عمرو عبيد (القاهرة)

بدأ ليفربول، وصيف النسخة الماضية من «البريميرليج»، منافسات الموسم الجديد بقوة، بعدما حصد انتصاره الأول، على حساب نورويتش سيتي الصاعد حديثاً بنتيجة 4-1، ليكشف «الريدز» عن إصراره الكبير على تعويض إخفاقاته السابقة في الدوري الإنجليزي، حيث لم يسبق للعملاق «الأحمر» التتويج بلقب «البريميرليج»، منذ انطلاق نسخته الحديثة الأولى عام 1992، إذ توقف رصيده عند 18 لقباً سابقاً، في موسم 1989 - 1990، بنظام البطولة الإنجليزية القديم.
حلم «الريدز» الغائب منذ ما يقارب 30 عاماً، يراود كل عشاق «القلعة الحمراء» وجميع نجومه الحاليين، أبطال أوروبا في الموسم الماضي، لكن هناك حالة خاصة جداً، تتمثل في قائد الكتيبة الحمراء، الإنجليزي جوردان هندرسون، لاعب الوسط، الذي ظل يطارد هذا السراب طويلاً، من دون أن ينجح في تحقيق هذا الحلم الصعب حتى الآن، حيث قضى هندرسون ما يقارب 11 عاماً في منافسات «البريميرليج»، مع سندرلاند في البداية خلال موسم 2008 - 2009، ومن بعده ليفربول منذ عام 2011، وخلال تلك السنوات الطويلة، خاض هندرسون 311 مباراة في الدوري الإنجليزي، سجل فيها 26 هدفاً، وأسهم في صناعة أكثر من 40 هدفاً آخر، لكنه لم يتمكن من رفع كأس «البريميرليج»، خاصة مع «الريدز»، إذ اقترب كثيراً من تحقيق حلمه الكبير في الموسم الماضي، وكذلك نسخة 2013 - 2014، لكنه اكتفى بحصد المركز الثاني، خلف «البلومون» في المرتين، وخلال أكثر من 8 أعوام قضاها بين جدران «قلعة ليفربول»، كان التتويج بدوري أبطال أوروبا في العام الماضي هو الإنجاز الأكبر لهندرسون، بعد فوزه بكأس الرابطة في موسم 2011 - 2012! ويُعد هندرسون أقدم لاعب في قائمة ليفربول الحالية، إلا أن هناك أسماء أخرى تشاركه مطاردة سراب التتويج بلقب «البريميرليج» مثل آدم لالانا وديان لوفرين، وكلاهما انتقل من ساوثامبتون إلى «قلعة الريدز» في موسم 2014 - 2015، إلا أن الفوز بالدوري الإنجليزي لم يدون حتى الآن في سجلاتهما الشخصية، رغم مشاركة لاعب الوسط الإنجليزي 7 مواسم سابقة بالبطولة، لعب خلالها 181 مباراة، وشارك في تسجيل وصناعة 59 هدفاً، كما أن المدافع الكرواتي يعرف البريميرليج جيداً عبر 6 مواسم، وخاض 152 مباراة، وبرغم فوز جيمس ميلنر بلقب الدوري مرتين سابقتين، بفضل فريقه السابق، مانشستر سيتي، خلال تجربته الطويلة في «البريميرليج» التي امتدت لأكثر من 16 عاماً، إلا أن صاحب ال 33 عاماً، لم ينجح في تكرار هذا الإنجاز مع ليفربول أيضاً، طوال آخر 4 سنوات، منذ انتقاله إلى «الريدز» عام 2015.
بعيداً عن ليفربول، هناك عدد كبير من اللاعبين الذين لم يغادروا مظلة «البريميرليج» لسنوات طويلة، لكن أبرزهم نجوم فرق المقدمة، ولعل الظهير الأيسر لـ «السبيرز»، داني روز، هو أحد هؤلاء النجوم، ولعب الإنجليزي الدولي لمدة تزيد على 12 عاماً في الدوري الإنجليزي الممتاز، إلا أنه لم يعرف التتويج أبداً بلقب البطولة الكبرى.
الأمر ذاته ينطبق على هاري كين أفضل مهاجمي المنتخب الإنجليزي في الحقبة الحالية، لأنه يدافع هو الآخر عن ألوان قميص «الديوك»، منذ ما يزيد على 8 سنوات، لعب خلالها 181 مباراة في «البريميرليج»، وسجل 125 هدفاً، وضعته في «المرتبة 15» ضمن أفضل هدافي البطولة عبر التاريخ، إلا أن مهاجم «الأسود الثلاثة» لم ينجح في تحقيق أي لقب مع «السبيرز» حتى الآن، ومع إصراره على البقاء في توتنهام.
وتعتبر حالة الألماني، مسعود أوزيل، في أرسنال، غريبة للغاية، لأن نجم «المانشافت» يملك موهبة فذة تمكنه من اللعب لفريق آخر يلاحق البطولات الأوروبية الكبيرة، مثل ما حققه مع الريال بين 2010 و2012، لكن أوزيل رفض جميع عروض الانتقال من «قلعة الجانرز»، واكتفى بأداء دور روتيني، سمح له فقط بالفوز بكؤوس محلية إنجليزية، من دون الظفر بلقب «البريميرليج»، خلال 6 سنوات، وهو عكس ما فعله زميله السابق، آرون رامسي، الذي قفز من «سفينة المدفعجية»، بعد 11 عاماً من اللعب في «البريميرليج»، لم يتمكن خلالها بالطبع من الفوز باللقب الكبير!