إبراهيم الملا (الشارقة)

شارك عيسى يوسف مدير إدارة الآثار والتراث المادي بهيئة الشارقة للآثار، مؤخراً، في البرنامج الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا بعنوان: «حفظ التراث الثقافي ومكافحة الاتّجار بالآثار في مناطق النزاعات»، وهو البرنامج الذي ترعاه وزارة الخارجية الأميركية، مكتب الشؤون التعليمية والثقافية، ومكتب الزائر الدولي. وأدار البرنامج «مركز ميريديان الدولي في الولايات المتحدة الأميركية».
ونظراً لأهمية هذه المشاركة الدولية في تناولها لأحدث الممارسات والمنهجيات والتطبيقات الخاصة بحفظ الآثار والتراث المادي وغير المادي، التقت «الاتحاد» عيسى يوسف للتعرف على محتويات البرنامج وتفاصيله، حيث أشار بداية إلى أن الجولة الثقافية والمعرفية الواسعة والتي شملت عدة ولايات ومقاطعات أميركية ركّزت على الاهتمام الواضح والعملي بمكافحة الأعمال غير المشروعة، مثل نهب وتخريب وسرقة الآثار، وتهديد الشواخص والشواهد التي تعتبر إرثاً إنسانياً شاملاً، وذاكرة مجسدة للتاريخ البشري متعدد الأنساق والدلالات في بعده التوثيقي والفني والجمالي.
وأضاف عيسى يوسف أن البرنامج قدّم شروحات وافية حول كيفية حماية مواقع التراث الثقافي وخاصة المتنزهات الوطنية التي تكشف عن جذور الوجود البشري القديم والمستوطنات التي تم تشييدها في أزمنة غابرة، ضمن مسيرة التطور الإنساني من الحقب البدائية إلى زمن الحداثة والتقدّم.
ونوّه بأن البرنامج أتاح له التعرف عن قرب على وسائل جديدة ومبتكرة لترميم الآثار وصيانتها وحفظها وكذلك توثيق مواقع الآثار، حيث شمل زيارات لمواقع مهمة ألحقت بمواقع التراث العالمي المعتمدة من قبل منظمة اليونسكو، ولفت إلى أن طريقة توثيق هذه المواقع كانت مهمة بالنسبة له، نظراً لوجود مواقع آثارية متنوعة في إمارة الشارقة، وتحتاج لاستراتيجيات وخطط وتطبيقات للحفاظ عليها وإدارتها وإبراز جوانبها التاريخية والثقافية لعرضها لاحقاً على السيّاح والجمهور والمهتمين، وتنظيم العمليات المتعلقة بالزيارات وحركة الجمهور وسط هذه المواقع ذات الخصوصية الثقافية المتميزة والمستقلة عن المواقع السياحية والترفيهية الأخرى.
وعن أهم الأماكن والفعاليات والأنشطة التي شملها البرنامج، أشار عيسى يوسف إلى طيف متنوع وثري من الأمكنة والفعاليات النوعية التي تمت زيارتها والتفاعل معها، مثل المتاحف والمؤسسات المسؤولة عن تشريع القوانين المتعلقة بحفظ الآثار والمواقع التاريخية، ومركز «سميث شونيان» للأبحاث الفنية المتخصصة بجمع المقتنيات واللقى الآثارية وعرضها في المتاحف، والمواقع الأثرية والتاريخية للمستوطنات القديمة التي نشأت على ضفاف نهر المسيسيبي والبروتوكولات التي تتبعها المتاحف في ولاية أريزونا للحفاظ على هذه المواقع وعرض أهم المكتشفات فيها، ومنطقة سانتافيه، في ولاية نيومكسيكو، وهي منطقة مهمة من الناحية التاريخية لاحتوائها على مستوطنات السكان الأصليين من الهنود الحمر، أو ما يطلق عليه «ثقافة التشاكو»، حيث تم التعرف على طقوس الهنود الحمر الحياتية وشعائرهم الدينية والكهوف التي احتموا فيها، وطرز بناء المساكن ونوعية الأزياء وصناعة الأسلحة اليدوية التي تفرّدوا بها، مضيفاً أن زيارة مدينة نيويورك تضمنت مقتنيات أهم المتاحف والمؤسسات الفنية والثقافية العريقة، مثل دار كريستيز للمزادات، وإدارة الجمارك وحماية الحدود، ووزارة الأمن القومي، إضافة لمتحف ميتروبوليتان، ومتحف بروكلين.