بدرية الكسار (أبوظبي)

تعد المجالس النهارية من المتطلبات الرئيسة لتوفير الرعاية الوقائية والتأهيلية الشاملة لكبار المواطنين، وتخفف العبء عن أسرهم، وتضمن بقاء كبار المواطنين ضمن أسرهم لأطول مدة ممكنة، وتعمل على تفادي إقامتهم في المستشفيات لمدة طويلة، وبالتالي تقليل التكلفة المترتبة على خدمات الرعاية الصحية، وتوجيه هذه النفقات للجوانب التنموية والعلاج الوقائي.
فقد دشنت مؤسسة التنمية الأسرية نادي «بركة الدار»، الذي تعد المجالس النهارية فيه أحد الأطر الفاعلة لتحسين كفاءة التنسيق وضمان تكاملية الخدمات المقدمة لكبار المواطنين في الإمارة، ذكوراً وإناثاً، ويوجد نادي «بركة الدار» في مركز مدينة زايد (سيدات)، وفرع آخر في بينونة (رجال).
وقالت خولة الكعبي، رئيسة قسم المسنين بمؤسسة التنمية الأسرية، إن نادي «بركة الدار يهدف إلى تفعيل دور كبار المواطنين، وتعزيز تواصلهم في المجتمع، وتوثيق خبراتهم لضمان عملية توارث الأجيال، ودعم حياة كبار المواطنين بمختلف الطرق والأساليب التي من شأنها أن تساعدهم على التكيف مع تغيرات الحياة في جوانبها كافة. وبناء مجتمع فعال قائم على تطوير كفاءات كبار المواطنين ومهاراتهم الاجتماعية من خلال تقديم التوعية والدورات التدريبية، وتنمية الجوانب الاجتماعية والثقافية والدينية لدى الفئات المستهدفة في المجالس، وذلك من خلال الحلقات الثقافية والورش اليدوية والرحلات، وتعزيز الجانب التطوعي، وكذلك الصحي، وإكساب المشاركين أنماط الحياة الصحية.
وأشارت إلى أن النادي ينظم عدداً من الورش التوعوية الصحية والأنشطة الرياضية وبعض الجلسات التفاعلية التي تحترم آراء وتوجهات واحتياجات كبار المواطنين، ويتم فيها تحديد احتياجات كبار المواطنين في المناطق، كل على حدة، وبناء عليه يتم تفعيل أنشطة خدمة «بركة الدار» في المناطق الجغرافية لإمارة أبوظبي (أبوظبي، العين، الظفرة)، وتهدف إلى دعم وتوفير الحياة الاجتماعية الكريمة للمسنين، وتبني حقوقهم، وتعزيز المسؤولية الاجتماعية، ودور الأسر تجاههم لدمجهم في المجتمع، والفئة المستهدفة من البرنامج هي كبار السن، وجلساؤهم من أفراد الأسرة، والمقبلون على مرحلة التقاعد.
«مجلس الحكماء» يناقش القضايا الاجتماعية
وأوضحت خولة الكعبي أن المؤسسة تنفذ خدمة «بركة الدار» في جميع مراكز المؤسسة والبالغ عددها 16 مركزاً، وفي كل مركز يتم تفعيله 6 مرات خلال العام، وبإجمالي 96 تفعيلاً خلال عام 2019، حيث إن التفعيل الأول في جميع المراكز تمثل في فعالية سميت بـ«مجلس الحكماء»، وتمت فيه مناقشة القضايا الاجتماعية التي تهم الفئة المستهدفة واحتياجاتهم لتلبيتها من خلال توزيع استبيان عليهم، ومن خلاله يتم رصد القضايا والاحتياجات، وتتقرر بناء عليه الفعاليات الخمس المتبقية لكل مركز.
وأشارت إلى أن الأنشطة شملت في مركز الظاهر قراءات من كتاب «قصتي للشيخ محمد بن راشد» وكتاب «100 قصة عن الشيخ زايد»، وتنفيذ فقرة «يدوه أقرأ لي» تم تقديمها من بخيتة الكتبي عن «سنع أول».
وفي مركز السلع، تم تقديم محاضرة دينية بعنوان «التسامح في نهج زايد»، تناولت جهود الدولة في تعزيز ثقافة التسامح بين أفراد المجتمع الإماراتي، وحث جيل الشباب على احترام كبار المواطنين وتقدير جهودهم والاستفادة من خبراتهم، كما تم تنفيذ جلسة (حوار الأجيال)، قدمها اثنان من كبار المواطنين في المنطقة والذين عاصروا الحياة في الماضي والحاضر، ونقل كل واحد منهما عصارة وخلاصة تجربته في الحياة إلى جيل الشباب، وكيف حقق كل منهما طموحاته وأهدافه، حيث إن واحداً منهما يشغل حالياً وظيفة مدير مستشفي السلع، والآخر رجل أعمال، وتركت الجلسة أثراً طيباً في نفوس الشباب.