الوحدة ينجح في استغلال أخطاء دفاع الجزيرة لحسم «الديربي»
دبي (الاتحاد) - حسم الوحدة “الديربي” أمام الجزيرة لأنه كان الأفضل والأقوى والأسرع في الحلول الهجومي والأكثر استحواذاً على الكرة والأعلى رغبة في الفوز، وهو ما جعله يحقق الفوز الرابع على التوالي في الجولات الأخيرة أمام الشارقة وبني ياس والوصل ثم الجزيرة، بينما يخسر “الفورمولا” للمرة الثالثة على التوالي أيضاً، التي اهتزت شباكه خلالها 10 مرات أمام العين والنصر والوحدة.
ولا يمكن معرفة طريقة تفكير مدرب الجزيرة في المباريات الأخيرة حيث لعب أمام النصر بعدد كبير من البدلاء ومعهم المهاجم أوليفييرا ليخسر بالخمسة ثم لعب أمام الوحدة بالأساسيين باستثناء أوليفيرا ليخسر بثلاثية، ولا يزال أداء “الفورمولا” يدعو للدهشة، حيث يفتقد الأداء الجماعي المتزن مع ضعف القوة الدفاعية والبطء الشديد في التحول من الدفاع إلى الهجوم، لذلك يعتمد على الهجوم الفردي فقط أو الكرات الطويلة المرسلة إلى باري في الأمام.
لعب الوحدة بطريقة 4-4-1-1 بوجود إسماعيل مطر خلف بيانو، وفي أحيان أخرى 4-3-3 بوجود هوجو بينهما كصانع ألعاب، مع وجود عيسى سانتو في العمق وعلى الطرفين حيدر آلو علي في اليسار وعيسى الساعدي في اليمين، واستحوذ “العنابي” على اللعب بشكل مميز بفضل الانتشار الجيد والتمرير الدقيق مع تسلم الكرة من الحركة بفضل مهارة ورشاقة لاعبيه وقدرة هوجو وماجراو على التمرير الجيد وتحركات مطر وبيانو في نصف ملعب.
وبفضل لياقة وسرعة لاعبي شباب الوحدة نجح الفريق في شن هجمات سريعة على مرمى الجزيرة فور الحصول على الكرة واستغلال المساحات الأمامية مع تحرك ياسر سالم يميناً ويساراً أو استغلال مهارة إسماعيل مطر في الاختراق من العمق ويستطيع السيطرة على الكرة، وقد كان ماجراو إضافة كبيرة من خلال الاندفاع الهجومي في الوقت المناسب دون مجازفة من أجل مواجهة أي محاولة “جزراوية” هجومية.
ونجح الوحدة في استغلال أخطاء دفاع الجزيرة وعدم قيام لاعبيه بالضغط الدفاعي المطلوب، وظهر ذلك واضحاً في هدفي ماجراو وبيانو باستغلال التمركز الخاطئ للمدافعين، وفي مهارة إسماعيل مطر في استقبال الكرة المرسلة إليه ثم التمرير دون ضغط في الهدف الثالث، وأجاد لاعبو الوحدة توزيع جهدهم على مدار زمن المباراة بفضل الاستحواذ الجيد الذي يوفر الجهد، وأيضاً بفضل ارتفاع معنويات اللاعبين، ثم القدرة على تغيير إيقاع اللعب بالتمرير من جانب إلى جانب ومن الأمام إلى الخلف لالتقاط الأنفاس ثم الاندفاع إلى الهجوم مرة أخرى.
ولعب فريق الجزيرة بطريقة 4-2-3-1، واستمرت مشكلته في الأداء الجماعي وضعف قدرة لاعبي الوسط على الاستحواذ أو تطوير البناء الهجومي، وهو ما يجعل الأداء يتسم بالبطء الشديد مع الأخطاء في التمرير، لدرجة أنه لا تكاد هجمة تكتمل بالشكل المطلوب، وهو ما يزيد علامات الاستفهام حول قدرات اللاعبين أنفسهم.
وافتقد الفريق إلى التشكيلات الهجومية الجماعية الواضحة مع وجود حالة من الخوف من الاندفاع الهجومي خشية الهجمات المرتدة، وبالطبع كان غياب أوليفييرا مؤثراً بقوة، لكن الأمر يبدو أكبر من ذلك في ظل الحاجة إلى إعادة نظر في الاختيارات وطريقة الوصول إلى التوازن بين الدفاع والهجوم، لأنه ليس معقولاً أن يصاب مرمى الفريق بـ 10 أهداف في ثلاث مباريات متتالية، وهو أمر لا نتمنى حدوثه في منافسات دوري أبطال آسيا.