الزائر لمنطقة “السوليدير”، يلفت نظره مبنى قديم لا يزال على حاله من الخراب وعدم التأهيل والترميم منذ أحداث الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان في سبعينيات القرن الماضي، كما حصل لجميع المباني وبقية الأماكن الموجودة في الوسط التجاري. ويتساءل الزائر عن سر عدم تجديد هذا المبنى الذي حمل ازدهاراً وعزاً فيما مضى لم يشهده أي مكان آخر. والواقع أن ذلك المبنى ليس سوى المجمع الـ”سيتي سنتر” أو مجمع صالحة وصمدي، حسب الاسم الذي كان يطلق عليه، والعائلتان معروفتان في المجتمع اللبناني، فعائلة صالحة تتعاطى عالم المال والمصارف والتجارة، والصمدي عائلة ارتبط اسمها بصناعة الحلويات ونالت شهرة واسعة، حيث افتتحت فروعاً في معظم الدول العربية. مصدر في شركة “سوليدير”، رفض الكشف عن اسمه، قدم لـ”الاتحاد” صورة تفصيلية عن مجمّع “سيتي سنتر” سابقاً، والعز الذي شهده قبل اندلاع الأحداث المؤسفة التي عصفت بلبنان إبان الحرب الأهلية، فقال إن مجمع الـ”سيتي سنتر” أو مبنى “صالحة وصمدي” مؤلف من ثلاثة أجزاء ضخمة وفسيحة، الجزء الأول يبدأ من خمسة طوابق وسفلى، ومساحته 22 ألف متر مربع، فيه موقف سيارات وشركات “تاكسي” تتواصل مع كافة المناطق اللبنانية”. والجزء الثاني عبارة عن ثلاثة طوابق تتواجد فيه سلالم كهربائية عديدة، ومصاعد تبلغ العشرات، ويحتوي على مساحة كبيرة تضم 144 محلاً تجارياً، و”سوبرماركت” تبلغ مساحته ألف متر مربع، وصالة سينما تضم 900 كرسي، إضافة إلى مطعم وسناك بار. أما الجزء الثالث من المجمع، فهو عبارة عن ثلاثة مبان، الأول يتألف من ثمانية طوابق والثاني من اثني عشر طابقاً، والثالث يضم 21 محلاً تجارياً، بمساحة إجمالية تصل إلى 13 ألفا و500 متر مربع. وبين المصدر أن شركة استثمارية خليجية ابتاعت مجمع الـ”سيتي سنتر” من شركة “سوليدير”، وتقوم دار هندسة لبنانية مختصة بالهندسة المعمارية، بإعداد التصاميم والدراسات لإعادة المجمع إلى ازدهاره من جديد، وضمن المواصفات الهندسية العالمية بحيث أنه سيكون حدث الموسم، لناحية الحلة الجديدة والابتكارات النادرة. وأشار المصدر إلى أن المارة يتوقفون أمام المبنى المهدم وكأنهم يستذكرون بشاعة الحرب التي ألمت بلبنان في القرن الماضي. من جهته، قال المهندس إيلي أبو غزالة، أحد مالكي الشركة اللبنانية المهتمة بإعادة إعمار المجمع لـ”الاتحاد” إن “التصاميم التي كنا بصدد تنفيذها من أجل إعادة ترميم المبنى وتأهيله حسب المواصفات العصرية الحديثة توقفت، بعد انتقال الملكية ولا نعرف حتى الآن ما هو مصيره؟ هل يريد أصحاب المبنى بيعه مجدداً، أو تأهيله للاستثمار؟” ولفت أبوغزالة إلى أن “بيروت تشهد حركة عمرانية نشطة، لاسيما في منطقة الوسط التجاري أو “السوليدير”، الذي يمثل نموذجاً مصغراً لبقية المناطق، حيث المباني التراثية المصممة بأناقة، إلى جانب المحال التجارية والمقاهي والمطاعم والنوادي التي تشهد ازدهاراً وأقبالاً كبيرين في الصيف عندما يحلو السهر وجلسات الأنس التي تدوم حتى ساعات الصباح الأولى”.