الشركات اليابانية تتطلع إلى الأسواق الناشئة
تتطلع شركات يابانية على نحو متزايد الى الأسواق الناشئة، فقد أعلنت كل من “تويوتا” و”نيسان” مؤخراً، عن عزمهما على استثمار ما جملته 1.2 مليار دولار في أميركا اللاتينية.
وتأتي هذه التوجهات بعدما أعلنت “ سوميتومو” شركة التجارة اليابانية العملاقة عزمها على الاستحواذ على حصة تبلغ 30 في المئة من “مينارا تشاو يو سيمنياس”، شركة تعدين خام الحديد التابعة لشركة تصنيع الصلب “يوسيناس سايدرور جيكاس دي ميناس جيريس” مقابل 1.9 مليار دولار.
يذكر أن قيمة عمليات الاندماج والاستحواذ التي أجرتها شركات يابانية في الأسواق الناشئة خلال الأشهر الستة الماضية تجاوزت إجمالي عام 2009 الذي كان قد بلغ 7.9 مليار دولار لتزيد الى 8.58 مليار دولار بحسب ديالوجيك.
والأمر لا يقتصر فقط على دول “بريك” (البرازيل وروسيا والهند والصين) في جذب الاستثمارات.
وتبحث شركات يابانية عن أسواق خارجها نظراً لأن متوسط أعمار اليابانيين المتزايد من جهة ولتغاير سلوك المستهلك الياباني. من جهة أخرى لا يزالان يشكلان عقبة أمام النمو في داخل اليابان، وتعد تشيلي وبيرو وتركيا من ضمن الدول التي حظيت باستثمار ياباني.
وأضحت “شيسايدو” أول مجموعة مستحضرات تجميل يابانية تدخل دول البلقان مثل ألبانيا وكوسوفو ومقدونيا حين بدأت بيع منتجاتها فيها منتصف شهر يوليو الماضي، أنها تبذل مساعيها من أجل عولمة عملياتها وتسعى أيضاً الى زيادة مبيعاتها الخارجية إلى 38 في المئة إجمالاً في العام لغاية شهر مارس 2009 إلى أكثر من 50% بحلول عام 2007.
وخلال 2010 دخلت مجموعة شيسايدو السوق المنغولية، ورغم أن عدد سكان منغوليا لا يتجاوز 2.7 مليون نسمة نحو خُمس سكان مدينة طوكيو وحدها، إلا أن سوق مستحضرات التجميل الراقية تضاعفت تقريباً في السنوات الست من عام 2003 بحسب شيسايدو.
وقال ياسوهيكو هارادا مدير عام مجموعة شيسايدو التنفيذي: “يستغرق رواج اسم تجاري معين زمناً طويلاً ولذا ينبغي علينا أن نبدأ في أبكر وقت ممكن”. وأضاف هارادا أن المرحلة الأولى لعملية دخول السوق لا تكون بالضرورة باهظة التكاليف نظراً لأنها عادة تنطوي على اتفاقية توزيع مع شركة محلية.
وتعتزم “شيسايدو” الانتقال إلى الخطوة التالية وهي تأسيس شركة تابعة ومملوكة لها بنسبة 100 في المئة وهي مهمة أصعب، ولكن في وسعها أن تؤتي مكاسب أكبر.
وفي روسيا، وبعد أن أسست “شيسايدو” فرعها التابع لها تماماً والذي يغطي موسكو وسانت بطرسبرج تضاعفت المبيعات بحسب هارادا، ولا تعتبر شركات تصنيع المنتجات الاستهلاكية والشركات المنقبة عن الموارد الطبيعية هي الشركات اليابانية الوحيدة المستهدفة لأسواق تتجاوز دول البريك (البرازيل وروسيا والهند والصين)، إذ إن “إن كيه إس جي” ثاني أكبر مجموعة تأمين على غير الحياة من حيث القيمة أنفقت نحو 28 مليار ين (323 مليون دولار) للاستحواذ على شركة التأمين التركية فيبا سيجورتا انونيم سيركيتي في أكبر عملية استحواذ تجريها المجموعة اليابانية حتى اليوم. كما أن “إن تي تي” تستحوذ حالياً على دايمنشن داتا شركة خدمات تكنولوجيا المعلومات المتمركزة في جنوب أفريقيا والمدرجة أسهمها في سوق لندن للأوراق المالية والناشطة في عمليات شتى في أنحاء العالم وذلك مقابل 3.2 مليار دولار.
وقال ستيفن طوماس المدير المساعد لقسم عمليات الاندماج والاستحواذ في بنك يو بي إس في طوكيو: “يجدر بالذكر أن الشركات اليابانية تقبل بلا قيود على الاستثمار في شتى مناطق العالم لو سنحت لها الفرصة”.
وقد يتسارع هذا التوجه لو أن شركات يابانية وافقت مع مجموعة بحث شكلتها وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية التي تشجع القطاع الخاص على زيادة أنشطته في دول نامية تشمل أيضاً دولاً ذات دخول منخفضة.
وأولئك المستهلكون يشدون الانتباه بصفتهم سوقاً واعدة تقدر بنحو 5000 مليار ين ياباني، أو نحو حجم الإنتاج الإجمالي المحلي الياباني بحسب خبراء.
عن:« فاينانشيال تايمز»
المصدر: أبوظبي