أشرف جمعة (أبوظبي)

يمثل خروف العيد في الذاكرة الشعبية جزءاً أصيلاً من الموروث، فهو الأضحية التي كانت تملأ أعين الصغار بالبهجة قديماً، عندما كان بعض الناس يربون الخروف في الفناءات الواسعة أمام البيوت قبل حلول موعد عيد الأضحى بشهر أو شهرين، وهو ما جعل العديد من القصص تملأ الذاكرة، وفي هذا العصر الذي اختفت فيه هذه الظاهرة، فإن الجميع يتعلق بخروف العيد، سواء الكبار أو الصغار بخاصة أنه يمثل الفرحة، ويسهم في رسم البسمة على الوجوه، حيث تحرص العديد من الأسر على اصطحاب أطفالها في رحلة الشراء حتى يتم تسلم الخروف يوم العيد لتكتمل سعادة الأسرة كلها فخروف عيد الأضحى طقس شعبي منذ القدم وطقس أصيل في زماننا هذا كونه ركناً أصيلاً من أركان الاحتفال بعيد الأضحى المبارك.

ذاكرة الماضي
ويقول المستشار التراثي بنادي تراث الإمارات فلاح بن بشر: لا تكتمل فرحة عيد الأضحى إلا بخروف العيد الذي تحتشد به الذاكرة الشعبية، فالبيوت قديماً كانت تزخر بالأضاحي، والناس كانت تحرص على تربيته والاعتناء به حتى يتم تجهيزه بالشكل المطلوب، وقد عاش المجتمع الإماراتي قديماً على العادات والتقاليد التي أصبحت عنوان وطن حتى وقتنا هذا، لذا فالناس كانت تمنح من لا يملك أضحية خروفاً، وهو ما يدل على أرقى أنواع التكافل قديماً، بالإضافة إلى أنه كانت هناك فرحة أخرى تتمثل في اندفاع الصغار نحو خروف العيد والتسابق على إطعامه وتقديم المياه إليه، وقد جرت العادة على أن يمر يوم العيد من يذبح الأضحية ويهيئها للطهي وكان الناس يطهون منها ويوزعون على الأقارب والجيران والفقراء، وفي هذا العصر ظلت هذه المظاهر غير أن تم استحداث وسائل لشراء الضحية وذبحها.

طقوس العيد
ويرى حمدان النعيمي، 75 عاماً، أن الزمن الماضي حفل بحكايات خاصة بخروف العيد لا تزال تسكن الذاكرة، حيث أبناء الفريج الواحد يتبارون في تربية الأضاحي، إجلالاً لهذه المناسبة الكريمة، وحرصاً عليها مشيراً إلى أنه لا يزال يتذكر فرحة الصغار وهو يلعبون حول الخروف، ويسعون إلى وضع الطعام أمامه وأنهم كانوا يشعرون بالحزن عندما يتم ذبحه، لكنهم سرعان ما يتفهمون بأن ذلك من طقوس العيد، وأن لحومه تقدم كوجبات يوم العيد، وأن الناس تجتمع على مائدة واحدة للاحتفال بالعيد.

الأضحية قديماً
ويورد الدكتور سعيد محمد قرواش الرميثي، مدير إدارة الصحة العامة في بلدية أبوظبي: في البدايات كان الشخص يأخذ الأضحية من المزرعة الخاصة به أو يشتريها من «العزب» من دون أن يتم التأكد من عمرها وصحتها ومناسبتها لكي تكون أضحية، ومن ثم يأخذها إلى البيت ويقوم بالذبح هو أو القصاب المتجول، ويتم الذبح من دون توفير أية مقومات صحية للحفاظ على لحم الأضحية من التلوث، إضافة إلى تلويث البيئة المحيطة بالدم، والمخلفات من كروش وجلود، والتي تساعد على تجمع الحشرات، ونقل الأمراض، وبعد ذلك يتم استهلاك لحم الأضحية بغض النظر عن سلامتها صحياً أم لا.

وسائل عصرية
ويضيف وفرت الحكومة الرشيدة حالياً أسواق مواش تعتبر الأولى والأفضل على مستوى المنطقة من حيث مراعاة الرفق بالحيوان وسهولة العرض والتنوع لكثير من الحيوانات، وكذلك الرقابة البيطرية على هذه الأسواق وقربها من المسالخ، وأصبحت عملية شراء ونقل الأضحية من المسلخ تتم بطريقة صحية وسليمة، حيث يتم الكشف عليها قبل الذبح وتم توفير صالة انتظار للمتعاملين تشمل وسائل الراحة المتعددة، ومن ثم إتاحة مشاهدة خطوات الذبح والتقطيع والفحص البيطري للأضحية، ثم تسليم الذبيحة في فترة لا تتجاوز الساعة في صباح أول أيام العيد ولا تتجاوز النصف ساعة لبقية الأيام، مع ضمان الحصول على لحوم صحية وفق أفضل الممارسات العالمية وضمان بيئة محيطة سليمة خالية من التلوث بمخلفات الذبائح، وحالياً يمكن للجمهور الكريم طلب أضحيته عن طريق التطبيقات الذكية ولتصله خلال 3 ساعات إلى باب منزله بسهولة ويسر.

طارق المنهالي.. «الراقي»
أطلق الفنان الإماراتي طارق المنهالي أغنيته الجديدة بمناسبة عيد الأضحى المبارك، بعنوان «الراقي»، وهي من كلمات الدكتور مانع بن سعيد العتيبة، والتي تحمل في طابعها معاني المحبة والغزل، وقد كتبت ولحنت وغنت باللون والطابع المحلي الشعبي الجميل، وأوضح المنهالي أن هناك أعمالاً أخرى عديدة في القريب العاجل، قيد التنفيذ.