أحمد النجار (دبي)

تحولت مهمة العبرات التراثية من وسيلة نقل الركاب بين ضفتي خور دبي، إلى مراكب جذب ضخمة لترفيه عائلات العالم خاصة في أمسيات وليالي العيد، وتلقى إقبالاً كثيفاً من الزوار المحليين وأفواج السياح القادمين من بلدان مختلفة، حيث ترسم مشهداً جمالياً يتلألأ بالأضواء والموسيقى على امتداد شواطئ خور دبي، وتتنافس في تقديم عروض ترفيهية ورحلات سياحية.

ذاكرة
ومع تدفق الرواد لتجربة رحلات العبرة، رصدت «الاتحاد» إيقاع المشهد الذي يبدأ من لحظة صعود العائلات على سطح العبرة مروراً بالأجواء التي يعيشونها داخل العبرة وانتهاء بعودتهم محملين بالمسرات، سلطان أحمد الحوسني، موظف قادم من إمارة عجمان رفقة زوجته وأطفاله الخمسة، يحرص على ارتياد العبرة من فترة وأخرى، معتبراً بأنها تمثل ذاكرة مضيئة لماضي دبي وتراثها الجميل. ويمثل ركوب العبرة مغامرة جميلة بالنسبة للفلبيني مايكل ألفينو، التي يعود لاستعادة ذكرى التجربة الأولى، رفقة زوجته وطفليه، فقال إن أكثر ما يشده إلى العبرة وأجوائها التراثية التي لا تخلو من الشغف والهدوء بعيداً عن صخب المدينة وضوضاء الحياة.

تجربة
ولـ رويدا عمار لبنانية، تجربة مع العبرة، حيث جذبتها أول مرة، وهي تسطر خور دبي بأنوارها المتلألئة وصوت الموسيقى الذي يتفاعل معه ركابها بالتصفيق والهتاف، فقررت عيش التجربة مع أفراد عائلتها، ثم كررت الرحلة رفقة مجموعة من صديقاتها وأبنائهن للاحتفال بعيد ميلاد ابنتها. وقال الباحث التراثي غانم جمعة إن العبرات عبارة عن سفن مصنوعة من الخشب كانت تستخدم كوسيلة نقل للناس من بر دبي إلى بر ديرة، واليوم تحولت إلى وسيلة جذب لرحلات سياحية تروج للتراث من خلال استقطاب العائلات المحلية أو عائلات العالم، سواء كانوا سياحاً أو زواراً للدولة، حيث توفر لهم جلسات ترفيهية.