مشيرة إلى أنه بناء لذلك ستتبع تلك التعليمات خلال الفترة المقبلة لتحقيق حياة صحية أفضل لأبنائها·
من جهته، أكد الدكتور محمود فكري المدير التنفيذي لشؤون السياسيات الصحية في وزارة الصحة، أن الوزارة تهدف من المسح إلى تحقيق استراتيجيتها في الكشف عن الأمراض وإيجاد العلاجات لها قبل حدوثها، بالإضافة إلى الخروج بالتوصيات التي تدعو إلى وضع القوانين الصحية المناسبة، والعمل على أن تكون الإمارات مركزاً إقليمياً لإعداد المسوحات والدراسات المتنوعة ومختبراً مرجعياً لإجراء الفحوصات المختلفة والمعتمدة عالمياً·
وأضاف فكري أن المسح، الذي تنظمه ''الصحة'' بالتعاون مع المجلس العالمي لمكافحة عوز اليود ومنظمة الصحة العالمية، انطلق الأسبوع الماضي من مدرسة صهيب للتعلم الأساسي في الشارقة لينتقل بعدها إلى الإمارات الأخرى·
وأشار إلى أن عينة البحث التي تم اختيارها بلغت 1200 طالب من 38 مدرسة من مدارس الدولة، على أن يمثل كل طالب أسرته وبالتالي يتم الحصول على النتائج الدقيقة التي تقود إلى التعرف على مدى استهلاك الفرد من اليود ومقارنتها بالنسبة الموصي بها عالمياً·
وأوضح فكري أنه في نهاية المسح سيتم إجراء عمليات التحليل للبيانات وإعداد الإحصائيات الدقيقة التي يمكن من خلالها الإعلان عن الإمارات كأول دولة في إقليم المتوسط خالية من اضطرابات عوز اليود، بالإضافة إلى الخروج بالتوصية بضرورة تزويد ملح الطعام بمادة اليود لضمان وصوله إلى جميع شرائح المجتمع·
ولفت إلى أن وزارة الصحة ستقوم، وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية على تشييد مختبر مرجعي لفحص العينات المطلوبة بدلاً من إرسالها إلى مختبرات خارجية، خلال الفترة المقبلة، مشدداً على أن المسح يأتي ضمن عدد من المسوحات الوطنية المتعلقة بالسياسات الصحية العامة والتي تحرص الوزارة على القيام بها في الفترة المقبلة، والتي تأتي ضمن إستراتيجية الوزارة المنبثقة عن الإستراتيجية العامة للدولة، وتجسيداً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ''رعاه الله'' وإخوانهما حكام الإمارات·
من جهته قال الشيخ محمد بن صقر القاسمي مدير منطقة الشارقة الطبية إن تنظيم هذا المسح ينطلق من حرص الوزارة على القضاء على اضطرابات عوز اليود، والتي تعتبر السبب الرئيس لحدوث عدد من المشكلات الصحية، التي تسبب في خلق مشكلات صحية واجتماعية وتربوية ومادية ولاسيما أنها تؤثر بشكل كبير على نسبة الذكاء ومدى التحصيل العلمي لطلبة المدارس·
وأوضحت الدكتورة هدى السويدي مدير مشروع المسح الطبي العالمي في الإمارات أن أعمال المسح ستستمر لمدة أسبوعين متتاليين حيث سيتم توزيع استمارة على الطلبة المشمولين في العينة تحتوي على معلومات تتعلق باستخدام اليود والتي سيأخذها الطالب معه لأسرته للتعرف على العادات الغذائية لهذه العائلات·
من جانبه أشار الدكتور عز الدين الشرف من منظمة الصحة العالمية أن المسح الأولي الذي تم في الثمانينات في الإمارات أشار إلى أن 32% من السكان يعانون من نقص اليود، وعليه كان من الضروري إجراء مسوحات حديثة للقضاء على تلك المشكلة الصحية في الدولة وإعلان الإمارات أول دولة في المنطقة خالية من اضطرابات عوز اليود·
يذكر أن إحصاءات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن عدد الأشخاص الذين يتعرضون إلى نقص اليود في العالم يبلغ حوالي ·6 1 مليار شخص 70% منهم في الدول النامية وأن حوالي 11,2 مليون منهم مصابون بالقصور العقلي أو بالتخلف الذهني
المصدر: الشارقة