شادي صلاح الدين (لندن)

على مدار سنوات، قامت قطر بتمويل ومساعدة الجماعات الإرهابية التي تهدد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها، والعمل على التدخل في شؤون جيرانها واستخدام المال القذر لنشر الفتنة والعمل على زعزعة استقرار المنطقة، وهو ما دعا مجلة أميركية بارزة إلى التأكيد على أنه حان الوقت «لتسمية الأمور بمسمياتها والإعلان عن أن قطر، وبشكل رسمي، دولة راعية للإرهاب».
وفي تقرير أعده الكاتب «جوردان كوبي» قالت «ذا فيدراليست»، «النظام القطري يتباهى بثراء بلاده وخاصة من إنتاج الغاز الطبيعي، وامتلاكه لشركة الخطوط الجوية القطرية، وهي واحدة من أكبر شركات الطيران في العالم بفضل دعم الدولة المستمر لها، رغم خسائرها المادية المستمرة بسبب المقاطعة، كما تستضيف قناة الجزيرة التي تلعب دوراً معلناً في نشر الأكاذيب وبث الفرقة، وتحتفظ بنفوذ كبير في التعليم الأميركي العالي، حيث تبرعت بأكثر من 1.5 مليار دولار لبعض الجامعات الأميركية الأكثر شهرة مثل جامعة ميشيجان، وجامعة نورث كارولينا ونورث ويسترن وتكساس إيه آند إم وكورنيل، وأنه رغم كل ذلك، فإن قطر لديها «جانب مظلم» يتمثل في الدعم العلني للإرهابيين فضلاً عن إيواء الكثيرين منهم وبدرجة مخيفة وغير مسبوقة.
وأضافت المجلة في تقريرها أن قطر تتحدى المصالح الأمنية الأميركية في العديد من القضايا، ومن بينها دعم حركة حماس وغيرها من الجماعات الإرهابية ، مشددة أن مثل هذه السقطات توجب على الخارجية الأميركية تسمية قطر كدولة راعية للإرهاب، كما فعلت بالنسبة للآخرين الذين «قدموا الدعم مراراً وتكراراً لأعمال الإرهاب الدولي».
وأشار جوردان كوبي إلى أن قطر دعمت حركة حماس الإخوانية، التي تصنفها الولايات المتحدة كجماعة إرهابية، بأكثر من 1.1 مليار دولار منذ عام 2012، وأن نظام الدوحة يبرر هذا التمويل على أنه إنساني، إلا أن مسار التمويل يشير إلى دوافع حقيقية مختلفة.
وأضاف: وفرت قطر أيضاً الملاذ الآمن والتمويل لعناصر حماس، وخاصة هؤلاء المطلوبين في قضايا إرهابية، كما أنها فعلت نفس الشيء للمنظمات الأخرى المصنفة على أنها منظمات إرهابية سواء في أميركا أو في الخارج، مشيراً إلى أن في مقدمة هذه الجماعات الإرهابية تأتي جماعة «الإخوان» التي تلقت أكثر من مليار دولار من الحكومة القطرية.
ومضى قائلاً: قامت قطر أيضاً بإيواء 20 من كبار أعضاء طالبان الأفغانية ورعت جماعة أحرار الشام، وهي ميليشيات سورية، قاتلت في السابق إلى جانب جماعة جبهة النصرة الإرهابية. وعلاوة على ذلك، في عام 2017، دفعت قطر 360 مليون دولار لإطلاق سراح رهينتين أسرتهما كتائب حزب الله، وهي منظمة إرهابية إيرانية تشتهر بنصب كمين للقوات الأميركية في العراق، وتعمل على تنفيذ السياسات التوسعية للنظام الإيراني الإرهابي في المنطقة. وشدد على أن كل هذا الدعم يأتي في سياق واحد وهو دعم قطر للجماعات الإرهابية والمتطرفة.
واختتم الكاتب تقريره بالتأكيد على أن علاقات النظام القطري بالإرهاب راسخة، ومن خلال إيواء وتمويل بعض الجماعات الإرهابية الأكثر شهرة في العالم، أصبحت قطر، بأي تعريف معقول، راعياً رسمياً للإرهاب.
وأضاف أنه حان الوقت لأن تدرك الولايات المتحدة وبقية العالم الحجم الذي تهدد به قطر الأمن العالمي والاعتراف بهذه الإمارة الخليجية الصغيرة وفقاً لذلك كراعية للإرهاب.