أطلقت شركة “أمازون دوت كوم” يوم الأربعاء الماضي نسخة رخيصة من جهاز تصفّح الكتب الإلكترونية اللاسلكي “كيندل واي- فاي”، وراهنت على أن سعره المنخفض الذي حدد بمبلغ 139 دولاراً فقط (510 دراهم)، سوف يسحب البساط من تحت قدمي جهاز الكمبيوتر اللوحي الشهير “آبل آي باد”. وتوقعت مصادر الشركة أن تحقق النسخة الجديدة مبيعات ضخمة تفوق تلك التي حققها “آي باد” والتي بلغت 3.25 مليون جهاز خلال 3 أشهر فقط من إطلاقه. وعلى التوازي مع حدث إطلاق “كيندل واي- فاي”، عمدت شركة “أمازون دوت كوم” التي تشتهر بأنها أكبر مخزن إلكتروني للبيع بالتجزئة في العالم، إلى إطلاق نسخة الجيل الثالث من المتصفّح الإلكتروني الأصلي “كيندل-3” بعد أن تمكنت من تصغير حجمه بمقدار 21? وتخفيض وزنه بمقدار 15? إلا أن سعره بقي ثابتاً ومحدداً بمبلغ 189 دولاراً (694 درهماً). ويتضح من خلال هذا التطوّر أن شركة “أمازون دوت كوم” قررت دخول معركة التحدي مع شركة “آبل” في مجال ألواح تصفّح الكتب الإلكترونية، إلا أن نقطة الضعف التي تقف ضدّها في هذه المعركة هي أن تصفّح الكتب الإلكترونية لا يمثّل إلا واحدة من ألوف الوظائف والتطبيقات التي يتميز بها جهاز آبل “آي باد”. ولهذا السبب، لا يكون للتنافس ثمّة من معنى في هذه الحالة. وهذا يعني أيضاً أن من يبحث عن شراء متصفّح للكتب الإلكترونية، قد يفضل شراء “آي باد” مهما انخفض سعر “كيندل واي- فاي”، وذلك رغبة منه في الاستفادة من الوظائف والتطبيقات الكثيرة التي يمكنه تشغيلها. ويرى آخرون ممن يفضلون عدم الخلط بين وظائف الأجهزة، أن “كيندل واي- فاي” الجديد بسعره المنخفض هذا، يمثّل نقطة تحوّل كبيرة في مجال مطالعة الكتب الإلكترونية وخاصة بعد أن تضاعف محتوى مخزنه الإلكتروني من الكتب وزادت سرعته في تقليب الصفحات. ويرى بعض الخبراء أن إضافة وظيفة تصفّح الكتب الإلكترونية في الجهاز “آي باد” ترك أثره البالغ على أجهزة تصفّح الكتب الإلكترونية برمتها وليس على “كيندل” فقط. ويأتي الجهاز الجديد “كيندل واي- فاي” بتقنية جديدة تماماً تدعى “شاشة الحبر الإلكتروني” electronic-ink screen التي تحقق تبايناً ووضوحاً في أشكال الحروف والكلمات أفضل بنحو 50? مما كان يحققه جهاز الجيل الثاني “كيندل2” ومعه بقية أجهزة تصفّح الكتب الإلكترونية. ويضاف إلى ذلك أن انخفاض وزن الجهاز إلى نحو 200 جرام فقط، يجعله أسهل للحمل أثناء السفر والتنقل. وتم تجهيز “كيندل واي- فاي” ببطارية قيل إنها تبقى قادرة على القيام بتشغيل الجهاز لمدة شهر كامل قبل أن تحتاج إلى إعادة الشحن. وبالرغم من أن المعالج المستخدم في تشغيل الجهاز لم يتغيّر، إلا أن البرنامج التطبيقي الذي يعمل به جرى تحديثه حتى أصبح قادراً على تقليب الصفحات بسرعة أكبر بنحو 20? من الجهاز السابق. وتضاعفت السعة التخزينية لذاكرة “كيندل واي- فاي” حتى أصبحت تسمح بتخزين أكثر من 3500 كتاب. ويعمل “كيندل واي- فاي” في كافة المناطق المغطاة بتوصيلة الجيل الثالث اللاسلكية. والسؤال الذي قد يطرحه هذا التطور الكبير في متصفحات الكتب الإلكترونية وخاصة منها “آي باد” الذي يعمل بطريقة لمس الشاشة: هل يمكن للإنسان ذي القدرة الحقيقية على تذوّق متعة القراءة الواعية أن يتقبّل فكرة استبدال لمس الورق التقليدي بلمس الشاشة الإلكترونية أثناء القراءة؟. بالرغم من أن الغالبية العظمى من المثقفين سيجيبون عن السؤال بالنفي المطلق، إلا أنهم لن يتوانوا عن الاصطفاف بالطوابير عند عرض أجهزة التصفح الإلكترونية للكتب في المخازن للحصول على واحد منها. وهذا بالضبط ما يحدث عند إطلاق كل نسخة جديدة من متصفحات “كيندل” في الأسواق. وهذا يدلّ على أن سنّة التطور هي تيّار جارف لا يمكن لأحد أن يبحر فيه إلى الوراء. عن موقع coolest-gadgets.com