أحمد شعبان (القاهرة)

مؤسسة محمد بن راشد الخيرية والإنسانية، صاحبة السبق في رعاية المحتاجين أينما كانوا، ولها نشاطات ومشروعات نوعية وتنموية في أكثر من 60 دولة، بينها مصر، تعكس قيم التسامح التي تتفرد بها دولة الإمارات.
وبدأت مشروعات المؤسسة في معظم محافظات مصر، خاصة الصعيد، قبل 10 سنوات وزادت وتيرة هذه المشروعات منذ 4 سنوات، لتتضمن أنشطة عدة منها حملة تدفئة لتوزيع البطاطين، وإفطار صائم، وتوزيع السلال الغذائية على أكثر من 10 آلاف أسرة، وحملة «نسمات» قبل الصيف لتوزيع المراوح، وبناء أسقف البيوت المتهالكة وتجهيز العرائس، وحملة توزيع لحوم الأضاحي وملابس العيد على 5 آلاف طفل في عيد الأضحى، وتوفير أزياء وحقائب مدرسية لأكثر من 5 آلاف طالب من الأيتام. ويقول الدكتور صلاح الدين الجعفراوي، ممثل المؤسسة في مصر، لـ«الاتحاد»: تستهدف المؤسسة الأسر الفقيرة من المسلمين والمسيحيين على حد سواء، لأن الهدف إنساني بعيدا عن اللون والعرق والديانة، وهو نهج تسير عليه المؤسسة، ويعكس قيم تسامح الإمارات، فتعاونت مع بيت العائلة المصرية التابع للأزهر الشريف لإقامة موائد إفطار جماعي خلال شهر رمضان المبارك، كما تتعاون مع الأديرة والكنائس لرعاية الأسر الفقيرة.

مساعدات موسمية
يضيف الجعفراوي: بدأت المؤسسة في العامين 2014 و2015 بالمساعدات الإنسانية الموسمية، بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، وبعد عدد من الزيارات الميدانية استقررنا على ضرورة إقامة مشاريع للعائلات، تدر دخلاً ثابتاً ومستمراً يكفي لسد احتياجاتها، وحرصنا على المشاركة في جهود محو أمية الأسر لضمان قدرتهم على إدارة مشاريعهم. وتمنح المؤسسة الأسر 400 مشروع في العام، وتختلف المشاريع حسب بيئة المنطقة وثقافتها واحتياجات أهلها، ففي المناطق الزراعية تم توزيع الأغنام والدواجن والمواشي مع توفير الغذاء والمتابعة البيطرية، وفي المناطق النائية أقيم مشروع الـ«تروسيكل» والبقالة، وتوفير قوارب للأسر التي تعمل بالصيد، وكان هذا من أنجح المشروعات التي قامت بها المؤسسة وتم توزيع أكثر من 300 مركب في سوهاج وأسيوط وقنا والأقصر وأسوان.
ويشير الجعفراوي إلى أن المؤسسة دعمت مشروعات مشاغل الخياطة للنساء ومنحهن ماكينات ثم شراء المنتج منهن وتوزيعه من قبل المؤسسة في إطار مبادرات المؤسسة لتوزيع الزي المدرسي وملابس العيد على الأطفال، بالإضافة إلى تشجيع إقامة مصانع صغيرة مثل تصنيع المنظفات وتجفيف المحاصيل، وزراعة الأسطح المنزلية، لافتا إلى وجود دراسة لزيادة المشروعات النوعية في كل قرية، بحيث يكون لكل قرية مشروعها المتكامل.

نبضات القلوب
وحول التعاون مع جهات أخرى، أكد الجعفراوي أن هناك جهات حكومية في الإمارات تتعاون مع المؤسسة في إقامة بعض المشاريع وتنفيذ الحملات مثل حملة نبضات بالتعاون مع هيئة الصحة في دبي، لإجراء عمليات قلب مفتوح وقسطرة لـ100 طفل، وبدأت عام 2016 بالتعاون مع مركز القلب بكلية طب عين شمس، المتخصص في العمليات المعقدة المتعلقة بتشوهات القلب، برئاسة الدكتور زهير الهليس جراح القلب العالمي، والحملة الثانية في عام 2018 بجامعة كفر الشيخ، مؤكداً أن هذه العمليات كان لها مردود طيب، ويواصل الأطباء إجراء العمليات بشكل دوري للأطفال.
وأضاف: تتعاون المؤسسة مع هيئة كهرباء ومياه دبي «ديوا»، و«سقيا الإمارات»، للقيام بأعمال مشتركة في مصر، مثل إقامة محطة تنقية مياه الشرب في أسوان، وإحلال وتجديد شبكات المياه المتهالكة في القرى النائية مثل مدينة أرمنت بالأقصر، وتوصيل المياه الصالحة للشرب للأسر الفقيرة، وتوصيل الكهرباء، وتركيب أعمدة إنارة في قرى سوهاج.

لا تبرعات
المؤسسة لا تتلقى أي تبرعات من أي جهة، كما قال الدكتور الجعفراوي، ولكن هناك بعض المتبرعين يريدون إقامة مشروعات خيرية مثل بناء المساجد فتقوم المؤسسة بتنفيذها، وتوجه اهتمامها لمحافظات الصعيد لأن بها نسبة كبيرة من الفقراء، وتقوم بدفع المصروفات المدرسية للطلاب غير القادرين وتقدم لهم الزي والحقيبة المدرسية.

الأم المثالية
وبهدف إبراز الصور المضيئة للأم المصرية التي استطاعت تقلد المناصب وتربية أبنائها أفضل تربية ترعى المؤسسة مهرجان الأم المثالية منذ 6 أعوام، بحيث يكون التكريم حافزاً لبقية الأمهات، وتم تكريم 9 أمهات من محافظات مختلفة، ولفت الدكتور الجعفراوي إلى أن المهرجان أضاف سيدات من دول عربية أخرى، وشاركت فيه 20 محافظة مصرية و10 دول عربية وأجنبية.
وتمنح الأم المثالية جائزة مالية تزيد قيمتها كل عام، وتم اختيار أفضل قصة كفاح من بين المرشحات للفوز بالجائزة الكبرى وقدرها 50 ألف جنيه، وكثير من السيدات من الدول العربية فزن بهذه الجائزة بعد قصص نجاح مؤثرة، حيث فازت بها المغربية مريم بن صالح والتي تُعد من أفضل 10 سيدات على مستوى العالم العربي مؤثرة في الاقتصاد، وتم تكريم أم من تونس توفي ابنها الشرطي شهيداً في مواجهة مع الإرهابيين، وكذلك عمدة سورابايا في إندونيسيا ولها قصة نجاح عظيمة، مؤكداً أن تكريم المرأة من أولويات المؤسسة لما لها من دور كبير في استقرار ونهضة المجتمعات، لافتاً إلى أن كل هذه المشاريع تتم بالتنسيق والإشراف من سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة.

الإمارات ومصر
وتؤكد المشروعات الخيرية والإنسانية والتنموية المتعددة للمؤسسة، العلاقات القوية والتاريخية بين الإمارات ومصر، وقال الجعفراوي: مصر لها فضل كبير على كثير من الدول التي كانت ترسل أبناءها للتعلم في جامعاتها، ودورها ريادي منذ الأزل، وتقدر دول الخليج هذا الدور المحوري، وتميزت دولة الإمارات بالمزيد من الحب لمصر والمصريين والذي مازال يُورّث للصغار، لافتاً إلى وصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه- بمصر، نتيجة حبه لها ولأهلها.