سمر إبراهيم (جوبا)
قال مستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية توت جاتلوك لـ«الاتحاد» إن حكومة بلاده بدأت في تجميع قوات المعارضة، ونقلهم إلى «مراكز تجميع القوات» لفرز وانتقاء الأشخاص الذين تتناسب وتتوافر فيهم شروط الالتحاق بقوات الجيش الشعبي الموحد، وقوات الشرطة، وعناصر جهاز الأمن القومي، في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من بند الترتيبات الأمنية ضمن اتفاق السلام. وأضاف أن اتفاق السلام حدد تجميع قوات المعارضة في 40 معسكراً على مستوى ولايات الدولة، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى بدأت في 31 من يوليو الماضي، حيث تم تجميعهم في 25 معسكراً فقط كبداية لتنفيذ بند الترتيبات الأمنية.
وتسعى جنوب السودان في الوقت الراهن إلى تنفيذ بنود اتفاق السلام، لاسيما بند الترتيبات الأمنية الذي يُعد البند الأهم ضمن بنود الاتفاق الذي تم توقيعه في سبتمبر عام 2018 بالعاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، تحت رعاية الهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا «الإيجاد»، قبيل انتهاء مرحلة ما قبل الفترة الانتقالية في نوفمبر المقبل. وأكد جاتلوك أنه عقب الانتهاء من مرحلة تجميع وفرز قوات المعارضة، سيتم نقل من توافرت فيهم شروط الالتحاق بقوات الجيش والشرطة والأمن القومي إلى معسكرات التدريب ودمجهم مع قوات الحكومة، تمهيداً لإعلان نجاح تنفيذ بند الترتيبات الأمنية مع حلول انتهاء مدة فترة ما قبل الفترة الانتقالية والتي من المقرر أن تنتهي مطلع نوفمبر.
وكشف رئيس آلية رصد ومراقبة وقف إطلاق النار بجنوب السودان، دوستا أبياشي، عن وصول المساعدات الغذائية إلى 3 نقاط فقط، خاصة بتجميع وتدريب القوات من أصل 33 نقطة.
وأضاف أن الآلية تحققت من 33 نقطة من أصل 35 نقطة صالحة لتجميع القوات، والبقية تفتقر إلى المياه النقية، وبعض الخدمات اللوجستية الأخرى، مشيراً إلى أن اللجنة قامت بتوصيل المواد الغذائية لـ3 مناطق فقط. وناشد، الجهات المعنية بتوصيل المواد اللوجستية من الغذاء وغيرها إلى مناطق تجميع القوات في أقرب وقت، مشيراً إلى أن التحديات المالية ما تزال تواجه الأطراف والآلية.
وفي سبتمبر من العام الماضي، وقع طرفا النزاع في جنوب السودان الرئيس سيلفاكير ميارديت، وقائد المعارضة المسلحة رياك مشار، اتفاق السلام برعاية منظمة «الإيجاد»، وهو الاتفاق الذي أنهى الحرب الأهلية عقب 5 سنوات من الدمار، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين أيضاً. وشمل الاتفاق تحديد فترة ما قبل الفترة الانتقالية ومدتها 8 أشهر كان من المفترض أن تنتهي في مايو الماضي، ومن ثم تشكيل حكومة وطنية، ثم تحديد فترة انتقالية مدتها 3 سنوات و6 أشهر، تنتهي بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، ولكن تم تمديد تلك الفترة 6 أشهر تنتهي في 11 نوفمبر المقبل، حتى توفي الحكومة بجميع تعهدات اتفاق السلام وتنفيذ بنوده كاملة، ومن ثم يتم تشكيل الحكومة في 12 من الشهر ذاته.