دعا رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان قادة الرأي في لبنان إلى الالتزام بنهج التهدئة وعدم التحريض المذهبي واللجوء إلى العنف، وقال الرئيس سليمان في كلمة بمناسبة عيد الجيش اللبناني الـ65 خلال احتفال رسمي أقيم في المدرسة الحربية في محلة الحازمية إلى الشرق من بيروت أمس، بعدما سلم الضباط المتخرجين السيوف التقليدية: سيبقى لبنان يدافع عن رفض التوطين وحق الفلسطينيين بالعودة إلى بلادهم. وجرى الاحتفال بحضور أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيسين نبيه بري وسعد الحريري والقادة العسكريين والوزراء والنواب وأعضاء السلك الديبلوماسي. وتوجه سليمان إلى الضباط المتخرجين قائلاً: "أيها الضباط انتم مطالبون بالوفاء ذوداً عن لبنان ودفاعاً عن علمه، ليس فقط كأفراد بل أيضاً كأعضاء في مؤسسة نريد لها ان تبقى صورة حية للوطن ونموذجاً للعمل، إنه من دواعي الفخر والاعتزاز أن يستحق الجيش صفة المؤسسة الوطنية الأولى التي تتضافر جهودها مع المؤسسات الأخرى في ترسيخ ثقة المواطن". وبعد أن عدد الإنجازات التي تحققت منذ اتفاق الدوحة دعا سليمان التيارات السياسية الى "الالتزام بالممارسة الديموقراطية بما ينص عليه الدستور"، مشيرا الى أن "مطلب الاصلاح السياسي مطلب وطني صرف، كما شدد على استمرار التنسيق بين الجيش والـ"يونيفيل" وسط الالتزام بقواعد الاشتباك كضمان لحفظ تنفيذ المهمة الموكلة للقوات الدولية. وقال: "استطعنا ابراز قناعتنا المتعلقة بحوار الأديان. وسيبقى لبنان مدافعا عن حق الشعب الفلسطيني لا سيما حقه بالعودة الى ارضه ورفض التوطين، وبالرغم من المسيرة التي أمنت الاستقرار الداخلي فقد بتنا نجد انفسنا أمام حالة من القلق المتنامي جراء مواقف وتسريبات ضغطت على الموقف وخلقت حالة من الإرباك لا يمكن للدولة ان تتجاهلها، من هنا عمدت إلى إجراء مشاورات واسعة سعيا لاحتواء أجواء التشنج وتعزيز التهدئة، والدولة ستضطلع بمسؤولية الحفاظ على التهدئة والأمن ولا بد للقوى السياسية أن تعي أهمية المرحلة والأخطار التي تهددنا، لذا كرئيس للبلاد أدعو القادة السياسيين إلى الالتزام بنهج التهدئة الإعلامية والسياسية والابتعاد عن لغة التحريض بما يخدم مقتضيات السلم الأهلي وعدم اللجوء إلى العنف والاحتكام إلى الشرعية، إذا ما طرأت أي خلافات وبما يضمن عدم الخروج على عقد الشراكة الوطنية وفقا لاتفاق الدوحة الذي اتفق عليه فرقاء الحوار برعاية أمير دولة قطر الذي عمل ولا يزال لمساعدتنا مع القادة العرب وعلى رأس هؤلاء الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز والرئيس بشار الأسد اللذان قاما بزيارة مهمة إلى لبنان أكدت حرصهما على لبنان والاستقرار فيه. أدعو كل المواطنين ألا ينجروا إلى أي شكل من الاستفزاز والعنف وأن يفوتوا على العدو فرصة الابتهاج بتشرذمنا، فلا توجد أي مشكلة عصية على الحل، وأثبتت التجارب أن العنف الداخلي لم يولد سوى العنف". حمد بن خليفة يبحث مع جعجع مساعي السلام والوضع اللبناني بيروت (الاتحاد) - استقبل أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في مكان إقامته في فندق فينيسيا في بيروت رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع. وصدر عن المكتب الإعلامي لجعجع بيان أشار إلى أن الأخير كان برفقته كل من عقيلته النائب ستريدا جعجع ومسؤول العلاقات الخارجية في الحزب جوزف نعمة بحضور نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة القطري عبدالله العطية. وحسب البيان “دام اللقاء حوالي ساعة من الوقت، وتناول المجتمعون الأوضاع في المنطقة، مستعرضين القضية الفلسطينية ومساعي السلام الحالية. كما تطرقوا إلى الوضع اللبناني انطلاقاً من القمة الثلاثية التي حصلت في قصر بعبدا والتي جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد والرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان”. يذكر أن الشيخ حمد أنهى زيارة رسمية إلى لبنان دامت ثلاثة أيام، زار خلالها جنوب لبنان، حيث تسلم مفاتيح عدد من المدن والبلدات وافتتح عدداً من المرافق والمشاريع التي أعادت دولة قطر بناءها بعدما دمرها عدوان يوليو 2006 الإسرائيلي على لبنان.