«الوزاري العربي» يستنكر الاعتداءات ويرحب بالمصالحة الفلسطينية
أعرب مجلس وزراء الخارجية العرب، خلال اجتماعه في القاهرة أمس، عن استنكاره الشديد لعمليات إطلاق النار المتعمد، واستخدام أساليب القمع الوحشي والعنف المفرط ضد المتظاهرين من أبناء الشعب الفلسطيني داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وعلى الحدود اللبنانية والسورية مع إسرائيل، الامر الذي أدى إلى وقوع العشرات من الشهداء ومئات الجرحى في أنحاء الضفة الغربية والقدس وغزة ومجدل شمس في الجولان السوري المحتل وبلدة مارون الراس جنوب لبنان.
وحيا المجلس في بيان انتفاضة الشعب الفلسطيني في ذكرى النكبة والمسيرات العربية التضامنية، مؤكداً تضامنه التام مع الشعب الفلسطيني في مسيرته النضالية وحقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وحقوق اللاجئين الفلسطينيين.
وأكد المجلس أن القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب المركزية الأولى، مهما حاولت إسرائيل طمس الهوية الفلسطينية والتهرب من التزاماتها إزاء جهود تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، وفقاً لما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. ودعا المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس الأمن و”الرباعية الدولية” إلى تحمل مسؤولياته إزاء الأحداث الخطيرة وتداعياتها.
كما رحب المجلس بالتوقيع على اتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني، داعياً إلى تكاتف الجهود الفلسطينية من أجل ترجمة هذا الاتفاق على أرض الواقع والشروع فوراً في خطوات تنفيذه. وتعهد بتوفير الدعم العربي الكامل لضمان تنفيذ هذا الاتفاق وإنهاء حالة الانقسام وترسيخ المصالحة الفلسطينية في إطار ديمقراطي يعيد الوحدة للقرار الفلسطيني ومؤسسات وأجهزة العمل الوطني على المستويات كافة.
إلى ذلك أكد وزير الخارجية المصري الدكتور نبيل العربي أمس تأييد مصر الكامل لحق الشعب الفلسطيني في النضال السلمي من أجل الدفاع عن قضيته. مشدداً على أن القمع الإسرائيلي للتظاهرات السلمية الحضارية بمناسبة ذكرى النكبة يعكس عدم إدراك للتغيرات الجارية بالمنطقة والتي لن يبقى الشعب الفلسطيني بعيداً عنها.
وحمل العربي، خلال تصريح صحفي في القاهرة، الجانب الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، مطالباً إسرائيل بالتعامل مع التظاهرات السلمية في إطار القانون الدولي وحقوق الإنسان ومحذراً من تداعيات اللجوء إلى العنف.
وأكد أن خروج الفلسطينيين بهذه الصورة الحضارية بعد مرور 63 عاماً على النكبة، هو رسالة إلى العالم أجمع بضرورة العمل سريعاً على إنهاء الاحتلال، الذي صار استمراره عبئاً على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وبحث رئيس المخابرات المصرية اللواء مراد موافي مع رئيس الهيئة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد، خلال زيارة قام بها إلى القاهرة امس العلاقات الثنائية بين مصر وإسرائيل بعد “ثورة 25 يناير” المصرية وتطورات الأوضاع بالمنطقة، في ضوء اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية ومحاولات تنظيم تظاهرات ومسيرات إلى حدود مصر مع قطاع غزة. كما تناولت المباحثات ملف تبادل أسرى فلسطينيين بالجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليط، وتداعيات القرار الاسرائيلي بوقف تحويل أموال الجمارك - الضرائب الفلسطينية للسلطة الفلسطينية، وجهود مصر من أجل دعم الهدوء على حدود قطاع غزة وفك الحصار الإسرائيلي المفروض عليه.
وطالبت مصر الحكومة الإسرائيلية بالتحرك باتجاه السلام العادل وحق الشعب الفلسطيني في أن تكون له دولة في ضوء التظاهرات والمسيرات التي تشهدها البلدان العربية والدعوات المتزايدة من أجل إطلاق انتفاضة فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
من جهة ثانية تظاهر مئات المصريين أمس أمام البناية التي تضم سفارة إسرائيل في القاهرة وطالبوا بإنزال العلم وإغلاق السفارة، في حين رفع السكان الأعلام المصرية والفلسطينية على شرفات شققهم. ورابطت سيارتان للقوات المسلحة المصرية أمام باب البناية الذي أغلق بسلاسل حديدية.
ووقف المتظاهرون على جسر أمام البناية، مرددين هتافات “أول مطلب للجماهير قفل سفارة وطرد سفير” و”غزة غزة أرض العزة” و”الله الله الله إحنا اولادك يا رام الله” و”تسقط تسقط إسرائيل”. كما هتفوا ضد السفير الإسرائيلي “ارحل يعني امشي، يا اللي ما بتفهمشي”.
في الوقت نفسه، نظم حزبا “حاتم” و”الصواب” الموريتانيان اعتصاما أمام السفارة الفلسطينية في نواكشوط بمناسبة ذكرى نكبة فلسطين. وألقى المعتصمون كلمات طالبوا فيها الشعوب العربية والإسلامية بالجهاد من أجل تحرير الأرض الفلسطينية وتخليص المقدسات الدينية من براثن الاحتلال الإسرائيلي.
كما تظاهر مئات الأتراك بمناسبة ذكرى نكبة فلسطين. وتجمع نحو 100 شخص أمام مقر إقامة السفير الإسرائيلي في أنقرة، حيث وضعوا إكليلا من الزهر الأسود. واعتصم نحو 150 متظاهراً أمام القنصلية الإسرائيلية في اسطنبول وهتفوا “اللعنة على إسرائيل” و”استعدي يا إسرائيل (سفينة) مافي مرمرة قادمة”. وشهدت مدينة كراتشي الباكستانية تظاهرة ضد إسرائيل تم خلالها إحراق العلمين الإسرائيلي والأميركي.
من جهة أخرى طالبت منظمة المؤتمر الإسلامي أمس العالم بالتدخل لوقف مأساة الشعب الفلسطيني التي امتدت لأكثر من ستة عقود، ورفع الظلم عنه من خلال دعم حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة والكاملة السيادة على جميع أراضيهم التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كما دعا رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي أمس، برلمانات العالم والمنظمات والمؤسسات الدولية والإقليمية، وخاصة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأفريقي، إلى دعم ومساندة الشعب الفلسطيني في استرداد حقوقه العادلة والمشروعة.
المصدر: القاهرة